لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عبد الكريم السلوادي، الفلسطيني الذي برع في فنون القتال

06:58 م الإثنين 24 فبراير 2020

ولد عبدالكريم في مدينة باتون روج في ولاية لويزيانا

لندن (بي بي سي)

تعد رياضة فنون القتال المتنوع من أسرع الرياضات انتشارا في الوقت الحالي، إذ ينخرط فيها عدد متزايد من الرياضيين من شتى أرجاء العالم وزواياه.

وفي احدى هذه الزوايا، وفي قلب مدينة دالاس في ولاية تكساس الأمريكية، التقينا ببطلنا عبدالكريم السلوادي.

ولد عبدالكريم في مدينة باتون روج في ولاية لويزيانا المجاورة لأبوين فلسطينيين لاجئين، ونشأ ابن الـ 24 عاما وترعرع في منطقة من الولايات المتحدة لا يوجد فيها كثيرون يحملون سحنته.

وكان والده، الذي كان يملك مطعما متخصصا بالأطباق الشرق أوسطية يعمل أيضا قصابا يبيع اللحم الحلال وشيخا في المسجد المحلي - كما كان مرشدا للمسلمين القليلين الذين كانوا يقيمون هناك آنذاك.

كان قد سبق للوالد، واسمه حسام، أن تبارى في مجال فنون القتال عندما كان في شبابه في الأردن، وشجع ابنه المتدفق حيوية إلى اتباع الطريق ذاته.

تنقل عبدالكريم بين الأردن والولايات المتحدة عندما كان في سن المراهقة، وبدأ في خوض المباريات في الأردن.

وفي نهاية المطاف، انخرط في جمنازيوم فورتيس الشهير المتخصص بفنون القتال المتنوع في دالاس، حيث كان المدرب سيف سعود مسؤولا عن تدريب العشرات من الرياضيين.

ويشارك العديد من المتدربين على يد سيف سعود في بطولة القتال العليا، التي تعد أرفع مسابقة لهذه الرياضة في العالم.

لم يصل عبدالكريم الى ذلك المستوى بعد، ولكنه ما برح يفوز ببطولات في الدوريات الأصغر حجما ويكوّن لنفسه قاعدة تأييد جماهيرية ويلقبه محبوه "بفخر فلسطين".

لم يبتعد عبدالكريم أبدا عن بلد آبائه وأجداده، وهو فخور بهويته ويستخدم التأييد الذي يحظى به من جانب مشجعيه الفلسطينيين - وخصوصا أولئك الذين يعيشون في ظروف صعبة تحت الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة - كدافع له للإكثار من التدريب لكي يصبح بطلا يوما ما.

ونظرا لخلفية عبدالكريم المميزة، سعت بي بي سي لتصويره وهو يدافع عن حزام البطولة ضد منافس برازيلي يتميز بشدة البأس.

أردنا أن نستكشف ما يحتاجه المرء ليتنافس في رياضة فنون القتال المتنوع ، كما أردنا أن نعرف ما يعنيه أن يكون المرء عربيا ومسلما في الولايات المتحدة في الزمن الراهن.

كما هو حال العديدين، لدي شخصيا مشاعر متباينة حيال رياضة فنون القتال المتنوع . فبينما أنا اعتبر نفسي من هواة الرياضات التنافسية، لم يرق لي كثيرا مشاهدة شخصين وهما يشبعان احدهما الآخر ضربا داخل قفص صغير. وحاولت أختي - التي تمارس هذه الرياضة وتتنافس فيها أحيانا - مرارا أن تقنعني بمنافعها.

وقد تابعت هذه الرياضة بالفعل عندما ظهر نجوم ككونور مكغرادي وروندا راوسي، ولكني بقيت ألاقي صعوبة في تشجيعها.

ثم ذهبت إلى فورتيس.

أول شيء لفت انتباهي عن هذا الجمنازيوم كانت شموليته. ففي هذا العصر الذي يشهد الكثير من الاستقطاب في مجتمعاتنا، كان من الملفت للنظر أن ترى شبابا من مختلف الخلفيات - سود وبيض ولاتينيين ومهاجرين ومواطنين ومسيحيين ومسلمين، أثرياء وفقراء، نساء ورجال، ليبراليين ومحافظين، وكل توصيف آخر - وهم يبدون أقصى درجات المودة والصداقة بينما كانوا يتدربون جنبا إلى جنب.

لا أستطيع تصور أي فضاء عام آخر في الولايات المتحدة يمكن لك أن ترى فيه هذا الخليط العجيب من الناس - وهذا ليس في مانهاتن الليبرالية، بل في تكساس المشهورة بمجتمعها المحافظ.

راقبت بعض النزالات ثم انغمست في مهمة التصوير. ولكن شيئا فشيئا وبينما كنت أحاول تصوير كل التفاصيل - كل ركلة ذكية وكل قطرة عرق تسيل من وجوه المتبارين عقب جولة تدريب مضنية - بدأت برؤية هذه الرياضة بمنظار مختلف.

مما لا شك فيه أن رياضة فنون القتال المتنوع رياضة عنيفة، ولكن لها أبعاد أخرى أيضا. فممارسو هذه الرياضة ليسوا مقاتلين فقط، بل هم أيضا تلاميذ ملاكمة وجي جيتسو ومصارعة وكاراتيه وغيرها. وليس عملهم تعلم أساليب القتال فقط، بل عليهم أيضا التحلي بأفضل لياقة بدنية ممكنة قبل مواجهة منافسيهم الذين كرسوا حياتهم لهذه الرياضة أيضا.

ثم أن تعلم فنون القتال المتنوع ليست لغرض المنافسة فقط.، فمع ارتفاع وتيرة الهجمات التي تستهدف المسلمين وغيرها من الجرائم التي تنم عن الكراهية، قد يكون من المهم للناس تعلم فنون القتال من أجل الدفاع عن أنفسهم. فعبدالكريم على سبيل المثال يدرب العشرات من الأطفال المسلمين على كيفية الدفاع عن أنفسهم عندما يفرغ من التدريب.

قد لا تروق لكم مشاهدة نزالات فنون القتال المتنوع ، وأنا أعرف أن ذلك لا يروق لي شخصيا خصوصا بعد أن تعرفت على بعض من أولئك الذين يرتقون حلبات النزال. ولكنهم رياضيون حقيقيون تعني هذه الرياضة بالنسبة لهم كل شيء. ولا يسع المرء إلا أن يشعر بالإعجاب لإخلاصهم وتفانيهم.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان