كيف يهدد تسليم البشير للجنائية الدولية الرجل الثاني في السودان؟
كتب - محمد عطايا:
أعلن المجلس السيادي الانتقالي السوداني، هذا الأسبوع، التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، لتسليم الرئيس المعزول عمر البشير، وأربعة من معاونيه المتهمين بارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور.
ووفقًا لمجلة "فورين بوليسي"، فإن الإعلان السوداني بتسليم البشير، يمثل لحظة فاصلة في البيئة السياسية السريعة التطور في السودان، مؤكدة أنها حدث واحد في سلسلة من التحركات السياسية الكبيرة خلال الأسابيع الماضية، والتي وصفتها بأنها أعادت السودان لعلاقته مع دول العالم.
الخطوة السودانية الساعية لتسليم عمر البشير، قد تحول البلد المصنف من قبل الولايات المتحدة ضمن الدول الداعمة للإرهاب، إلى حليف في المحكمة الجنائية الدولية، من خلال تقديم أكبر وأهم مطلوب في تاريخها القصير.
وشهد السودان تطورات سريعة مؤخرًا، بدأت منذ أيام، بزيارة رئيس المجلس السيادي الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أوغندا، بشكل غير معلن، للقاء رئيس حكومة تسيير الأعمال في دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اجتماع وصفه البرهان "أنه يصب في مصلحة السودان والشعب"، واختتمت بطلب الحكومة السودانية إرسال بعثة أممية للإشراف على عملية السلام في البلاد.
وأرسل رئيس الحكومة السودانية، عبد الله حمدوك، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريز تقترح إرسال بعثة سياسية شاملة جديدة في السودان من شأنها أن تحول هذه العلاقة الأساسية من علاقة الصراع إلى تعاون دائم في المساعدة على "توطيد المكاسب في بناء السلام وتقديم الدعم التقني بشأن إصلاح القطاع القضائي والأمني".
تهديد حميدتي
الانفتاح السوداني والقرارات السريعة والجريئة التي اتخذها القادة في السودان، قد يكون لها -بحسب فورين بوليسي- أثرًا إيجابيًا في الانفتاح على العالم، إلا أنها أيضًا قد تكشف تورط قائد قوات الدعم السريع، نائب رئيس المجلس الانتقالي، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، في جرائم الإبادة بدارفور.
إعلان السودان استعداده تسليم البشير وأربعة من معاونه، قد يصب في مصلحة الخرطوم، ولكنه لا يفيد بأي شكل من الأشكال -وفقًا للمجلة الأمريكية - حميدتي، قائد قوات "الجنجويد" سيئة السمعة، والتي ارتبط اسمها بعمليات الإبادة في دارفور.
تقول المجلة الأمريكية، إن قوات الدعم السريع، مسؤولة عن بعض أسوأ الانتهاكات التي ارتكبها نظام البشير في دارفور، والتي كانت مشاركة في قتل ما لا يقل عن مئات الآلاف.
وبرغم أن لائحة الاتهامات الصادرة في العام 2008 من المحكمة الجنائية الدولية لا تذكر اسم حميدتي كأحد المتهمين في أعمال جرائم حرب، إلا أن بعض القادة الكبار المطلوبين للمحكمة، قد يحملون أدلة تورط الرجل الثاني في السودان حاليًا، وذلك وفقًا لـ"فورين بوليسي".
وتسيطر قوات الدعم السريع، على مناجم الذهب واحتياطي مالي كبير، بالإضافة إلى قيادة عشرات الآلاف من المجندين الجدد، وكانت ولا تزال -بحسب فورين بوليسي- مصدر قلق للجيش السوداني نظرًا لأن قوات الدعم السريع تمثل قوة منافس وغير منضبطة.
وأوضحت المجلة الأمريكية أنه إذا كان السودان يقيم علاقة جيدة مع المحكمة الجنائية الدولية، فسيشكل ذلك تهديدًا مباشرًا لحميدتي، نظرًا لأن مقاضاة الأطراف الخمسة المتهمين في إبادة جماعية بدارفور، قد يقود محامي المحكمة الجنائية الدولية للنظر في انتهاكاته السابقة، مؤكدة أنه إذا شعر دقلو أن حريته مهددة، فقد يستخدم قوته المالية وقوته القتالية لتقويض الحكومة التي ما زالت هشة.
فيديو قد يعجبك: