لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أميرة الماس.. قصة السفينة الموبوءة بـ"كورونا"

11:57 ص الثلاثاء 18 فبراير 2020

أميرة الماس

كتبت- رنا أسامة:

لا يزال شبح فيروس كورونا الجديد يُخيّم على رُكاب وأفراد طاقم سفينة "أميرة الماس" أو "دايموند برينسيس Diamond Princess"، بعد أن طال 461 شخصًا من أصل 3700 من 56 دولة ومنطقة على متنها تحوّلت رحلتهم إلى "كابوس" في غضون أسبوعين، لتُسجّل بذلك أكبر عدد للإصابات المؤكّدة خارج الصين منذ تفشي الفيروس قبل شهرين.

وتخضع سفينة الرحلات السياحية المملوكة لشركة "كارنيفال كورب" البريطانية-الأمريكية للملاحة، لحجر صحي كامل لمدة أسبوعين، منذ أن رست في ميناء يوكوهاما بالقرب من طوكيو في 3 فبراير الجاري، وذلك بعد اكتشاف إصابة راكب (80 عامًا) غادرها في هونج كونج قبل إبحارها إلى اليابان الشهر الماضي.

كانت السفينة غادرت ميناء يوكوهاما في 20 يناير وعادت في 3 فبراير، وذلك بعد توقّفها في مدينة كاجوشيما جنوب غرب اليابان، وهونج كونج، وفيتنام، وتايوان، ومحافظة أوكيناوا اليابانية. ومن المُقرر أن يُسمح لجميع الركاب بالمغادرة على مدى يومين، اعتبارًا من غدًا الأربعاء، حسبما أعلن الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو.

ما جنسيات المُصابين؟

شملت الإصابات المؤكّدة على متن السفينة الموبوءة أفرادًا (رُكاب وأفراد الطاقم) من دول اليابان والولايات المتحدة والهند وإسرائيل. وجرى نقل المُصابين إلى مستشفيات داخل اليابان. فيما أعلنت دول مثل أمريكا وبريطانيا وأستراليا وهونج كونج وكندا وإيطاليا وكوريا الجنوبية إجلاء رعاياها.

وحتى الآن، تأكّد إصابة 355 يابانيًا مع تسجيل 70 إصابة جديدة يوم الأحد، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات المُسجّلة في البلاد إلى 520.

وتقول السلطات اليابانية إنها وفرت 2000 جهاز آيفون ووزعتهم على الركاب لمساعدتهم في تلقي بعض المساعدة الطبية، ليتمكنوا من استخدام تطبيق طورته وزارة الصحة اليابانية، يسهل التواصل مع الأطباء والمتخصصين في مجال الصحة النفسية.

فيما أُصيب 40 أمريكيًا من أصل قرابة 400 على متن السفينة. جرى إجلاء أكثر من 300 منهم، بينهم 14 تأكّدت إصابتهم بالفيروس، وذلك على متن طائرتين استأجرتهما الولايات المتحدة، غادرتا مطار هانيدا بطوكيو وعلى متنهما مرضى وأصحاء، وهو ما أثار قلقًا من انتقال العدوى عبر الهواء الذي يتم تدويره داخل الطائرة.

غير أن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية أكّدت في بيان، الاثنين، أن المُصابين "عُزلوا بعيدًا عن المسافرين الآخرين"، مُشيرة إلى أنه "تم نقلهم بأكثر طريقة آمنة إلى منطقة متخصصة على متن طائرة الإجلاء لعزلهم بشكل يتوافق مع البروتوكولات الصحية".

هبطت الطائرة الأولى في قاعدة "ترافيس" الجوية شمالي كاليفورنيا، فيما توجهت الأخرى إلى قاعدة "لاكلاند" الجوية في تكساس، ليخضعوا لـ14 يومًا أخرى من الحجر الصحي (فترة حضانة الفيروس)، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.

إضافة إلى ذلك، ثبُتت إصابة 6 هنود من أصل 138 على متن "أميرة الماس". وقالت السلطات إن حالتهم "مُستقرة وآخذة في التحسّن"، حسبما أعلنت السفارة الهندية في اليابان، الاثنين.

وتأكّد إصابة 3 إسرائيليين من أصل 15 على متن السفينة الموبوءة العالقة في اليابان. وأعلنت وزارة صحة الاحتلال الإسرائيلي نقل المُصابين إلى أحد المستشفيات المحلية، فيما تعتزم إرسال طبيب مختص إلى اليابان لمتابعة حالتهم.

كما تم تسجيل أول إصابة لمواطنة روسية بالفيروس من أصل 24 روسيًا على متن السفينة، حسبما أعلنت السفارة الروسية باليابان في بيان، الاثنين.

وأُعلِن عن تسجيل لغصابات لـ3 هنود منطاقم السفينة بالفيروس، حسبما أعلنت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي، الثلاثاء.

كيف يتعامل المُصابون على متن السفينة؟

فيما يتواصل انتقال عدوى الفيروس على متن السفينة، يرتدي رُكاب وأفراد الطاقم الأقنعة الواقية. ويُسمح للركاب بالصعود لسطح السفينة في فترات مُتتابعة لاستنشاق الهواء الطلق، فيما أوصتهم السلطات الصحية بتفقّد درجة حرارتهم بشكل دوري، حيث تم منحهم أجهزة قياس درجة الحرارة.

وبينما يلتزم غالبية الركاب بالجلوس في غُرفهم، أصبح طاقم السفينة بمثابة "شُريان الحياة" الوحيد للركاب؛ إذ يُوفرون الطعام والماء والمناشف والأدوية، وكل ما يطلبه الركاب، في الوقت الذي لا يتمتعون فيه بالحماية ذاتها التي يتمتع بها الركاب.

يتمتع الركاب البالغ عددهم 2600 بخدمة الإنترنت المجاني ومشاهدة الأفلام والبرامج التليفزيونية ولعب ألعاب الألغاز لتمضية الوقت داخل غُرفهم في ظل الحجر الصحي المفروض عليهم على متن السفينة، وفق تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية.

في المقابل، يواصل أفراد الطاقم- ومعظمهم من الفلبين ودول نامية أخرى- العمل الذي يبدأ يوميًا قبل الساعة 6:00 صباحًا لتقديم وجبة الإفطار للركاب، ويستمر حتى الساعة 10:00 مساء مع تحضير العشاء، الأمر الذي يُعرّضهم لخطر أكبر.

ووفق "تايم"، قال خبراء الصحة العامة إن سفن الرحلات البحرية مُعرّضة بشكل خاص لانتشار الأمراض المعدية مثل "كوفيد 19" لأن الركاب على اتصال وثيق ومتكرر مع بعضهم البعض. وبالنسبة للطاقم، يزداد الأمر سوءًا.

وبحسب الأرقام الرسمية المُعلنة، أُصيب ما لا يقل عن 33 من أفراد طاقم "أميرة الماس" بالفيروس حتى الآن.

ومع ذلك، لم تختفِ أجواء البهجة والمرح بين أفراد طاقم السفينة الموبوءة. ففي مقطع فيديو ظهر عدد من الطُهاه والطاهيات يرقصون على أغنية لمُغني البوب الأمريكي جاستن بيبر.

وقالت واحدة من أفراد الطاقم: "نعلم جميعًا أننا نواجه أزمة هنا (على متن سفينة أميرة الماس) بسبب فيروس كورونا الجديد، لكن ما زلنا قادرين على الابتسام والضحك والرقص. من أجل أن تعرف عائلتنا وأصدقاؤنا أننا على ما يرام هنا، وسنقف معًا واحدًا حتى ننتهي من الحجر الصحي "

معلومات عن "أميرة الماس"

- سفينة سياحية بريطانيا راقية من الدرجة الأولى، تملكها وتديرها شركة "برينسيس كروز".

- تُعد واحدة من أشهر الأسماء في مجال الرحلات البحرية والجولات السياحية عالميًا.

- بنتها شركة "ميتسوبيشي" للصناعات الثقيلة في مدينة ناكازاكي باليابان.

- تقِلّ أكثر من مليون مسافر سنويًا إلى أكثر من 300 وجهة حول العالم في 6 قارات.

- تستوعب 115,875 فردًا، وتضم 1337 كابينة موزّعة على 18 طابقًا.

- تمتد على مسافة 952 قدمًا، بارتفاع 205 أقدام.

- تم تجديدها آخر مرة في عام 2014.

- واحدة ضمن مجموعة مكوّنة من 17 سفينة تشتهر بتصميمها المبتكر وتقديم مجموعة واسعة من الخيارات الترفيهية للرُكاب، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي للسفينة.

- بدأت عملياتها في 13 مارس 2004، مُبحرة بشكل رئيسي في آسيا خلال صيف نصف الكرة الشمالي، وفي أستراليا خلال صيف نصف الكرة الجنوبي.

- تُسافر إلى عدة وجهات حول العالم، بما في ذلك ألاسكا وجزر الكاريبي وقناة بنما، وأمريكا الجنوبية، وأستراليا، وهاواي، وآسيا، وأوروبا، وأفريقيا، والهند، وكندا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان