الصحافة الإسرائيلية تكشف تفاصيل زيارة رئيس الموساد السرية لقطر
القاهرة (وكالات)
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل الزيارة التي قام بها رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، يوسي كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش، اللواء هرتسي هليفي، إلى قطر سرا مطلع الشهر الجاري. والزيارة، وهي ليست الأولى، جاءت بعد اتصالات استخبارية "هادئة" بين الدوحة وتل أبيب، بحسب التقارير الإسرائيلية.
ونقل موقع (واللا) عن عيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان قوله إن كوهيسن وهليفي أجريا مباحثات كبار المسؤولين القطريين في إطار مساعي الاحتلال إلى الوصول إلى اتفاق مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال ليبرمان في تصريحات تليفزيونية إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوفد رئيس الموساد والوفد الموافق له إلى قطر، ليطلبا من الدوحة مواصلة دعم حركة حماس الفلسطينية"، وذلك حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف ليبرمان "مصر وقطر غاضبتان من حماس وكانتا تعتزمان قطع العلاقات معها، وفجأة ظهر نتنياهو كمدافع عن حماس كأنها "منظمة بيئية".
ووصف سياسات نتنياهو بـ"الرضوخ للإرهابيين".
تفاصيل الزيارة
والتقى كوهين وهليفي، مستشار الأمن القومي القطري، محمد بن أحمد المسند، والمبعوث القطري لغزة محمد العمادي، بحسب الموقع. واستغرقت الزيارة 24 ساعة فقط، وكانت بتعليمات من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.
وأشار (واللا) إلى أن كوهين وهليفي سافرا إلى قطر عبر الأردن في طائرة خاصة غادرت مطار بن غوريون القريب من تل أبيب في 4 فبراير الماضي، وعادا إلى إسرائيل ظهر الخميس بعد انقضاء أقل من 24 ساعة على زيارتهما.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن زيارة رئيس الموساد إلى الدوحة تعتبر الثانية في ستة أشهر، مؤكدة أن الوفد الإسرائيلي طلب من الدوحة دعما ماليا شهريا لحركة حماس بـ 15 مليون دولار. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن المنحة القطرية تنتهي في مارس المقبل.
ونقلت قناة العربية أن قطر مولت حماس بـ 15 مليون دولار بعد زيارة الوفد الإسرائيلي، كما أوضحت أن السفير القطري العمادي حضر الاجتماع مع الوفد الإسرائيلي في الدوحة.
كما نقل (واللا) عن مسؤولين إسرائيليين رفضوا الكشف عن أسمائهم أن الاجتماع في الدوحة كان "جادا وعالي المستوى".
وتحتفظ إسرائيل بعلاقات وثيقة مع قطر من خلال المبعوث القطري السفير محمد العمادي، الذي يجتمع بانتظام مع المسؤولين الإسرائيليين، وفقًا للموقع العبري.
وتكشف الأرقام المقدمة إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية العام الماضي عن أن قطر حولت في الأعوام 2018-2012 أكثر من 1.1 مليار دولار إلى قطاع غزة، بموافقة الاحتلال.
وقالت صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية إن تصريحات ليبرمان تخرق أوامر الرقابة العسكرية الإسرائيلية التي تحظر نشر أنباء عن الزيارة، فيما قال حزبه إنه لم يكن يعلم بوجود أمر حظر نشر بهذا الشأن.
قال نتنياهو إن ليبرمان يمسّ بأمن الدولة لأغراض سياسية. وأضاف في مقابلة إذاعية الأحد "هذا الشخص قرر أن يفعل كل شيء من أجل إسقاطي والليكود من الحكم".
كما هاجم وزير الخارجية إسرائيل كاتس، ليبيرمان، معتبرا كشفه عن الزيارة "استهتار."
وقال كاتس في تصريحات إذاعية "إن لدى إسرائيل علاقات عميقة مع الدول العربية في الخليج، وإن الأمر ليس جديداً ولم يبدأ بعد خروج ليبرمان من وزارة الخارجية"، مضيفا أن "ليبرمان يريد استخدام الأمر لأغراض انتخابية".
وأوضح كاتس أن "الموساد هو المسؤول عن العلاقة مع الدول التي لا علاقات دبلوماسية لها مع إسرائيل"، مشيراً إلى أنه شخصياً زارأبو ظبي عاصمة الإمارات في إطار زيارة مرتبة من الموساد.
تنديد فلسطيني
واعتبر محمد الحوراني عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن زيارة الوفد الإسرائيلي لقطر تعني البحث عن تمويل للانقسام الفلسطيني، بحسب العربية.
وقال "كنا نتمنى أن تركز قطر جهودها لإنهاء الانقسام الفلسطيني وليس تكريسه ".
والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأحد، "بشدة" استقبال قطر رئيس جهاز الموساد وقيادات أمنية أخرى. وقالت في بيان "مخاطر ذلك لن تغطيه الرشوة المالية التي تُقدّمها قطر للفلسطينيين".
وأضافت "التطبيع الذي كانت قطر سبّاقة إليه وتَعمّق بتبعيّتها وانغماسها في المخططات المعادية للأمة العربية هو الناظم لسياساتها مع الكيان الصهيوني، والمحدد لموقفها من مخططات تصفية القضية الوطنية الفلسطينية".
وفي إشارة إلى حركة حماس، دعت الجبهة "أطراف الحركة الوطنية الفلسطينية التي تُقيم علاقة مع الدوحة إلى تغليب التصدي للسياسات القطرية التطبيعية مع الكيان الصهيوني وغيرها من السياسات الضارة بمصالح الأمة العربية، على الرشوة التي تقدّمها قطر للفلسطينيين، والتي هي ليست بعيدة عن ترتيبات يجري إعدادها لتنفيذ صفقة القرن".
فيديو قد يعجبك: