لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هالتير يتحدث في مذكراته عن علاقته بعرفات ودوره في اتفاقيات أوسلو

02:40 م الخميس 06 فبراير 2020

الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

القاهرة- (وكالات):

استعرضت صحيفة الشرق الأوسط أجزاء من مذكرات الكتاب الفرنسي اليهودي ماريك هالتير "كنت أحلم بتغيير العالم"، وهو شخصية نافذة في الأوساط الفرنسية والعربية، وجمعته علاقات قوية بالقادة والزعماء والرؤساء العرب والأجانب، وأجرى حوارات مع الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، والأمريكي السابق بيل كلينتون، والروسي فلاديمير بوتين.

أولت الشرق الأوسط اهتمامًا بالمذكرات لما بها من أسراراً عربية وإسرائيلية وفلسطينية شديدة الأهمية، وسلطت الضوء على لقاء هالتير بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وعلاقته به لاسيما وأن الكاتب الفرنسي كان همزة وصل بين القيادة الإسرائيلية والقيادة الفلسطينية.

عدو إسرائيل الأول

حسب المذكرات، كان يبنغي أن يحصل هالتير على إذن من أعلى رأس في القيادة الإسرائيلية، والتي كانت رئيسة الوزراء جولدا مائير، لذلك طلب مقابلتها، فاستقبلته في مكتبها الرسمي بالقدس بعد طول انتظار.

يستحضر هالتير ذكريات المقابلة، وذكر أنه جولدا مائير استقلته في المطبخ وأمامها علبة سجائر ومنفضة فقط، وعندما قال لها إنه ينوي مقابلة عرفات، وأنه حدد موعداً معه في بيروت، تغيّر لونها وامتقع وجهها وضربت بيدها بكل عنف على الطاولة إلى درجة أن السجائر تطايرت والمنفضة سقطت أرضاً. وصرخت في وجهه: "تريد أن تقابل عدو إسرائيل الأول وعلى يديه دماء أطفال إسرائيل؟ هل أصابك مسٌ من جنون؟".

يقول هالتير في مذكراته:" اجبتها ولكن النبي موسى قابل الفرعون قاتل الآلاف المؤلفة من أطفال اليهود الرضع! فلماذا لا يحق لي أن أقابل عرفات؟ فأجابتني: ولكنك لست النبيّ موسى!"،

وبعد استمرار الجدال بينهما أنهت جولدا مائير اللقاء بغضب، فخرج بعد أن حياها بالعبرية: "شالوم"؛ أي "سلام"، فلم ترد. وفي صباح اليوم التالي، في الساعت السادسة فجراً، أيقظه صوت التليفون وهو يغطّ في نوم عميق، وسمع صوتها يهدر ويقول له كلمة واحدة: اذهب! ثم وضعت السماعة. وعندئذ عرف أنه نال موافقتها أو مباركتها لمقابلة ياسر عرفات.

اللقاء الأول مع عرفات

حدث اللقاء الأول بين عرفات وهالتير في بيروت عام 1969، وقال الكاتب الفرنسي إن الزعيم الفلسطني لم يكن يعرف كلمة إنجليزية واحدة وقتذاك، ولم يكن هو يعرف إلا بضع كلمات نادرة في العربية. وبالتالي فقد كان هناك مترجم، وهذا شيء مزعج دائماً.

ذكر هالتير أن عرفات لم يكن وحده في المكتب؛ وإنما عشرات الآخرين من المساعدين والمقربين والحراس الشخصيين، وبعضهم كان يضع الكلاشنيكوف على ركبتيه، والبعض الآخر كان يسبّح بالمسبحة... إلخ.

أوضح الكاتب الفرنسي أن عرفات لم يفهم لماذا يصر على مقابلته، وعندما حيّاه ماريك هالتير بكلمتين عبرية وعربية: "شالوم. سلام"، انزعج عرفات ولم يرد عليه؛ بل رأى فيه جاسوساً ماكراً ليس إلا.

حسب هالتير، فإنه في ذلك الوقت لم تكن فكرة السلام تخطر على بال عرفات على الإطلاق، كان يفكر فقط في محو إسرائيل عن الخريطة بمعونة العالم العربي، ولهذااختصر عرفات المقابلة، فقال له هالتير وهو يودّعه: إلى اللقاء يا فخامة الرئيس. فأجابه عرفات: نلتقي العام القادم في تل أبيب المحررة! ولكن على عتبة الباب وقبل أن يخرج التفت إليه ماريك هالتير مستديراً بكل جسده الضخم وقال له: إذا كان ذلك صحيحاً فإني سأكون قد قتلتك قبل يوم واحد من حصول ذلك! يقول هالتير: ما إن انتهى المترجم من ترجمة عبارتي حتى انتفض حرس عرفات ويدهم على الزناد، وسمعت قعقعة السلاح وهموا بالبطش بي.

إلا أن عرفات طلب منهم الجلوس والهدوء، ثم اقترب من هالتير وقال له بعد أن وضع يده على كتفه: "لا أعرف من الذي سيكون قد قتل الآخر قبل ذلك، ولكن قبل أن نموت معاً دعنا نلتقِ مرة أخرى. فوافق هالتير بطبيعة الحال".

قال هالتير "أصبحنا صديقين عزيزين، والتقينا مرات كثيرة لاحقاً في الأردن، وبيروت، وتونس حيث حضّرنا لاتفاقيات أوسلو معاً، وهي الاتفاقيات الوحيدة التي كادت تنجح".

وافتخر الكاتب الفرنسي إنه كان السبب وراء تعرف عرفات على سهى الطويل في تونس، كانت وقتذاك صحيفة تريد إجراء مقابلة معه، فوقع في حبها من أول نظرة وأصبحت زوجته ووالدة طفلته الوحيدة التي دعاها زهوة على اسم أمه العزيزة الغالية.

اتفاقيات أوسلو

بدأت المناورات الكبرى التي قادت إلى "اتفاقيات أوسلو واعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل، وقال هالتير إنه لعب دوراً كبيراً فيها نظراً لعلاقاته الوثيقة مع كلا الطرفين؛ العربي والإسرائيلي. ولهذا السبب سافر هو وزوجته كلارا إلى تونس لإقناع عرفات بالفكرة، ودعوة إلى زيارتهم في باريس كي يلتقي بشخصية إسرائيلية كبيرة، وهي شمعون بيريز.

يتحدث هالتير عن لقاء عرفات وبيري السري الذي وصفه بالحاسم في نجاح مؤتمر أوسلو، وأشار، في مذكراته، أن الزعيم الفلسطيني كان أول الواصلين، ثم تبعه بيريز، وتصافحا لأول مرة أمام ماريك هالتير وزوجته كلارا.

ونقل هالتير عن بيري قوله: "السيد الرئيس: رجالنا يتفاوضون في أوسلو كما تعلم، ونأمل أن ينجحوا. ولكن لا نستطيع أنا وأنت أن نحل في نصف ساعة مشكلة ضخمة عمرها نصف قرن على الأقل".

وذكر هالتير أنه بعد خروج بيريز وسفره إلى لندن التفت عرفات إليه وقال له: صديقك بيريز شخص جيد، ولكن أنا بحاجة إلى جنرال لكي أتفاوض معه. وعندئذ فرض إسحاق رابين نفسه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان