أجواء "حرب عالمية ثالثة" في هونج كونج بسبب فيروس كورونا
كتب –محمد الصباغ:
"الأمر أشبه بالحرب العالمية الثالثة".. قالتها ماي تانج التي تعمل بصيدلية في هونج كونج، واصفة حالة الذعر التي تعيشها وسط حالة الذعر الكبيرة من انتشار فيروس كورونا القاتل بالمدينة.
الصيدلية الصغيرة باتت تعمل على تهدئة الزبائن الذين يقفون لساعات بالطوابير من أجل الحصول على "ماسك" للحماية من فيروس كورونا المستجد الذي تسبب في وفاة أكثر من 1800 شخص.
الخوف الشديد دفع الآلاف في هونج كونج إلى البحث عن حماية من الفيروس، فاصطف المواطنون أمام الصيدليات مثل "كيت فارما" بمنطقة نورث بوينت، من أجل الحصول على الماسكات للوجه والمطهرات وحتى ورق التواليت.
تابعت تانج حالة الهستريا التي أعقبت انتشار كورونا وتبعاته، وقالت لصحيفة نيويورك تايمز في تقرير منشور اليوم الثلاثاء "لقد تعبنا. لا يمكن لكثير من الناس التعرض لتجارب كثيرة في وقت واحد. سيكتب ذلك في التاريخ".
بعد أشهر من عدم الاستقرار السياسي في هونج كونج والاقتصاد المترنح، وذكريات انتشار فيروس سارس عام 2003 ما زالت في عقول المواطنين، تعيش المدينة في رعب بسبب كورونا ما ساهم في تراجع حجم المنتجات الطبية في الصيدليات، وزيادة أسعارها.
قبل العام الجديد، كانت سعر صندوقا به 50 قناعا واقيا في هونج كونج 50 دولارا محليا (6.50 دولار أمريكي)، لكن السعر تضاعف حاليا، إذا كان المنتج موجودا من الأساس.
حينما ارتفع حجم الطلبات على الأقنعة، حاولت "تانج" التواصل مع مزودين من ألمانيا وبريطانيا للحصول على أقنعة بجودة أعلى. لكن مع انتشار الفيروس والذعر، أجبرت الصيدلية على الاعتماد على المنتجات الموجودة لديها.
وتضيف "كل دقيقة، يرتقع السعر. الأمر مخيف".
أشارت تانج إلى أن الحكومة كان عليها أن تتعامل بشكل أسرع مع الفيروس من أجل احتواءه "لو تصرفوا أسرع، لكانت هونج كونج في حال أفضل".
وتسبب الفيروس الذي انتشر في مدينة ووهان الصينية في وفاة شخص من هونج كونج وإصابة 61 آخرين، وأغلقت الحكومة الحدود مع الصين لمواجهة التفشي.
تأمل السيدة في أن حالة الذعر والخوف تتسبب في تراجع عدد الإصابات بالفيروس "رؤية الناس يموتون، مؤلم لقلوبنا. أتمنى ألا يموت أشخاص آخرين".
صيدلية "كيت فارم" التي تعمل فيها تانج والمملوكة لأسرتها، بدأت مهمة جديدة غير بيع المستلزمات الطبية لمواجهة كورونا، فقد بدأت تعليم الناس كيفية التعامل مع الأزمة حينما لا يجدون المستلزمات التي يريدونها.
تقول "نخبرهم ألا يقلقوا، اشتروا فقط ما يكفيكم لا الكثير من الأقنعة".
كما تشجع الصيدلية المواطنين على الإبلاغ فورا حال شعورها بالحمى أو البرد، من أجل الكشف عن احتمالية إصابتهم بالفيروس، لكنها ذكرت أن هناك بعض من الناس لا يستجيبون للنصائح.
فيديو قد يعجبك: