لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الصراع في تيجراي: شهادات من سكان ترد لأول مرة وسط التعتيم الإعلامي

08:47 م الأحد 06 ديسمبر 2020

الصراع في تيجراي

أديس أبابا - (بي بي سي)
تمكنت بي بي سي من الحديث إلى بعض الأشخاص داخل ميكيلي عاصمة ولاية تيغراي الإثيوبية، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان رئيس الوزراء أبي أحمد انتهاء العملية العسكرية التي استمرت أربعة أسابيع.

" إنه أمر مخيف حقا. إنه أمر صعب حقا. لا أعتقد أن تيغراي مرت من قبل بوقت عصيب كهذا"، هكذا صاح أحد سكان تيغراي عبر الهاتف بصوت بدا عليه اليأس.

أمضت بي بي سي أياماً تحاول الحديث مع أناس في المدينة التي يسكنها نحو نصف مليون شخص.

كانت خطوط الهاتف معطلة، ونتيجة نقص الكهرباء كانت اتصالات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية صعبة.

لكننا تمكننا من إجراء محادثات قصيرة مع شخصين في المدينة حول رؤيتهما لما يحدث.

اتفقنا على عدم الكشف عن هويتيهما حفاظاً على سلامتيهما.

لقد عانى السكان من غياب الخدمات الأساسية منذ بدء الصراع في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال الاثنان اللذان تحدثنا إليهما إن الأمور لم تتغير منذ دخلت القوات الفيدرالية الإثيوبية ميكيلي قبل أسبوع.

" لا يوجد حتى الآن كهرباء أو مياه أو خدمات بنكية"، كما قال أحدهما "لا توجد حكومة في المدينة".

وأضاف أنه لا يمكن رؤية الجنود الفيدراليين سوى في منطقة محدودة، وأن عمليات النهب صارت شائعة في ظل غياب قوات الشرطة والأمن المحليتين.

في حين أفادت وسائل الإعلام التابعة للحكومة بأن المدينة " تعود إلى الحياة الطبيعية".

وقال أحد المتحدثين في التلفزيون الإثيوبي (إيه تي في ) إن " الناس يتحركون والمتاجر مفتوحة، ونذهب إلى الكنائس. وكل شيء كما ترون سلمي للغاية".

وبث التلفزيون صوراً لأناس يسيرون في الشوارع.

كما تباينت كذلك وجهات النظر بشأن تداعيات الهجوم على المدينة.

وكانت ميكيلي قبل دخول القوات الفيدرالية إليها قد تعرضت الأسبوع الماضي للقصف وفر بعض سكانها إلى الضواحي هرباً من القصف.

"منازل مدمرة"

ظهر رئيس الوزراء أبي أحمد أمام البرلمان في أديس أبابا يوم الإثنين الماضي، وقال للنواب إن " العملية لم تسفر عن مقتل مدني واحد".

غير أن الشخصين الذين تحدثا لبي بي سي قالا إنهما شاهدا جرحى وقتلى مدنيين في مستشفيات المدينة بعد القصف الذي تعرضت له يوم السبت.

وقدم أحدهما صورة لمنزل دمرته قذيفة في منطقة سكنية تدعى أيدر إيداغا بيغي، وأسفرت كذلك عن مقتل أفراد أسرة واحدة.

وتعليقاً على هذه التقارير، أيد وزير التحول الديقراطي الإثيوبي زاديغ أبرهة موقف رئيس الوزراء، وقال لبي بي سي " تجنبنا الخسائر في صفوف المدنيين بالكامل من ناحيتنا".

وخلال الاسبوع الماضي، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المستشفى الرئيسي في ميكيلي يعاني من "نقص خطير" في الإمدادات - بما في ذلك أكياس حفظ الجثث- حيث يعالج جرحى القتال في المدينة.

غير أن الصليب الأحمر مع ذلك لم يقدم أي حصيلة للجرحى أو القتلى.

وتمكنت بي بي سي أيضاً من الحديث مع شخص في الجزء الغربي من تيغراي، والذي شهد قتالاً مكثفاً في وقت سابق من الشهر الماضي.

وكانت خدمة الاتصالات قد عادت في المنطقة جزئيا.

"نختبئ في الأدغال"

قال الشخص الذي تحدثنا إليه إن الناس مازالوا يعيشون في خوف هناك، زاعماً أن عناصر ميليشيا محلية من ولاية أمهرة المجاورة يمارسون القتل والاضطهاد والتهديد والتشريد بحق أبناء عرقية التيغراي.

وأضاف:"حاولت العبور للسودان، قاموا بمنعنا. نحن في وضع صعب. يبدو الأمر كما لو كنا في السجن. بعض الناس ليس لديهم ما يأكلونه ويختبئون في الأدغال".

وأكمل: "نمضي يومنا في الأدغال. لا يوجد أحد يحمينا. تركنا مزارعنا. تركنا ماشيتنا في الحقول".

ومن جانبها، أفادت مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية الشهر الماضي بوقوع مذبحة راح ضحيتها 600 شخص على الأقل في بلدة ماي كاردا.

وتقول المفوضية إن أبناء عرقية الأمهرة تعرضوا للاستهداف على يد شباب تيغرانيين مدعومين من إدارة جبهة تحرير شعب تيغراي المحلية، فيما وصف بأنه قد يرقي لكونه جريمة حرب.

ونفت جبهة تحرير شعب تيغراي بدورها تورطها في ذلك.

وقال ساكنا ميكيلي الذين تحدثا لبي بي سي إن القتال ظل مستمراً قرب المدينة يومي الأربعاء والخميس الماضين.

وتحدثا عن أصوات مدفعية ثقيلة آتية من الغرب والجنوب.

بيد أن وزير التحول الديمقراطي قال إنه "لا توجد حرب"، مضيفاً أن جبهة تحرير شعب تيغراي " لم تعد تمتلك القدرة العسكرية لشن حرب" وأنه يتعين على القوات الفيدرالية الآن اعتقال قيادة الجبهة.

وتصر جبهة تحرير شعب تيغراي على أن القتال مستمر، قائلة إنها تدافع عن منطقتها من " الغزاة".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان