نيويورك تايمز تتحدث عن وساطة إماراتية لتهدئة النزاع بين أمريكا وإيران
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير مطوّل على موقعها الإلكتروني، إنه في خضم التوترات بين واشنطن وطهران، هبطت طائرة تحمل على متنها مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى في مطار أبو ظبي، بالعاصمة الإماراتية.
ووصفت الصحيفة الأمريكية هذا اللقاء، بأنه كان جزءًا من الاستراتيجية الإماراتية لنزع فتيل الصراع بين البلدين، مُشيرة إلى أن الإمارات حاولت لعب دور الوسيط أو حمامة السلام منعًا لحدوث عنف بين الولايات المتحدة وإيران، من شأنه تقويض جهودها المستمرة على مدى سنين لتقديم نفسها كبؤرة استقرار في المنطقة المضطربة.
حسب نيويورك تايمز، فإن المفاوضات الإماراتية- الإيرانية التي علمت عنها إدارة ترامب من تقارير استخباراتية فقط أثارت قلقا بالغا داخل البيت الأبيض، حيث اجتمع أعضاء مجلس الأمن القومي بغية مناقشة عواقب هذا التطور الذي عكس هشاشة الجبهة التي عمل ترامب بدأب منذ أكثر من عامين على إنشائها ضد إيران.
على شفا الحرب
قالت الصحيفة الأمريكية إن التوترات بلغت ذروتها مطلع العام الجديد، بعد أيام من استمرار العنف في العراق، عقب مقتل متعاقد أمريكي في بغداد، وتنامي الخوف من اقتحام المتظاهرين للسفارة الأمريكية مُجددًا.
في تلك الأثناء، خاطب المُرشد الأعلى الإيراني ترامب عبر تويتر، وقال في تغريدات باللغة الإنجليزية : "لن تستطيع فعل شيء، إذا كنت عاقلاً (وأنت لست كذلك) فسوف ترى جرائمكم في العراق، أفغانستان، لقد جعلتم الشعوب تكرهكم".
وبعد يومين قُتل الجنرال قاسم سليماني إثر غارة أمريكية استهدفت موكبه في العاصمة العراقية بغداد بناءً على أوامر ترامب.
حسب نيويورك تايمز، فإن تسعة أشهر من التصعيد المستمر، وسوء التقدير، ورسائل الكراهية قادت الرئيس الأمريكي إلى هذا القرار الذي أصاب كلا من مستشاريه العسكريين والقادة والمسؤولين في إيران بصدمة كبيرة.
نقلت الصحيفة الأمريكية استنتاجات مجموعة من السياسيين في الولايات المتحدة وإيران وبعض دول الشرق الأوسط، علاوة على محللين سياسيين غربيين، من بينهم كريم سادجبور الخبير الإيراني في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فإنه كان من الواضح أن إيران لم تتوقع أن ينتقم ترامب بهذه الطريقة.
دفع مقتل سليماني إيران إلى اتخاذ خطوة تجنبتها منذ فترة طويلة، بشن ضربة مباشرة وعلنية ضد الجيش الأمريكي من خلال إطلاق أكثر من عشرة صواريخ على قاعدتين أمريكيتين في العراق، أصابت أكثر من 100 جندي أمريكي، دون وقوع قتلى.
تشكك الحلفاء
حسب نيويورك تايمز، فإن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ساورتهم الشكوك والتساؤلات حول مدى التزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحمايتهم، في ظل طريقة تعامل واشنطن مع سلسلة الهجمات المنسوبة إلى إيران، بما في ذلك استهداف ناقلات تجارية في خليج عمان وقصف معملين لشركة "أرامكو" السعودية في سبتمبر.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين وغربيين أن الإمارات بدأت محادثات سرية مع إيران بعدما خلصوا إلى أنهم قادرين على لعب دور فريد في تخفيف حدة النزاع، مع تضاءل ثقتهم في نجاح نهج ترامب في التعامل مع إيران، علاوة على شعورهم بالفزع من تصريحات وتصرفات مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون.
كما تحدث مسؤولون عن دراسة المملكة العربية السعودية إمكانية تحقيق "اختراق دبلوماسي" مع إيران بوساطة عراقية وباكستانية. ونقلت نيويورك تايمز عن دبلوماسيين وقيادات في الحرس الثوري الإيراني أن قاسم سليماني حاول إجراء مناقشات مع الإمارات والسعودية قبل وفاته.
فيديو قد يعجبك: