لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف يستفيد العالم من مأساة إيطاليا في التعامل مع كورونا؟

10:07 م السبت 21 مارس 2020

إيطاليون في روما- صورة أرشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

في الوقت الذي تجاوزت فيه عدد المصابين بفيروس كورونا المتحور الـ400 حالة، وتضاعف عدد القتلى، نشر زعيم الحزب الديمقراطي الحاكم صورة لنفسه وهو يدعو المواطنين إلى عدم تغيير عاداتهم. لم يحدث ذلك قبل فترة بعيدة، كان في يوم 27 فبراير. بعد عشرة أيام تجاوز عدد الضحايا 5883 والوفيات 233، فنشر زعيم الحزب نيكولا زينجاريتي، مقطع فيديو جديد، يُعلن فيه إصابته بالفيروس المستجد.

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تحليل على موقعها الإلكتروني، إن المأساة التي تعيشها إيطاليا، التي أصبحت بؤرة انتشار كورونا في أوروبا، باتت بمثابة تحذير لجيرانها في أوروبا والولايات المتحدة وكل مكان وصل إليه الفيروس في العالم، كما أنها تلقن الجميع درسًا في التعامل مع الفيروس.

1

حسب الصحيفة الأمريكية، فإن التجربة الإيطالية مع كورونا تؤكد أهمية اتخاذ تدابير وقائية، والعمل على عزل المناطق المتضررة والحد من تحرك سكانها، وتطبيقها بوضوح، وصرامة إذا لزم الأمر، منعًا لتفشي الفيروس، وإبطاء انتشاره.

حصيلة وفيات مرعبة

ترتفع حصيلة الوفيات في إيطاليا بصورة غير مسبوقة، أعلنت السلطات، اليوم السبت، أن الفيروس أودى بحياة 793 شخصا في أنحاء البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية، بذلك يرتفع إجمالي الوفيات في البلاد إلى 4825.

وحسب السلطات، فإن عدد المصابين في البلاد ارتفع إلى 53578 مصابا، شفي منهم 6072.

وفي لومبارديا، بؤرة تفشي الفيروس في إيطاليا، أعلنت السلطات تسجيلها نحو 546 حالة وفاة جديدة بسبب فيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، لتتجاوز حصيلة ضحايا الوباء في الإقليم ثلاثة آلاف شخص.

تعامل مُتخبط

رغم اتخاذها إجراءات صارمة وفرض حظر شامل على المدن والمقاطعات في الأيام الأخيرة الماضي، إلا أن السلطات الإيطالية تعاملت بتخبط في بداية الأزمة، ولم اتخذت بعض القرارات بعد فوات الأوان، ما حال دون السيطرة على الأزمة، وأرجعت الصحيفة الأمريكية ذلك إلى رغبة روما في الحفاظ على الحريات المدنية الأساسية، وتجنب حدوث انهيار اقتصادي لن تتحمل البلاد شعبًا وحكومة تبعاته.

في محاولة للحد من تفشي الفيروس، أرسلت الحكومة قوات الجيش لفرض حظر على مقاطعة لومبارديا، وهي المنطقة الأكثر تضررًا في شمال إيطاليا، وهناك تراكمت الجثث في الكنائس، وحرم الفيروس الأهالي من وداع ذويهم واحبائهم للمرة الأخيرة.

حاولت إيطاليا حل الأزمة تدريجيًا، عزلت بعض المدن، ثم المناطق، ثم أغلقت البلد. قالت ساندرا زامبا، وكيل وزارة الصحة الإيطالية، إن روما بذلت قصارى جهدها في ظل المعلومات التي لديها.

2

وتابعت: "عزلنا المناطق تدريجيًا كما فعلت أوروبا، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، والولايات المتحدة. كلما أغلقت المزيد من المناطق، تفقد القدرة على عيش حياة طبيعية، لأن الفيروس لا يسمح لنا بعيش حياتنا بالصورة التي اعتدناها".

حسب نيويورك تايمز، فإن الحكومات خارج إيطاليا الآن تواجه خطر اتباع نفس المسار، وتكرار نفس الأخطاء، وبالتالي سنشهد مأساة إيطالية جديدة لكن في مكان مختلف.

إضاعة الفرص

مع ذلك يدافع المسؤولون الإيطاليون عن استراتيجيهم في التعامل مع الأزمة، وبرروا أخطائهم بأن الأزمة لم يسبق لها مثيل ولم تحدث في العصر الحديث، مؤكدين أن الحكومة استجابت بسرعة وكفاءة مع هذه المأساة.

بينما لفتت نيويورك تايمز إلى أنه في حالة تتبع قرارات وتصرفات المسؤولين الإيطاليين سيكون من السهل تحديد الأخطاء التي ارتكبوها، والفرص الضائعة التي كان من الممكن أن تنقذهم من مواجهة أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية.

3

في الأيام الأولى من تفشي الفيروس، قلل رئيس الوزراء جوزيبي كونتي وغيره من كبار المسؤولين الآخرين من خطورة الفيروس، وخلقوا حالة من الارتباك والشعور الزائف بالأمن والقدرة على السيطرة على الأزمة، وكانت هذه الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انتشار الفيروس.

حتى بعد اتخاذ قرارات حاسمة بفرض حظر شامل على البلاد، عجزت الحكومة الإيطالية عن نقل الشعور بالخوف والتهديد إلى المواطنين، وفشلت في إقناعهم بأهمية الالتزام بالقواعد والتدابير الاحترازية.

4

إجراءات أكثر صرامة

تحتاج روما الآن إلى إجراءات أكثر صرامة من ذي قبل. دعا لوكا زايا، رئيس منطقة فينيتو، شمال إيطاليا، إلى أن تتضمن هذه الإجراءات إغلاق جميع المتاجر وحظر كافة الأنشطة بخلاف الانتقال من أجل العمل.

وتابع: "حتى السير في الشوارع يجب حظره".

يؤكد السياسي الإيطالي إن الإجراءات الصرامة رغم قسوتها، إلا أنها ضرورية لأنها تساعد على إبطاء انتشار الفيروس، بالتالي تستطيع المستشفيات والكوادر الطبية التي تعمل فيها التنفس واستعادة قوتها مرة أخرى.

يتوقع لوكا زايا أنه في ظل غياب الإجراءات الاحترازية الصارمة، فإن عدد المرضى سيزداد بما يفوق قدرة تحمل المستشفيات، وبالتالي تحدث كارثة وطنية أكثر فداحة.

وأضاف: "على الأمريكيين وغيرهم في كل مكان الاستعداد لما سيحدث".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان