لماذا يساعد بوتين ترامب على الفوز في الانتخابات؟
كتبت- هدى الشيمي:
حذّرت وكالات استخبارات أمريكية من أن مشرّعين ومسؤولين روس يحاولون التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المُقرر عقدها في نوفمبر 2020، بهدف مساعدة الرئيس دونالد ترامب على البقاء في منصبه لمدة ثانية تستمر أربعة أعوام.
كما أفادت تقارير إعلام أمريكية أن المعلومات وصلت إلى لجنة الاستخبارات في مجلس النواب في اجتماع مُغلق الأسبوع الماضي.
غير أن الرئيس الأمريكي اعتبر هذه التقارير تضليل إعلامي من تدبير خصومه الديمقراطيين، بعد فشل جهودهم في عزله من منصبه بعد إجراء جلسات محاكمة تهدف إلى إقالته.
لماذا تكرر روسيا فعلتها مُجددًا؟
قالت شبكة روسيا اليوم الإخبارية إنه كان من الواضح للجميع أن سياسة ترامب الخارجية لم تحقق الكثير من المكاسب لموسكو.
وأوضحت الشبكة الإخبارية أن إدارة ترامب سلّمت مساعدات عسكرية لأوكرانيا، والتي قد تخوض حربًا بالوكالة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا. علاوة على ذلك لا تتفق موسكو وواشنطن في الكثير من الأزمات العالمية على رأسها الصراع في سوريا والاضطرابات في فنزويلا.
كذلك سحب ترامب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، وهي خطوة استنكرها الكرملين.
لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن روسيا تستمر في تحمّل تكاليف مواجهة واشنطن. أصدرت وزارة الخزانة في إدارة ترامب مجموعة من العقوبات الصارمة على أشخاص روس بسبب تدخلها في الانتخابات الأمريكية الفائتة، واحتلال شبه جزيرة القرم في 2014.
وانضمت الولايات المتحدة لحلفائها في طرد عشرات الدبلوماسيين الروس على خلفية تسمم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في المملكة المتحدة.
مع ذلك تحتاج موسكو إلى ترامب، قالت (سي إن إن) إن هناك أمرين دفعاها إلى هذا الأمر، أولاً أن روسيا كانت ترفض وصول المُرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون للبيت الأبيض، وأثار هذا الأمر قلق الكرملين بشكل كبير، لاسيما وأنه برغم مدى توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن، إلا أن الرئيس الأمريكي لا يزال يتمتع بعلاقة جيدة نسبيًا مع نظيره الروسي.
تعود الخصومة بين هيلاري كلينتون وبوتين إلى سنوات طويلة، ففي عام 2011 ألقى بوتين، الذي كان رئيسًا للوزراء وقتذاك، اللوم على الولايات المتحدة ووزير الخارجية آنذاك كلينتون لإثارة احتجاجات مُناهضة للحكومة أعقبت مزاعم تزوير في الانتخابات البرلمانية في موسكو.
آعجاب ترامب ببوتين
في المقابل، صرّح المُرشح الجمهوري وقتذاك ترامب بإعجابه بالرئيس الروسي، وأعرب - في تغريدة عبر تويتر- عن أمله في أن يصبحان صديقين مقربين.
لم يتغير نهج ترامب إزاء روسيا بعد توليه الرئاسة؛ خير دليل على ذلك، حسب سي إن إن، هو قمة الاثنين في العاصمة الفنلندية هلسنكي في 2018، والتي قدّر فيها الرئيس الأمريكي تصريحات بوتين حول التدخل في الانتخابات الأمريكية، وأعلى كلمته على كلمة المسؤولين في واشنطن.
قال ترامب خلال مؤتمر صحفي مُشترك مع بوتين: "لدي ثقة كبيرة في جهاز الاستخبارات الأمريكي، ولكنن اٌول لكم اليوم أن الرئيس بوتين كان قويًا ومؤثرًا في إنكاره لما جرى".
ليست هذه المرة الأولى التي تحذر فيها جهات استخباراتية أو مسؤولين بارزين من خطر التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، من خلال نشر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة.
كان كريستوفر واري، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، قد قال العام الماضي إن حملة التأثير الروسي على الانتخابات الأمريكية لعام 2016 استمرت بلا توقف، ولها تأثير لا يمكن التغاضي عنه، من خلال استخدام منصات التواصل الاجتماعي، والأخبار المزيفة، والدعاية المُغرضة، والشخصيات الخاطئة.
خدمة لروسيا
حسب (سي إن إن) فإن استجابة ترامب للتحقيقات الروسية، والتي تعتمد بصورة رئيسية على الاستهزاء بأجهزة الاستخبارات والمسؤولين البارزين في بلاده، تخدم مصالح روسيا، لاسيما وأنها تقوض ثقة الأمريكيين بسيادة القانون، وتعزز بداخلهم شعور بعدم الثقة في الحكومة.
وكما حدث في 2016، ذكرت (سي إن إن) أن روسيا سوف تنكر كل شيء، وتؤكد أن هذه التقارير الإعلامية لا أساس لها من الصحة.
ونفى ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أمس الجمعة هذه التقارير ووصفها في تصريح لوكالة رويترز بأنها "ضرب من الجنون" وأنها "لا تمت إلى الحقيقة بأي صلة".
فيديو قد يعجبك: