خفض المساعدات الخارجية وجدار المكسيك.. أبرز ما في موازنة ترامب؟
كتبت – إيمان محمود
منذ بضعة أيام، أفصح البيت الأبيض عن مشروع موازنة بقيمة 4.8 تريليون دولار في عام انتخابات الرئاسة الأمريكية المُقررة في 2020، والتي فتحت نافذة على أبرز ما تريد إدارة الرئيس دونالد ترامب تحقيقه، مثل إكمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك وخفض المساعدات الأجنبية والتي قد تؤثر على الأموال التي تقدمها الولايات المتحدة للكثير من الدول والمنظمات حول العالم.
ووفقا لمقترح الموازنة، سيحقق إجمالي خفض عجز الموازنة بما قيمته 4.6 تريليون دولار خلال العقد المقبل، توازنا للميزانية بحلول عام 2035.
كما ينص مخطط الميزانية الذي يتم إصداره سنويا من جانب البيت الأبيض، على تمديد تخفيضات الضرائب للرئيس بعد انتهاء سريانها في عام 2025، وأن الاقتصاد سينمو بمعدل 3% في عام 2021، وهو معدل أعلى من معظم ما توقعه خبراء الاقتصاد من القطاع الخاص.
تتضمن خطة ترامب استقطاع حوالي 2 تريليون دولار في برامج شبكة الأمان الاجتماعية والقروض الطلابية، كما تشمل تخفيضًا لمتطلبات العمل الجديدة، نظام التغطية الصحية "ميديكير" والمساعدات الفيدرالية للإسكان، وبرنامج قسائم الطعام، والتي تُقدر بنحو 300 مليار دولار من الإنفاق.
كما تُخفض موازنة الإنفاق على استحقاقات التأمين الفيدرالية ضد العجز بمقدار 70 مليار دولار، وعلى برامج قروض الطلاب بمبلغ 170 مليار دولار.
خفض المساعدات الخارجية
سيتم خفض التمويلات الخارجية وبرامج المساعدات الدولية بمقدار3.7 مليار دولار، أو ما يقرب من 8%، بالنسبة لمستويات الإنفاق الحالية، وهو الأمر الذي يقلل بشكل كبير أو يلغي المساعدات المُقدمة إلى المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.
ويلغي اقتراح الإنفاق الإجمالي البالغ 44.1 مليار دولار، الأموال التقديرية للنفقات غير المُخطط لها في الخارج من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و12 وكالة أخرى تتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية.
كما أنه يلغي التمويل لبرنامج المعونة الغذائية الذي وصفه المسؤولون بأنه بطيء للغاية في تلبية الاحتياجات والحسابات الاقتصادية والإنمائية التي عرقلت تقديم المساعدة المباشرة إلى بلدان معينة في أوروبا وآسيا، وبالنسبة لمؤسسة آسيا، وهي مؤسسة دولية غير ربحية تسعى لتحسين المعيشة في البلدان النامية بقارة آسيا.
وتشمل البرامج التي استُقطعت أموال دعمها؛ جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام، التي ستخفض بمبلغ 447 مليون دولار، ومساهمة الولايات المتحدة السنوية في المنظمة العالمية نفسها، بمبلغ 508 ملايين دولار.
ولطالما اشتكت إدارة ترامب من أن الولايات المتحدة تدفع 22% من الميزانية السنوية للأمم المتحدة، أكثر من أي دولة أخرى.
وفي عام 2018، أنهت الإدارة تمويلاً لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وحاولت كبح مهمة حفظ السلام في جنوب لبنان – وفي الوقت ذاته سعى ترامب إلى دعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات في إسرائيل.
التركيز على مكافحة الأمراض
تقرّ موازنة ترامب خفض تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية "CDC" منها بنسبة 9% بشكل عام، لكنها من المُحتمل أن تزيد من مستويات التمويل لأنشطة المركز في مجال الأمراض المُعدية.
فالموازنة المُقترحة، تقول إن تخفيضاتها تعكس محاولة "لإعادة تركيز" مركز مكافحة الأمراض على مهمته الأساسية المتمثلة في الوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية وغيرها من قضايا الصحة العامة الناشئة، مثل المواد الأفيونية.
كما تستهدف الموازنة أيضًا تجميع برامج محددة تهدف إلى محاربة أنواع معينة من السرطان والوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة.
الهجرة غير الشرعية
تطلب موازنة ترامب 2 مليار دولار لبناء جدارٍ بطول عشرات الأميال على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
ويُعد مبلغ 2 مليار دولار الذي تطلبه الموازنة المُقترحة، أقل بكثير من مبلغ 5 مليارات دولار الذي طلبه ترامب قبل عام، ما أدى إلى إغلاق حكومي لمدة خمسة أسابيع.
وبينما وافق الكونجرس في السابق على توفير 1.3 مليار دولار فقط لبناء الجدار، وجد ترامب وسيلة لتأمين الأموال لجداره دون موافقة الكونجرس من خلال تحويل مليارات الدولارات من مشاريع البناء العسكرية والبرامج المُستخدمة لقمع نشاط المخدرات.
ويتضمن الاقتراح أيضًا 182 مليون دولار لتوظيف 750 من عملاء دوريات الحدود و544 مليون دولار أخرى؛ لتوظيف أكثر من 4600 من وكالاء، إدارة الهجرة والجمارك والمدعين العامين في محاكم الهجرة.
وتتضمن ميزانية البيت الأبيض 3.1 مليار دولار في المتوسط اليومي لـ60.000 سرير في مراكز الاحتجاز التابعة لإدارة الهجرة والجمارك، بزيادة قدرها 54 ألف منزل طلبها البيت الأبيض العام الماضي.
وتشير الزيادة في طلب الميزانية إلى أنه من المُرجح أن تواصل إدارة ترامب العمل على القضاء على الهجرة غير الشرعية في العام المقبل.
فيديو قد يعجبك: