إعلان

الدولار مقابل الوفيات.. معادلة ترامب وكورونا المرعبة: كم روح يستحقها الاقتصاد؟

10:12 م الثلاثاء 24 مارس 2020

ترامب

كتب - محمد صفوت:

"لا يمكن أن نسمح أن يكون البحث عن علاج لكورونا أسوأ من الأزمة نفسها، أمامنا 15 يومًا وسنتخذ قرارًا بشأن أي طريق سنسلكه"، بهذه الكلمات كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نواياه تجاه أزمة كورونا، خلال مؤتمرًا صحفيًا لخلية الأزمة في الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة دولة لم تُبنى للإغلاق، وذلك ردا على ما إذا كان سيتم اتخاذ قرار بالإغلاق على غرار دول كبريطانيا وإيطاليا لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وقال ترامب في تصريح نقلته وكالة رويترز إن أي دولة يمكن تدميرها بقرار الإغلاق، وذلك دفاعا عن عدم اتخاذ القرار من الإدارة الأمريكية، في ظل ارتفاع عدد الإصابات في البلاد إلى ما يقارب 50 ألف حالة، توفي منهم 622 شخصًا.

وتحت عنوان "الدولار مقابل الموت: الخيار المؤلم الذي تركه كورونا" نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تحليلاً للكاتب والمحلل السياسي، زكاري وولف، الذي بدأ بسؤال كان الرئيس الأمريكي طرحه سابقًا في أحد مؤتمراته بشأن الأزمة الحالية، كم عدد الأرواح التي يستحقها الاقتصاد العالمي؟

ويقول الكاتب في تحليله، إن ترامب لا يطيق الانتظار لتقليص الإجراءات المتبعة التي تساهم في التباعد الاجتماعي ومكافحة الوباء، ويتساءل صراحةً عبر تويتر، عما إذا كان كورونا يستحق كل هذا العناء؟

تغريدات ترامب لا تحتاج إلى تفسير، فوباء كورونا خرج عن السيطرة ويهدد حياة نسبة ليست قليلة ممن يعانون أمراضًا مزمنة بفقد حياتهم بسبب الضغط غير المحتمل الذي تعاني منه المستشفيات بسبب ضحايا الفيروس.

علاج الوباء

يُعد الإغلاق الاقتصادي، أحد العلاجات المقترحة، والذي قد يؤدي إلى كارثة أشد من الكساد العظيم، الذي وقع في ثلاثينات القرن الماضي، فنصيحة الحكومات بالبقاء في المنزل، يهدف إلى إبطاء معدل انتشار الوباء، أملاً في التوصل إلى لقاح أو مصل لمواجهته، لكنه علاج مؤلم تسبب في فقدان الكثير لوظائفهم، ويهدد ببطالة جماعية محتملة.

الدولار مقابل الوفيات

في نهاية تغريدة ترامب تحتوي على معادلة مرعبة (كم من الأرواح يستحقه الاقتصاد؟) وهنا تجدر الإشارة إلى دراسة اقتصادية أعدها الزوجان الخبيران أنجوس ديتون وآن كيس بعنوان: "اليأس الاقتصادي يقتل الناس أيضًا".

يقول الكاتب، إن ترامب كشف أمس الاثنين عن نيته في إعادة فتح البلاد، وتفضيله للخيار الاقتصادي بغض النظر عما يقوله الأطباء له؛ حيث قال ترامب: "إن الإغلاق سيسبب مشاكل مثل حالات الانتحار"، واشتكى من أن الاقتصاد كان يحترق قبل أن يضرب الفيروس.

وأضاف ترامب خلال مؤتمر أمس، أن عليه فتح البلاد لأن الإغلاق يسبب مشاكل قد تكون أكبر من أزمة كورونا، متابعًا: "الأطباء يريدون إغلاق العالم كله، لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث في الولايات، نحن أكبر دولة في العالم ولن ندع ذلك يحدث".

ويرى الكاتب، أن المحافظين في الولايات المتحدة، اتخذوا قراراهم بالفعل، وأمام ترامب فرصة لشرح وجهة نظره خلال المؤتمرات الدورية التي يعقدها في البيت الأبيض بشأن أزمة كورونا، وسيكون أمام البلاد الاختيار بين الاقتصاد أو علم الأوبئة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية، أمس الاثنين، من أن تصبح الولايات المتحدة بؤرة جديدة لانتشار الوباء، فيما يشبه أطباء ولاية نيويورك -مسقط رأس ترامب- الوضع في الولاية بـ"تشيرنوبيل جديد" لكن ترامب ما يشغله هو الاقتصاد.

وفشل المشروعون في مجلس الشيوخ الأمريكي، في تمرير حزمة تحفيز للاقتصاد في مواجهة أزمة كورونا الحالية، في ثاني جلساتهم التي عقدت أمس.

يقول حاكم ولاية نيويورك، إن الأسوأ لم يأت بعد، محذرًا من الأسابيع المقبلة، واحتمالية ألا يقدر نظام الرعاية الصحية في الولايات على مجاراة الأحداث المتلاحقة، وانهياره أمام زيادة تفشي الوباء.

ويعلق الكاتب قائلاً: "من الواضح للجميع أن إنقاذ الأرواح هي الأولوية باستثناء ترامب الذي غرّد عشرات المرات حول أهمية عدم الانسياق وراء الأطباء والعلماء، ما دفع مراسل (سي إن إن) لمقاطعة الرئيس الأمريكي في أحد مؤتمراته بالبيت الأبيض، ورد ترامب بمهاجمته واتهامه بنشر الفزع والرعب بين الناس".

وجد ترامب ضالته في الجمهوري رون جونسون، الذي يشكك في أهمية الإغلاق لمواجهة الوباء، معللاً ذلك؛ بأن الأشخاص يموتون في حوادث الطرق وبأسباب كثيرة أخرى غير كورونا.

الخيارات المستحيلة

يختتم الكاتب تحليله بأننا أمام معضلة حقيقية ومؤلمة فنحن أمام خيارين لا ثالث لهم أما موت العديد من الأشخاص، أو الكثير من الناس، لعدة أسباب بينها تعطيل حياتهم اليومية واحتمالية فقدانهم لوظائفهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان