"صفقة القرن" بأروقة مجلس الأمن.. أبو الغيط يرد هجوما إسرائيليا ضد عباس
كتب –محمد الصباغ:
شهد مجلس الأمن بالأمم المتحدة رد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على كلمة مندوب دولة الاحتلال الإسرائيلي داني دانون، وذلك خلال جلسة لمناقشة خطة السلام الأمريكية المعروفة بصفقة القرن.
في البداية تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الرفض المتجدد للخطة الأمريكية التي تقتطع أراض أخرى من فلسطين لصالح الاحتلال، بجانب منح القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وتصفية قضية اللاجئين، في مخالفة لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
رفع محمود عباس صورة لخريطة فلسطين في عام 1948، وخرائط أخرى شهدت انحسار الأراضي الفلسطينية وسقوطها بيد الاحتلال الإسرائيلي، لتأتي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخطة لا تجعل فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة وبدون عاصمتها القدس المحتلة.
فند الرئيس الفلسطيني الرفض التام والذي تتفق عليه كل الأطراف والفصائل الفلسطينية بجانب الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي، ليبدأ مندوب إسرائيل بعدها هجوما على الرئيس الفلسطيني مطالبا إياه بالتنحي ليسمح بفرصة للسلام، على حد قوله.
قال دانون في كلمته إن الرئيس الفلسطيني لا يريد السلام لأنه جاء للحديث بالأمم المتحدة ولم يتواصل مع واشنطن أو تل أبيب، معتبرًا أنه يكذب أمام الدول الأعضاء بمجلس الأمن.
كما وصل الأمر لذروته حينما اعتبر أن بقاء الرئيس الفلسطيني في السلطة هو أمر يعرقل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وطالب بتنحيه.
دعمت الولايات المتحدة عبر مندوبتها كيلي كرافت الخطة الأمريكية وإسرائيل ضد فلسطين، لكن الدول الأخرى بالمجلس مثل الصين وروسيا وتونس وإندونسيا وفرنسا وبريطانيا عبروا عن تفضيلهم خطة للسلام تقضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية كما تقتضي المقررات الدولية.
مندوبة الولايات المتحدة اعتبرت أن الخطة فرصة للفلسطينيين، وتستحق الدراسة بعدما عمل عليها الفريق الأمريكي بقيادة مستشار الرئيس جاريد كوشنر عليها لسنوات.
الجدير بالذكر أن كوشنر يهودي متدين رفضت أسرته زواجه بإيفانكا ابنة الرئيس ترامب إلا بعد تحولها إلى الديانة اليهودية، كما ترتبط أسرته بعلاقة قوية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبحسب وسائل إعلام أمريكية فحينما كان كوشنر مراهقا ترك غرفته بمنزل الأسرة لنتنياهو كي يقيم فيها خلال زيارة للأخير إلى الولايات المتحدة.
كوشنر اعتبر أن عمله 3 سنوات على خطة السلام الأمريكية وقراءته لخمس وعشرين كتابا حول القضية الفلسطينية، بجانب حديثه مع عدد من زعماء المنطقة أمر كافيا لحل أعقد المشاكل في المنطقة وربما في العالم.
بالعودة إلى اجتماع مجلس الأمن، فقد جاءت كلمات أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، لتدافع عن الرئيس الفلسطيني، وقال: "أنا مؤمن أن ما لا يوقع عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يوقع عليه أي فلسطيني آخر".
وفي إشارة إلى دعوة مندوب إسرائيل للرئيس الفلسطيني بالتنحي عن منصبه، أضاف أبو الغيط "استمعت لدعوة واضحة لإقصاء الرئيس محمود عباس، ونعته بأنه ليس شريكا في صنع السلام ومثل هذه الدعوة تكرس نوايا غير حميدة تجاه الرئيس الفلسطيني وهو أمر يدعو للقلق وهذا المنهج بالتفكير يوضح بجلاء أن هناك مشكلة شخصنة".
وتابع أبو الغيط: "لدينا مشروع للسلام يقوم على أساس مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام2002 وحملت المبادرة وعدا قاطعا ومبسطا لإسرائيل منذ ذلك التاريخ بالتطبيع مع 22 دولة عربية إن قامت بإنهاء الاحتلال وأتاحت للدولة الفلسطينية ان ترى النور على أساس حدود الرابع من يونيو عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية مع حل متفق عليه للاجئين، ولا تطرح مبادرتنا تفاصيل الحل لأنها لا تسعى لفرض التفاصيل بل إلى مساعدة الطرفين للوصول إلى هذا الحل عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين".
وتشهد المدن الفلسطينية مظاهرات كبيرة ضد خطة السلام الأمريكية، ومسيرات شهدت سقوط شهداء فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بجانب عملية دهس أصابت جنودا إسرائيليين ومحاولة طعن في الأراضي المحتلة.
لكن الرئيس الفلسطيني أكد خلال كلمته بمجلس الأمن أنه سيظل دائما متمسكا بالحراك السلمي ضد صفقة القرن، مشيرًا إلى أنه لن يدعو للعنف أو الإرهاب.
فيديو قد يعجبك: