إعلان

يشق الصفوف.. البديل الألماني يجبر حزب ميركل على اتخاذ قرارات صعبة

08:39 م الإثنين 10 فبراير 2020

أنجيلا ميركل

برلين - (د ب أ)

لا يمكن لحزب البديل من أجل ألمانيا، من خلال المناورات التكتيكية والعروض السياسية التي يقدمها للناخبين الذين يشعرون بالخذلان من قبل الأحزاب المحافظة، أن يحصل على المدى القريب، على أغلبية يحكم بها في الولايات الألمانية، ولن يستطيع الحصول على هذه الأغلبية في ولايات شرق ألمانيا أيضا، حيث استطاع مؤخرا أن يقنع أكثر من 20% من الناخبين، في جميع أنحاء هذه الولايات، ويجبر أحزاب أخرى على الدخول في تحالفات غير مريحة.

ولكن حزب البديل، الذي يضم اليمينيين المتطرفين، كان ناجحًا جدًا كعامل انقسام بين الأحزاب، وهو ما كشفت عنه أحداث الأسبوع الماضي، وذلك عندما اضطر العديد من رؤساء الأحزاب الألمانية على المستوى الاتحادي، للسفر إلى ولاية تورينجن، من أجل إعادة ضبط الأمور و وضعها في نصابها الصحيح، وذلك بعد أن انتخاب توماس كيمريش، العضو بالحزب الديمقراطي الحر، رئيسا لوزراء الولاية، بدعم من أصوات الحزب المسيحي الديمقراطي "حزب ميركل" وحزب البديل، وبعد أن أثار إعلان رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، أنيجريت كرامب كارينباور، ضرورة اتخاذ مسافة من كل من حزب اليسار وحزب البديل، معارضة لدى عدد من زملائها في الحزب.

ليست الغبطة والسعادة هي العلامة المميزة لرئيس حزب البديل، ألكسندر جاولاند، بل رابطة العنق ذات اللونين الأخضر والأصفر.

ولكن باستطاعة رئيس الحزب، جاولاند 78 عامًا، أن يُسر كثيرًا، على سبيل المثال، عندما يحترق منزل الحزب المسيحي، الذي كان حزبه على مدى نحو 40 عامًا، "حيث علق جاولاند على الخلافات الحالية بين أعضاء حزبه السابق، بالقول: "يبدو أننا نساهم في ذلك"، مضيفًا: "حزب البديل يؤثر".

ويرى جاولاند أن إعلان رئيسة الحزب، كرامب كارينباور، عزمها التخلي عن رئاسة الحزب هو خبر سار، واضعا بذلك إصبعه في الجرح.

وقال جاولاند إن الصراع بين ناشطي الحزب المسيحي الديمقراطي المنفتحين على دعم حزب اليسار، وأعضاء الحزب الآخرين الذين يرون في هذا الدعم أحد المحرمات، لم يحسم برحيل رئيسة الحزب البائسة، عن رئاسة الحزب.

وأكد جاولاند، الذي لا يزال يشكل وبقوة صورة الحزب في الرأي العام، أنه "راض" عن التطور الحالي في الحزب، وقال إن تصرف الأحزاب الأخرى في ولاية تورينجن "وكأنه كان هناك انقلاب" كان "حماقة" استفاد منها حزب البديل.

ولكن جاولاند أقر بأن الأيام المقبلة ستكشف عما إذا كان يمكن تحويل هذه الأحداث لتصب في مصلحة حزب البديل.

غير أن ولاية هامبورج، التي ستشهد انتخابات يوم الأحد بعد المقبل ، ستكون في كل الأحوال أمرًا صعبًا على حزب البديل، حيث إن أعداد الناخبين في الولاية الذين يفضلون انتخاب الحزب نكاية في أحزاب أخرى، محدودة.

كما أن الحزب لا يحظى بشعبية في أوساط الطبقة الوسطى في الولاية.

يقول هينيج أوته، عضو الهيئة العليا للحزب المسيحي الديمقراطي، إن الحزب يركز الآن على "النضال من أجل خفض شعبية حزب البديل".

ولكن لا تزال هناك خلافات بين صفوف الحزب بشأن كيفية تحقيق ذلك.

كما أن الحزب المسيحي الديمقراطي ليس الحزب الوحيد الذي ينفر حزب البديل الناخبين منه، حيث إن حزب اليسار خسر نحو 27 ألف ناخب لصالح حزب البديل خلال الانتخابات التي أجريت في أيلول/سبتمبر الماضي.

الحزب الألماني الوحيد الذي لا يخسر أنصارا لصالح حزب البديل، هو حزب الخضر.

ويحرص حزب البديل في الوقت الحالي على التكتم على صراعاته الداخلية.

وعلى الرغم من أن بعض أعضاء حزب البديل أصبحوا مرة أخرى يلفتون الأنظار إليهم من خلال تصريحاتهم بشأن التصحيح التاريخي والتصريحات العدوانية أو المعادية للأجانب، إلا أن تكتيك الحزب يقوم بشكل عام على إظهار تصنيف "الجناح" الشبابي والقومي للحزب من قبل هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية) بأنه حالة اشتباه شديد لمعاداة الدستور، على أنه تعسف سياسي، وهو ما يحقق النتيجة المرجوة، لدى البعض، على الأقل داخل الحزب نفسه.

هناك صورة توضيحية بهذا الشأن على الموقع الإلكتروني لحزب البديل، حيث يبدو رجل مرتديا قبعة العشاق، وتُكَون يداه شكل المعين، وهو الشكل المعتاد عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ويأسف القائمون على حزب البديل من عدم تجاوب أعضاء "اتحاد القيم" المحافظ، الذي يتكون من أعضاء من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، وعدد من المنظمات المحافظة، ويضم في الوقت ذاته الرئيس السابق لهيئة حماية الدستور، هانز جيورج ماسن، مع محاولة حزب البديل التقارب مع هذا الاتحاد.

ولا يكل حزب البديل ولا يمل من محاولة استقطاب غير الراضين من أعضاء الحزبين المشكلين للاتحاد المسيحي الديمقراطي، حيث قدم الحزب إجبار ميركل مفوض الحكومة الألمانية لشؤون الولايات الشرقية، كريستيان هيرته، على الاستقالة من منصبه بسبب تهنئته توماس كمريش على انتخابه رئيسا لوزراء ولاية تورينجن بدعم من أصوات حزب البديل، على أنه "عملية تطهير" ضد "المخالفين" لسياسة ميركل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان