ووفقا لإعلان مشترك نشرته الحكومتان الأمريكية والأفغانية اليوم السبت في كابول ، ستسحب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)جميع القوات في أفغانستان في غضون 14 شهرا إذا اوفت طالبان بالالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الاتفاق هو "اختبار حقيقي" للجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في أفغانستان، وأن تراجع العنف على مدار الأسبوع الماضي يظهر أنه يمكن للمتطرفين أن يختاروا أن يكونوا سلميين.
وقال بومبيو في فعالية بالعاصمة القطرية الدوحة قبل التوقيع: "نحن في البداية فقط... الخفض الملحوظ في العنف سوف يوفر شروط السلام".
وأضاف أن الأفغان بحاجة للعيش في سلام ورخاء فيما يتعلق بحقوق المرأة. وقال إنه يجب أيضا التأكيد للولايات المتحدة أنه لن يكون هناك تهديد إرهابي من هذه البلاد.
وقال: "سنقوم بما يتطلبه الأمر لحماية شعبنا".
وحض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية الشعب الأفغاني على اغتنام الفرصة لمستقبل جديد، وقال "في النهاية سيتوقف الأمر على شعب أفغانستان كي يحدد مستقبله. لذا، نحض الشعب الأفغاني على اغتنام هذه الفرصة من أجل السلام ومستقبل جديد".
وأضاف ترامب "في حال كانت طالبان والحكومة الأفغانية على مستوى الالتزامات، سنمضي قدماً لوضع حد للحرب في أفغانستان وإعادة جنودنا إلى الوطن".
وفي أفغانستان، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن الولايات المتحدة لن تتردد في إلغاء الاتفاق إذا لم تف طالبان بالتزاماتها، فيما شدد على وجود "تقدم جوهري" تجاه إنهاء أطول حرب أمريكية.
وكانت المحادثات التي توسط فيها دبلوماسيون قطريون، ماراثونية شابها التوتر في أحيان كثيرة، وامتدت حتى وقت طويل من الليل مرات عدة.
ونجاح الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان مرهون بعمل الحكومة على منع تحويل البلاد إلى أرض خصبة للجماعات المتطرفة.
وكان استقبال حركة طالبان لتنظيم القاعدة على أرض أفغانستان السبب الرئيسي للغزو الأميركي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
وطرد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الحركة من السلطة بعد الهجمات، ونفذ المتمردون الذين كانوا يحكمون كابول منذ 1996 وحتى أكتوبر 2001، هجمات متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أميركي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية.
وأنفقت واشنطن أكثر من ألف مليار دولار في الحرب التي قُتل وأصيب فيها أكثر من مئة آلاف مدني أفغاني منذ 2009، حسب أرقام الأمم المتحدة.