إطلاق نار في ألمانيا: قصة صعود اليمين المتطرف على الأراضي الألمانية
برلين- (بي بي سي):
في حادثتي إطلاق نار جديدتين منسوبتين لليمين المتطرف، أعلنت الشرطة الألمانية مقتل 9 أشخاص في مدينة هاناو غربي البلاد.
وقالت الشرطة لبي بي سي إن 5 أشخاص آخرين، على الأقل، أصيبوا بجروح في الهجومين، مشيرة إلى العثور على المشتبه به ميتا في منزله، إلى جانب جثة أخرى، قالت لاحقا إنها جثة والدته.
ويقول المسؤولون إن هناك أدلة على أن المسلح يميني متطرف. وكان المشتبه به قد نشر رسائل اعتراف ومقاطع فيديو تدعم وجهات نظر اليمين المتطرف.
وقالت الشرطة إن المشتبه به قتل نفسه وأنه لم يكن هناك على ما يبدو شركاء في تنفيذ الجريمة، لكن التحقيق مستمر.
ووقع الحادث الأول في مقهى لتدخين الأرجيلة "الشيشة" بوسط هاناو، واستهدف الثاني مقهى آخر لتدخين الأرجيلة في حي كيسيلشتات. وتفيد تقارير بأن أغلب مَن يترددون على المقهى الثاني من أصول كردية.
وكانت ألمانيا قد شهدت في السنوات الأخيرة عدة حوادث بطلها اليمين المتطرف:
- أكتوبر عام 2019:
قتل مهاجم شخصين وحاول اقتحام كنيس يهودي في هال وبث الهجوم على الإنترنت وقد اعترف المهاجم لاحقا بأن دوافعه يمينية متطرفة ومعاداة السامية.
- يونيو 2019:
مقتل وولتر بلوك السياسي الألماني المؤيد للهجرة برصاصة في الرأس بحديقة منزله. وقد اعترف يميني متطرف لاحقا بارتكابه الجريمة.
- يوليو 2016:
قام مراهق عمره 18 عاما بإطلاق النار في مركز تجاري بميونيخ مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص ثم قتل نفسه. وقالت السلطات لاحقا إن هذا المراهق يميني متطرف.
فما هي حكاية اليمين المتطرف في ألمانيا؟
أخذ اليمين المتطرف في الصعود في ألمانيا فيما تحاول البلاد استيعاب نحو مليون مهاجر تدفقوا عليها منذ فتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحدود عام 2015.
وكان قرار ميركل هذا قد أدى إلى انقسام البلاد بشدة، ومنذ ذلك الحين تزداد النازية الجديدة قوة وانتشارا بحسب المسؤولين والباحثين الاجتماعيين.
وبات حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد أكثر قوة في البرلمان بفضل المشاعر الغاضبة تجاه المهاجرين.
وكان اليمين الشعبوي والمتطرف في ألمانيا قد تمكن منذ تأسيسه عام 2013 ومشاركته في أول انتخابات على مستوى الولايات الألمانية من الدخول إلى 11 برلمانا من مجالس الولايات النيابية من بين 16 برلمانا.
ضد الهجرة
في عام 2017، دخل حزب "البديل من أجل ألمانيا" البرلمان الألماني الاتحادي (البوندستاغ) كحزب قومي متطرف لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. إذ حصل وقتها على 90 مقعداً من أصل 598.
واستغل الحزب لجوء أكثر من مليون شخص إلى ألمانيا ما بين عامي 2015 و2016، وكان أغلبهم من دول ذات أغلبية مسلمة، ليثير الخوف لدى الناخب الألماني من الإسلام والمهاجرين، ولكسب المزيد من الأصوات والشعبية.
ويتمتع الحزب بشعبية كبيرة في القسم الشرقي من ألمانيا رغم أن أعداد المهاجرين في هذا القسم أقل من بقية الأجزاء في ألمانيا.
موقف الحزب من الإسلام
وصف زعيم الحزب ألكسندر غاولاند الإسلام بأنه "ظاهرة سياسية ليست جزءاً من ألمانيا".
طرحت قيادات الحزب إحصاءات عن ارتفاع معدل جرائم العنف بين المهاجرين المسلمين وطالبي اللجوء السياسي، مشيرة إلى أن وجود عدد كبير من المسلمين يؤدي إلى "تآكل دولة القانون والنظام".
ويطالب الحزب بحظر الآذان ومنع التمويل الأجنبي لبناء المساجد في ألمانيا، ويعتبرها رمزا للهيمنة الإسلامية، كما يطالب بمنع النقاب الذي يراه تعبيرا عن خضوع النساء للرجال، وإخضاع جميع الأئمة لرقابة وتدقيق الدولة.
ويدعو إلى إعادة العمل بالرقابة على الحدود داخل الاتحاد الأوروبي وإغلاق حدود الاتحاد الخارجية في وجه اللاجئين، وحتى السماح بإطلاق النار على اللاجئين الساعين إلى الدخول إلى الاتحاد بطرق غير شرعية.
مدينة كيميتس
وإذا كان حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد بات أكثر قوة في البرلمان، باتت مدينة كيمنتس شرقي البلاد اختبارا لسلطة الدولة بل وحتى اختبار لديموقراطية ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وتقول الصحيفة إنه من وقت لآخر تجوب مجموعة غاضبة شوارع مدينة كيمنتس، ملوحة بأعلام ألمانيا فيما يؤدي بعض أفرادها التحية النازية، وهي تبحث عن أصحاب البشرة الداكنة الذين يطاردونهم كـ "الذئاب"، في ما يخشى أفراد الشرطة الذين يفوقون المجموعة عددا التدخل.
ويقول مسؤولون في المدينة التي يسكنها نحو 250 ألف شخص في شرق ألمانيا إن لديها تاريخا في احتجاجات النازية الجديدة.
فيديو قد يعجبك: