جولة حاسمة من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيوهامبشر
واشنطن- (أ ف ب):
يدلي الناخبون في ولاية نيوهامبشر الأمريكية، الثلاثاء، بأصواتهم لاختيار مرشح الحزب الديموقراطي الذي سينافس دونالد ترامب في السباق الرئاسي، فيما تحتدم المنافسة خصوصاً بحسب استطلاعات الرأي بين السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز ورئيس البلدية السابق الوسطي بيت بوتيدجيدج.
ويليهما مرشحون بارزون للفوز بترشيح الديموقراطيين للانتخابات الرئاسية تتقارب نتائجهم، لكن يأملون خلق مفاجأة مساء الثلاثاء واستعادة زخم حملتهم تفادياً لانهيارها.
ويسلط الضوء في هذا الاستحقاق خصوصاً على جو بايدن الذي كان يعدّ الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي الوطنية للفوز بترشيح الديموقراطيين، لكن نتائجه كانت مخيبة للآمال في انتخابات ولاية أيوا الأسبوع الماضي.
ولا يحل إلا رابعا في معدلات استطلاعات الرأي في ولاية نيوهامبشر جنباً إلى جنب مع السناتورة التقدمية إليزابيث وارن، وخلف السناتورة إيمي كلوبوشار التي تشاركه أفكاره الوسطية.
وتنطلق الانتخابات في بلدة ديكسفيل تاتش التي تفتح فيها صناديق الاقتراع منتصف الليل كما يجري تقليدياً منذ أعوام الستينات.
لكن يبدأ الناخبون بالإدلاء بأصواتهم منذ الساعة 6:00 (11:00 بتوقيت جرينتش)، حتى الساعة 20:00 (00:00 بتوقيت جرينتش الأربعاء).
وعلى عكس طريقة التصويت في أيوا عبر مجالس انتخابية سادتها الفوضى في 3 فبراير، يدلي ناخبو نيوهامبشر بأصواتهم شكل تقليدي عبر الاقتراع السري.
"ضعيف"
وتبدو المعركة بين المتصدرين للاستطلاعات محتدمة وهي تجري تحت عين ترامب الذي لا يتوانى عن السخرية من منافسيه المحتملين، فيما لا يواجه هو عملياً أي منافسة داخل الحزب الجمهوري.
وأقحم الرئيس الأميركي الذي يسعى للفوز بولاية ثانية في 3 نوفمبر، نفسه بحملة الديموقراطيين الانتخابية عبر تنظيمه الاثنين لقاء في نيوهامبشر. وقال فيه متحدثاً عن المرشحين الديموقراطيين "جميعهم ضعفاء".
ويتفق المرشحون الديموقراطيون العشرة الذين كثفوا لقاءاتهم الانتخابية في الأيام الأخيرة، كما مؤيديهم على نقطة واحدة هي وجوب هزم دونالد ترامب.
لكن مواقفهم متباعدة.
ويهيمن السناتور المستقل بيرني ساندرز (78 عاماً) من يسار الحزب الديموقراطي والذي يدعو لـ"ثورة" سياسية من أجل تحقيق عدالة أكثر في المجتمع، على استطلاعات الرأي في نيوهامبشر المجاورة لمعقله ولاية فيرمونت.
يليه رئيس بلدية مدينة ساوث بند السابق بيت بوتيدجيدج (38 عاماً) الذي شكّل تقدّمه بفارق طفيف على ساندرز في ولاية أيوا مفاجأة.
وقال ساندرز في الأيام الأخيرة أمام حشود من مؤيديه في نيوهامبشر "ما سيجري هنا سيكون له نتائج هائلة".
من جهته، ينادي بوتيدجيدج، العسكري السابق وأول مرشح مثلي علناً للبيت الأبيض، بسياسة "واقعية" وبمد اليد للناخبين المستقلين والجمهوريين المعتدلين، منتقداً في الوقت نفسه التمويل غير الواضح كما يقول لحملة ساندرز.
في المقابل، يجد جو بايدن منذ حلوله رابعاً في أيوا، نفسه تحت ضغط كبير. ومنذ دخوله السباق الانتخابي في ابريل، وقدّم هذا الرجل البالغ من العمر 77 عاماً وصاحب الخبرة السياسي الطويلة، نفسه على أنه الأكثر قدرة على الإطاحة بدونالد ترامب.
لكن موقفه قد تضعضع. وتخطاه ساندرز الاثنين للمرة الأولى في استطلاع وطني اجرته جامعة "كينيبياك".
رغم تشديد بايدن على انه لن يترك السباق "مهما حصل" الثلاثاء، يبدو أن فريقه الانتخابي يستعدّ لانتكاسة جديدة.
ويأمل فريقه في أن يحقق أداء جيدا في ولاية كارولاينا الجنوبية في 29 فبراير، يعيده إلى القمة من جديد. والغالبية السكانية في تلك الولاية هي من ذوي الأصول الإفريقية، لا تزال ملتزمة بمنح صوتها إلى نائب باراك أوباما.
لكن هذه الاستراتيجية لا تخلو من الهفوات، فقد يؤدي تحقيقه نتيجة سيئة أخرى في ولاية نيوهامبشر إلى تراجع تمويل حملته فضلاً عن إغراق لشعبيته وبالتالي خروجه من السباق.
صعود بلومبرج
مناضلاً من أجل البقاء، انتقد بايدن منافسه الوسطي بين بوتيدجيدج لنقص خبرته السياسية على المستوى الوطني.
لا يستثني بادين في هجماته بيرني ساندرز مع تأكيده أن منح التأييد لمرشح "اشتراكي" سيكون "صعباً".
تشير الاستطلاعات إلى أن إليزابيث وارن وإيمي كلوبوشار تنافسان بايدن على المركز الثالث في نيوهامبشر. ويسمح لهما ذلك في مواصلة السباق بشكل أسهل في ولاية نيفادا التي تنتخب في 22 فبراير.
رغم تخطيه الاستحقاقات الأربعة الأولى في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، إلا أن الملياردير مايكل بلومبرج حاضر كذلك في المنافسة مع حلوله رابعاً في استطلاعات الرأي الوطنية. وما يصب في صالحه، الإعلانات الممولة ذاتياً، تبث في الولايات التي ستصوت ابتداء من 3 مارس، حين سيدخل السباق.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: