أبو الغيط: نثق في أن أفريقيا ستبقى على التزامها بالوقوف مع الشعب الفلسطيني
أديس أبابا - أ ش أ
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ثقته الكبيرة في أن القارة الأفريقية ستبقى على التزامها المعهود بالوقوف مع نضال الشعب الفلسطيني في رفضه لـ"خطة السلام الأمريكية" على النحو الذي أعلنت عنه القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية، اليوم الأحد، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الـ33 لمؤتمر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وثمن أبو الغيط عاليا الموقف المبدئي للاتحاد الأفريقي الداعم للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضه وإقامة دولته المستقلة؛ كما حيا رئيس المفوضية الإفريقية على دوره القيادي المناصر للفلسطينيين على النحو الذي عبر عنه مجددا عقب الإعلان عن الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ووجه أبو الغيط، في مستهل كلمته، خالص التحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على رئاسته الناجحة للاتحاد الأفريقي، وعلى الإنجازات المهمة التي حققها الاتحاد تحت قيادته، وفي مقدمتها إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، واعتماد رؤية متكاملة للإصلاح المؤسسي للاتحاد، وتنفيذ أركان أجندة 2063 لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والتنمية في القارة.
وأعرب أبو الغيط عن خالص اعتزازه بالمشاركة في هذه القمة المهمة تلبية لدعوة رئيس المفوضية، وبما يعكس تميز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، والحرص المتبادل على تنمية هذه العلاقة المؤسسية الممتدة.
وقال أبو الغيط "إنكم تجتمعون اليوم تحت شعار (إسكات البنادق.. تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا)، وهو موضوع يتلاقى في حقيقة الأمر مع أهداف وأولويات الجامعة العربية، إذ أننا نتشارك في نفس التطلعات، ونواجه ذات التحديات، ونؤمن بأنه لا يمكن إطلاق عملية التنمية الشاملة بمعزل عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار في إقليمينا؛ ومن ثم فإنني أثق في أننا يمكن، بل يتوجب علينا، أن نعظم من عملنا المشترك لمعالجة التحديات الأمنية وجذور الأزمات السياسية التي تزعزع استقرار دولنا وتعطل خطط التنمية المستدامة في منطقتينا.
وأضاف "لقد عملنا سويا لمرافقة الأشقاء في السودان في عملية الانتقال السياسي منذ أبريل الماضي، إذ أقدمت الجامعة العربية على جملة من المساعي الحميدة مع الأطراف المعنية وشارك اتحادكم في رعاية عملية وساطة بشكل أفضى إلى الاتفاق على وثائق الانتقال إلى السلطة المدنية والتي وقعت منظمتانا عليها كشهود؛ ويظل أمامنا جهد مشترك يجب أن نقوم به معا وبهذه الروح التكاملية للوقوف مع السودان ومساندته في استكمال الاستحقاقات التي يتطلع إليها، بما في ذلك إتمام عملية السلام بين الحكومة والحركات المسلحة، ودعم التعافي الاقتصادي في البلاد، ورفع بقية العقوبات المفروضة عليها".
وتابع أبو الغيط "كما ندعو إلى تعزيز التعاون فيما بيننا لدعم الصومال ومساندة حكومته في مكافحة الإرهاب وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار على أراضيه وإنجاح خطط التنمية الوطنية التي أقرها والاستحقاقات الانتخابية والدستورية التي يعد لها؛ ونتطلع كذلك إلى مواصلة جهودنا التكاملية لمساندة جزر القمر وكل ما يصب في دعم استقرارها وخطط التطوير السياسي والاقتصادي التي أطلقها رئيس جزر القمر غزالي عثمان".
واستطرد "يمتد حرصنا هذا إلى تعظيم التعاون والتضامن معكم في كل جهد يبذل لإحلال الأمن والاستقرار في الجوار الأفريقي المباشر للعالم العربي، إذ نقف معكم من أجل استكمال مسيرة السلام في جنوب السودان، والبناء على المصالحات التاريخية التي يشهدها القرن الأفريقي، والقضاء على التهديدات الإرهابية والأمنية التي تمس أمن واستقرار دول الساحل؛ كما نرحب بالإعلان عن تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، والذي نثق في أنه سيساهم في بناء مزيد من جسور التعاون والتكامل بين أعضائه وسيصب في خدمة الشراكة العربية الأفريقية الأوسع بالشكل الذي نصبو إليه".
ولفت إلى أننا نشهد الآن في ليبيا تصعيداً خطيراً للأزمة الدائرة هناك بعد مرور أكثر من 10 شهور على اندلاع العمليات القتالية حول طرابلس وتعدد مظاهر التدخلات العسكرية الخارجية السافرة والمكشوفة فيها؛ وتعلمون المسئولية الأصيلة التي تتحملها الجامعة العربية من أجل تسوية هذا النزاع ومرافقة الليبيين إلى بر الأمان، كما نقدر الحرص المماثل للاتحاد الأفريقي على إخراج البلاد من أزمتها ومبادرتكم بدعم عملية المصالحة الوطنية الجامعة بين أبنائها.
وأضاف "وعليه فإنني أثق في أن كل جهد نقوم به سيأتي متناسقاً ومكملاً لبعضه البعض وسيلتف حول جملة من الأولويات التي نتشارك فيها، وعلى رأسها تثبيت الهدنة القائمة والوصول إلى ترتيبات دائمة لوقف إطلاق النار ومراقبته، وإيقاف كافة أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، وتنفيذ المسارات الأمنية والسياسية والاقتصادية المتفق عليها في عملية برلين، وذلك كله وفق المرجعيات العامة لاتفاق الصخيرات وفي إطار الدور القيادي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة".
واختتم أبو الغيط كلمته بقوله "لا يسعني في الختام سوى أن أعبر عن تطلعنا لالتئام قمتنا العربية الأفريقية الخامسة المرتقبة والتي ستنعقد بمشيئة الله في السعودية، والتي انطلقت عملية التحضير الجاد لها بين الأمانة العامة للجامعة ومفوضية الاتحاد الأفريقي والدولة المضيفة، وستفضي دون شك إلى تحقيق طفرة نوعية في شراكتنا الاستراتيجية بشكل يعكس عن حق الروابط التاريخية والمصالح المشتركة التي تجمعنا".
وأضاف "وأود هنا أن أجدد لكم التزامنا بالعمل مع الاتحاد ومفوضيته ورئاسته من أجل إنجاح هذه القمة ومخرجاتها.. وأغتنم هذه الفرصة لتهنئة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا على توليه رئاسة الاتحاد، وأثق في أن قيادته الشخصية ستساهم كثيراً في الارتقاء بمستوى شراكتنا وتمتينها دعماً لأولويات دولنا ونصرة لقضايا شعوبنا".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: