ترامب يستعرض مهاراته وإنجازاته في خطاب حالة الاتحاد أمام كونجرس منقسم
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إنه إذا كانت مصائر المُرشحين في الانتخابات تتحدد بالقدرة على تنظيم العروض وإدارتها، سوف يفوز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية في نوفمبر دون بذل أي مجهود.
لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن الرئيس الأمريكي استخدم مهاراته كمقدم برامج أثناء إلقائه خطاب حالة الاتحاد الثالث منذ توليه الرئاسة، أمس الثلاثاء، في القاعة التي شهدت بدء إجراءات عزله قبل أشهر بمجلس النواب، والتي تجاهلها الرئيس الأمريكي تمامًا، وتحدث عما أطلق عليه "العودة الكبرى لأمريكا".
بدا الرئيس الأمريكي واثقًا من نفسه، وهو ما يبدو ذلك منطقيًا، لا سيما وأنه من المتوقع إعلان تبرئة الرئيس الجمهوري، اليوم الأربعاء، من الاتهامين الموجهين ضده بعرقلة سير العدالة وإساءة استغلال منصبه، وكذلك حصوله على أكبر نسبة تأييد منذ وصوله إلى السلطة في يناير 2017، إذ أوضح معهد جالوب أن ترامب حصل على نسبة 49% من التأييد.
تجلى الانقسام بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في خطاب حالة الاتحاد، أمس الثلاثاء، وبرزت العدائية بين ترامب ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي في لحظتين أثناء خطاب حالة الاتحاد، الأولى عندما مدّت له يدها من أجل مصافحتها فتجاهلها، فردت على استفزازه بتمزيق نسخة من أوراق خطاب الرئيس الأمريكي فور انتهائه منه.
مدينة فاضلة
قالت "سي إن إن" إن الرئيس الأمريكي رسم لوحة للولايات المتحدة، وكأنها مدينة فاضلة مُزدهرة، تنبض بالاتحاد ومجتمعة على هدف وطني مشترك، واستعرض إنجازاته في الاقتصاد، مُشيرًا إلى تراجع البطالة لدى عدة فئات من مكونات الشعب الأمريكي، بما فيها النساء وذوو الأصول الأفريقية والأسيوية واللاتينية، وتحدث عن اتفاقاته التجاريّة الأخيرة مع الصين وكندا والمكسيك.
وقال: "انتهت الوعود المكسورة وانعدام الوظائف والأعذار لاستنزاف ثروة أمريكا، ومعدلات البطالة هي الأقل خلال نصف القرن".
وقال: "أقول لشعب بلادنا العظيم ولأعضاء الكونجرس: إن حالة اتحادنا أقوى من أي وقت مضى"، مؤكدًا أن الجيش أعيد بناؤه كلية وقوته لا تضاهيها أي قوة في العالم.
دافع الرئيس الأمريكي في خطابه عن سياسته الخارجيّة، فيما تجنب ذكر كوريا الشمالية، وتطرق إلى سياسة الضغط القصوى التي تمارسها الولايات المتحدة ضد إيران، وتفاخر ترامب بتخلص إدارته من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقال إنه كان "جزار إيران"، ومقتل أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تخلصت من التنظيم الإرهابي بشكل نهائي.
ولكنه في الوقت نفسه، أدلى بتصريحات اعتبرها الديمقراطيون مُسيئة ومخيبة للآمال عن الإجهاض، والهجرة، علاوة على منحه ميدالية الحرية، وهو وسام أمريكي رفيع، للإعلامي والإذاعي راش ليمبو، والذي يتهمه المعارضون بالعمل على تعزيز الاستقطاب والانقسام السياسي في الولايات المتحدة.
اشمئزاز ديمقراطي
يُلاحظ أن الرئيس الأمريكي أشاح بصره وأدار جسده عن الجهة التي يتواجد فيها الديمقراطيون، ليبدو وكأنه يتحدث فقط مع الجمهوريين في مجلس النواب، تاركًا أصحاب الأغلبية في مجلس النواب مُصابين بالدهشة وغير قادرين على استيعاب ما يُقال.
في خطوة غير مسبوقة خلال خطاب حالة الاتحاد منح ترامب وسام الحرية الرئاسي للإذاعي راش ليمبو، وذلك بعد يوم واحد من كشف مقدم البرامج الحوارية أنه مصاب بسرطان الرئة، وطلب ترامب من زوجته ميلانيا تقديم الوسام لـ"ليمبو" وسط تصفيق الحاضرين، فيما بدا الامتعاض واضحًا على الديمقراطيين، الذين يرون أن الإعلامي الأمريكي شديد التطرف.
قالت الشبكة الأمريكية إنه إذا كانت نتائج الانتخابات تُحسم بالحقائق، والسياسات الداخلية والخارجية، والمناقشات العميقة بشأن القضايا المهمة، مثل: "الرعاية الصحية والاقتصاد"، فسوف يصوّت الناخبون لصالح الديمقراطيين، ويتخلون عن ترامب.
وبعيدًا عن تعزيزه لحالة الانقسام والانتقادات العديدة الموجهة إليه، قالت "سي إن إن" إن العرض الذي قدمه الرئيس الأمريكي في مجلس النواب أثناء تقديمه لخطاب حالة الاتحاد يؤكد أن متحديه باتوا في مأزق حقيقي.
فيديو قد يعجبك: