لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تَستَّر على "الكوليرا".. هل جامَل مدير منظمة الصحة العالمية الصين حول فيروس كورونا؟

10:03 م الإثنين 17 فبراير 2020

أحد المصابين بفيروس كورونا يتلقى الرعاية الصحية

كتب - محمد صفوت:

سلَّطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على ما سمّته رد الفعل السلبي لمنظمة الصحة العالمية، تجاه الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، زاعمةً أن الإجراءات السلبية للمنظمة وراء انتشار الفيروس في عدد من البلدان الأخرى.

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن المنظمة تعاملت بود تجاه الحكومة الصينية، وأثنت على قراراتها التي اتخذتها في بداية ظهور المرض، فضلًا عن رفضها إعلان حالة الطوارئ العالمية بالسرعة الكافية للحد من انتشار الفيروس القاتل.

ويقول تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، إن الصين تضع في الواقع معيارًا جديدًا للاستجابة لتفشّي المرض.

وأعلنت المنظمة حالة الطوارئ العالمية في 30 يناير الماضي، في مؤتمر صحفي في جنيف، وقال مدير المنظمة وقتها: "إن السبب الرئيسي لإعلان حالة الطوارئ هذه ليس بسبب ما يحدث في الصين، ولكن بسبب ما يحدث في بلدان أخرى".

تاريخ أسود لمدير المنظمة

وتضيف "وول ستريت جورنال": "إن مدير المنظمة الحالي، قلّل قبل ذلك من أهمية وباء الكوليرا الذي تفشّى في بلاده عندما كان وزيرًا للصحة، بين عامَي 2005 و2012".

وتعلق الصحيفة بأن الوقت فقط سيحدد ما إذا كان ينبغي على المنظمة العالمية إعلان حالة الطوارئ مبكرًا أم لا، فحتى الآن يبدو أن المنظمة أعلنت الطوارئ في الوقت المناسب قبل أن تتأخر أكثر من ذلك، لافتةً إلى احتمالية أن تتعرض المنظمة الدولية إلى ضغوطات من بعض البلدان المؤسسة والداعمة لها، وأن هذه الضغوط قد تؤثر في قرارها.

ويقول لورانس جوستين، خبير الصحة العامة بجامعة جورج تاون، إن بعض حالات التستر في أعوام 2006 و2009 و2011 حدث في عهد المدير الحالي للمنظمة حينما كان وزيرًا للصحة في بلاده، بينما رد مدير المنظمة على تلك الأتهامات سابقًا، قائلًا: "إنها لم تكن كوليرا بل مجرد إسهال مائي حاد"، ولكن تم العثور على الكوليرا في عينات البراز، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

وترى "وول ستريت جورنال" أن جيبريسوس، مرتاح للتعامل مع الزعماء المستبدين القادمين من دولة استبدادية، ومن ثَمّ فهو يعلم أن الصين من المحتمل أن تتابع الادعاءات بأنها ستسيطر على الوباء، مثل عزل المدن التي تضم 60 مليون شخص، مضيفةً: "بطبيعة الحال، فإن الجانب الآخر المتمثل في ازدراء حقوق الإنسان هو عدم وجود وسائل إعلام مستقلة للإبلاغ عن الحالات وبالتالي تحسين الشفافية".

لعبة سياسية أم إجراءات صحيحة؟

وتابعت الصحيفة الأمريكية: "إنه من الواضح أن جيبريسوس يلعب دورًا سياسيًّا؛ حيث كان مصممًا على أن لا يحمل اسم فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) الذي أعلنته المنظمة قبل أيام؛ أي إشارة إلى الصين، فقد تسببت الخلافات السابقة حول تسمية التفشيات أو الأمراض الجديدة في كثير من الانزعاج على مستويات سياسية عالية".

وفي مقابلة تليفزيونية لمدير المنظمة، الأربعاء الماضي، نفى تعرض المنظمة إلى ضغوط صينية، قائلًا: "إن تصرفات الصين لا تتعارض مع معايير منظمة الصحة العالمية، وقد أبطأت انتشار الفيروس.. إنهم يحدون من ضعف الدول الأخرى".

وترى "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة التي تُعد أكبر مانح للمنظمة، تساعد بشكل غير مباشر مديرها في الأوساط الصحية اليسارية، على أن يظهر بمظهر مَن يقف في وجه الولايات المتحدة، مشيرةً إلى إعلان واشنطن وقف السفر إلى الصين مع بداية ظهور المرض، في خطوة تتعارض مع سياسة المنظمة في ذلك الوقت.

وتأتي الصين، بعد الولايات المتحدة، من حيث حجم المنح والإنفاق على منظمة الصحة العالمية؛ ما دفع جيبريسوس، للتأكد من أن الاستجابة البطيئة للمنظمة تجاه الإيبولا في 2014، لن تتكرر هذه المرة، وَفقًا للصحيفة الأمريكية.

وتقول الصحيفة إنه على مدى عقود من محاربة الأوبئة، نادرًا ما تعين على منظمة الصحة العالمية، التعامل مع كيان قوي سياسيًّا واقتصاديًّا مثل الصين، مضيفة أن المنظمة لا يمكنها أن تنفّر قيادة بكين منها، مؤكدة أنها بحاجة إلى تعاون بكين في منع حدوث وباء كامل، وقد لا تكون هذه هي المرة الأخيرة، التي ستتعامل فيها المنظمة مع الصين؛ فهي مصدر عديد من مسببات الأمراض الناشئة، التي تقفز من الحيوانات إلى البشر في أسواقها الحية المزدحمة، ويمكن أن تسبب أوبئة مميتة.

يقول كثير من الأشخاص الذين يعملون أو عملوا مع المنظمة والذين يدرسون عملياتها، إنه في حالة عدم إعلان حالة طوارئ صحية عالمية في وقت مبكر، فإن المنظمة أعطت وزنًا كبيرًا لمخاوف الصين من أن هذه الخطوة ستضر باقتصادها وصورة قيادتها.

رسالة مختلطة

وتحدث كيلي لي، الأستاذ بجامعة سيمون فريزر الكندية، مع الصحيفة، وهو أحد المشاركين في تأسيس المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول التغيير العالمي والصحة، قائلًا: "إن رسالة المنظمة بشأن الفيروس غير واضحة، فكيف تقول لا تخافوا وتواصل تدفق المسافرين وتبقي الحدود مفتوحة مع الصين، ثم تعلن دعمها إجراءات الحكومة الصينية، ومن ثَمَّ تعلن حالة الطوارئ، كل هذا يُعد رسالة مختلطة إلى العالم ولا يمكن فهمها بسهولة".

ويضيف لي أن القضية الرئيسية هي مَن الذي يمكن أن نثق به في ظل وجود الفاشيات، مشددًا على أهمية أن تبقى المنظمة مهتمة بالصحة العالمية فقط.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى تصريحات مدير المنظمة، عقب اجتماعه مع قيادات صينية في نهاية يناير الماضي، الذي شهد اتفاقًا لتبادل البيانات وإرسال فريق من الخبراء الدوليين بقيادة المنظمة إلى الصين.

وتابعت الصحيفة بأنه رغم تلك التصريحات والاجتماعات التي عقدت بشأن الفيروس، فقد استغرق الأمر ما يقرب من أسبوعين، حتى تحصل المنظمة على موافقة من الصين لإرسال الخبراء، الذين وصولوا إلى بكين اليوم الإثنين، لمناقشة مهمة مشتركة. يناقش الفريق المكون من ثلاثة أشخاص مع المسؤولين الصينيين جدول الأعمال والأسئلة التي ستتبعها المهمة المشتركة لنحو 10 خبراء دوليين، حسبما قال الدكتور تيدروس اليوم.

وتساءل جون ماكنزي، خبير الأمراض المعدية بجامعة كورتين الأسترالية وعضو لجنة منظمة الصحة العالمية التي نصحت الدكتور تيدروس بإعلان حالة الطوارئ، عن سبب تأخُّر السلطات الصينية في الإبلاغ عن حدوث زيادة في الإصابات في النصف الأول من يناير.

وحسب الصحيفة، فإنه يعتقد عديد من خبراء الصحة أن تفشي المرض انتشر بسرعة أكبر في وقت مبكر؛ لأن السلطات المحلية حاولت التستر عليه، بما في ذلك عن طريق توبيخ طبيب محلي سعى إلى إثارة الإنذار، ثم تباطأ في إعلان أنه يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر.

يتمثل دور منظمة الصحة العالمية في تنظيم استجابة عالمية للأوبئة، ودعم اللوائح الصحية الدولية التي وافقت الدول على الالتزام بها، واتخاذ القرارات والتوصيات بناءً على أفضل العلوم المتاحة. يتضمن ذلك أحيانًا مواجهة حكومة يتكشف فيها تهديد للصحة العامة.

واختتمت "وول ستريت جورنال" تقريرها، قائلةً: "إن الصين تصرفت بشكل أفضل مما كانت عليه في حالات الطوارئ السابقة، مع الأخذ في الاعتبار أن ما أنجزته لا يُعد تحديًا" مضيفةً: "ربما كان نهج تيدروس المقلب هو الأنسب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان