لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نتانياهو لا يزال "الملك" بدون منازع في ضواحي تل أبيب

03:11 م الأربعاء 26 فبراير 2020

بنيامين نتانياهو

تل أبيب- (أ ف ب):

في سوق شعبية للملابس في منطقة الرملة بالضواحي الشرقية لتل أبيب، أحد المعاقل الانتخابية لرئيس الوزراء الاسرائيلي، يجاهر يعقوب ماتسلاوي بدعمه لبنيامين نتانياهو قبيل الانتخابات التشريعية المقبلة، مختصرا موقفا يشاطره إياه سكان هذه المناطق بغالبيتهم.

فوق الكشك الذي يملكه ترتفع لافتة كتب عليها "ستة سراويل داخلية بخمسين شيكلا، وسروال داخلي إضافي مجانا لمن يصوت لنتانياهو". وسرعان ما ترتسم ابتسامة عريضة على وجه يعقوب عندما يتحدث عن "الملك بيبي"، لقب رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته.

ويسارع يعقوب إلى إحضار صورة ضخمة لـ"بيبي" يحتفظ بها في خلفية كشكه كتب عليها "نتانياهو، سوق الرملة والشعب الإسرائيلي معك"، كلّفته محاضر مخالفات عدة.

والرملة الواقعة على الأطراف الشرقية لتل أبيب تعتبر جزءا من "الليكودلاند" (أرض الليكود)، وهي المناطق التي تعيش على هامش الطفرة الاقتصادية التي تشهدها إسرائيل وحيث يصوّت أبناء الطبقة المتوسطة الدنيا بكثافة لمصلحة الليكود، الحزب اليميني الذي يقوده نتانياهو.

ويعكس هذا الواقع تناقضا مع سياسة الاقتصاد الليبرالي المعتمدة في البلاد، والتي ساهمت في تعزيز نتائج الاقتصاد الكلي في الدولة العبرية لكنها أدخلتها في المقابل قائمة الدول المتقدمة الأكثر تفاوتا في توزيع الثروات، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت في سبتمبر 2019، فاز تحالف "أزرق أبيض" في المناطق الميسورة في حين منح ناخبون المناطق البعيدة عن المراكز الاقتصادية أو الواقعة على أطراف المدن الكبرى أصواتهم لليكود.

صراع بين الشرقيين والأشكيناز

ويقول يعقوب المولود لأب عراقي وأم ليبية "نشأت مع إخوتي وأخواتي، كنا ثمانية أشخاص (نعيش) في غرفة واحدة".

وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بعد قيام إسرائيل وصل يهود العراق واليمن والمغرب إلى الدولة العبرية ليجدوا أن المناصب الكبرى بيد الأشكيناز، يهود دول وسط أوروبا وشرقها الذين أسسوا الدولة.

واستقر اليهود الشرقيون ومن ضمنهم "السفاردييم" (يهود متحدرون من البرتغال وإسبانيا) في الأطراف خارج المدن الكبرى وقد ساد لديهم شعور بأن اليسار الحاكم في تلك الفترة يهمّشهم.

لكن انتخابات العام 1977 أوصلت إلى السلطة لأول مرة اليمين بزعامة مناحيم بيغن بعد تقرّبه من القاعدة الانتخابية الكبيرة للشرقيين، ليعيّنهم فيما بعد في مراكز المسؤولية.

ويقول يعقوب إن "قادة الماباي (الحزب اليساري القديم) أهانونا، أرادوا تثقيفنا لأنهم كانوا يعتبرون أن ثقافاتنا أدنى مستوى".

ويضيف "اليوم، أبناؤهم يدعمون اليسار وغانتس (وسطي)"، مؤكدا أنه استفاد من وصول الليكود إلى السلطة ومن النمو الذي تسجّله إسرائيل في السنوات الأخيرة، وإن لم يصبح ثريا.

ويقول "أقود وإخوتي وأخواتي سيارات جديدة"، معتبرا أن الفضل في ذلك يعود لليكود.

ويستذكر موشيه أفيتال البالغ 72 عاما والذي عاش ذووه المتحدرون من أصول مغربية سنوات عدة في "مخيم للمهاجرين" قبل أن يمكنوا من إيجاد منزل يستقرون فيه، مناحيم بيغن قائلا "لطالما صوّتت لليكود وسأواصل التصويت على هذا النحو لأن بيغن هو من جعل السفاردييم يفتخرون بأنفسهم".

ويقيم أفيتال في سديروت، المدينة الصغيرة النائية والواقعة قرب الحدود مع قطاع غزة.

الانتماء لإسرائيل

ويقول رئيس قسم علم الاجتماع والانثروبولوجيا في جامعة تل أبيب البروفسور نيسيم مزراحي إن "الشرقيين" وعلى الرغم من معاناتهم تاريخيا من الحرمان "لا يتبنون بشكل تلقائي قيم العدالة الاجتماعية والرؤية الكونية التي يدافع عنها اليسار".

ويوضح أن "الاعتقاد بأن الظروف الاقتصادية عامل حاسم هو تحليل خاطئ من جانب اليسار الليبرالي الذي فشل في استقطاب العامة سواء في إسرائيل أو في دول أخرى".

ويعتبر مزراحي أن الشرقيين كما وجماعات من المهاجرين وصلت مؤخرا على غرار الناطقين بالروسية يعتبرون أن خطاب اليسار الليبرالي الذي يدعو إلى "دولة عصرية غربية يهودية الطابع" يشكل تهديدا للهوية.

ويضيف "في المقابل، يعطيهم حزب الليكود انطباعا بأن حياتهم الفردية هي جزء من تاريخ إسرائيل والشعب اليهودي".

ويقول إن الكاريزما التي يجدونها في نتانياهو "تشعرهم بأنه أهل للثقة (...) وبأنه قادر على الدفاع عن مصالح إسرائيل ومصالحهم"، وتعزز لديهم هذا الانطباع.

ويبدو أن المشاكل القضائية التي تلاحق نتانياهو المتّهم بالفساد في ثلاث قضايا والذي ستبدأ محاكمته أواسط مارس، لا تؤثر على التأييد الذي يلقاه في "الليكودلاند".

ويقول يعقوب إن "بيبي تلقى (علب) سيجار و(زجاجات) شمبانيا وزوجته (تلقت) مجوهرات. ماذا في ذلك؟"، مضيفا "بيبي أميرنا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان