ماكرون وكونتي يؤكدان ضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي ماليًا لمواجهة كورونا
باريس - (د ب أ):
جدد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مطالبهما بضرورة تقديم الاتحاد الأوروبي ردا ماليا قويا لمواجهة تداعيات أزمة كورونا، وهو ما يتعارض مع تحذيرات ألمانيا ودول أخرى في شمال التكتل من حدوث أزمة ديون سيادية.
وفي مقابلة مع صحيفة "إيل سولي 24 أوري"، قال كونتي: "إذا لم تكن أوروبا قادرة على الارتقاء إلى مستوى التحدي، فإن المشروع الأوروبي برمته سيخاطر بفقدان مشروعيته في أعين مواطنينا".
وفي سياق متصل، قال ماكرون في مقابلة مع ثلاث صحف إيطالية، "كوريري ديلا سيرا" و"لا ستامبا" و"لا ريبوبليكا":" لن نتغلب على هذه الأزمة إلا بتضامن أوروبي قوي، سواء على صعيد الصحة أو على صعيد الميزانية".
وتأتي هذه التصريحات بعد فشل زعماء الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بشأن تحرك أوروبي مشترك لمواجهة أزمة كورونا، وذلك خلال قمة عقدها قادة أوروبا عبر تقنية الفيديو كونفرانس أول أمس الخميس حيث رفضت ألمانيا ودول أخرى تقاسم أعباء الديون الأوروبية، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "بلومبرج".
وعوضا عن ذلك، وافق قادة الاتحاد الأوروبي على جدول زمني مدته أسبوعان لوزراء مالية منطقة اليورو، للعمل على إجراءات مالية أخرى عقب مؤتمر بالفيديو استمر لأكثر من ست ساعات.
وكان ماكرون، المؤيد لاعتماد "قروض كورونا"، دعا رغم "تحفظات" ألمانيا، إلى التضامن المالي الأوروبي، مؤكدا أنه لم يتجاهل الإشارات الصادرة من إيطاليا بشأن خطورة الأزمة الصحية الحالية.
ودعت تسع دول أوروبية، بينها فرنسا وإيطاليا، يوم الأربعاء الماضي إلى اعتماد قرض مشترك لجميع دول الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا، مشددا الضغط على ألمانيا المعارضة لأي تشارك في الديون.
وأضاف ماكرون في المقابلة التى نقلتها قناة "فرنسا24" اليوم السبت "قد يتعلق الأمر بالقدرة على الاستدانة المشتركة، أيا كان اسمها، أو زيادة ميزانية الاتحاد الأوروبي للسماح بتقديم دعم حقيقي للدول الأكثر تأثرا بهذه الأزمة".
وتابع: "المبلغ أمر ثانوي، الإشارة هي المهمة، سواء من خلال الاستدانة المشتركة أو الميزانية المشتركة".
وشدد على أنه في مواجهة "تحفظات" دول مثل ألمانيا "لا يمكننا التخلي عن هذه المعركة".
وفي معرض رده على سؤال بشأن إذا كانت فرنسا تأخرت في اتخاذ تدابير الحجر المنزلي، في وقت كان الوضع يتدهور في إيطاليا، قال ماكرون "لم نتجاهل هذه الإشارات على الإطلاق. خضت هذه الأزمة بجدية ورصانة منذ البداية، حين بدأت في الصين".
وقال: "اتبعت في كل مرحلة ثلاثة مبادئ أساسية: بناء قراراتنا على آراء علمية، والتكيف مع تطور الأزمة، واتخاذ تدابير متناسبة".
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أمس الجمعة، في اليوم العاشر من الحجر المنزلي الذي يخضع له في فرنسا، تمديد هذا الإجراء حتى 15 نيسان/أبريل.
وبلغت حصيلة وباء كوفيد-19 في فرنسا 1995 وفاة منذ بدء انتشار الفيروس، سجلت 300 منها خلال 24 ساعة، وفق الحصيلة الرسمية الصادرة مساء الجمعة.
فيديو قد يعجبك: