إعلان

"كوفيد-"19 يواصل تفشيه.. والدول تُصعد حملة مكافحته

11:22 ص الأحد 29 مارس 2020

صف انتظار للخضوع لفحص لكشف الإصابة بفيروس كورونا ا

عواصم عالمية- (أ ف ب):

يواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه في أوروبا حيث تعزز الدول الأكثر تضررا كفاحها ضد الوباء العالمي الذي تسبب حتى الآن بأكثر من ثلاثين ألف وفاة في العالم، فيما تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إصدار أمر بإغلاق نيويورك.

وفي غياب أي لقاح أو علاج مثبت ضد وباء كوفيد-19، يلزم أكثر من ثلاثة مليارات نسمة منازلهم الأحد في جميع القارات، طوعا أو قسرا.

وتشهد الولايات المتحدة تسارعا كبيرا في انتقال العدوى مع إحصاء حوالى 124 ألف إصابة حوالى نصفها في ولاية نيويورك ومدينتها الكبرى.

وبعدما أورد الرئيس الأمريكي احتمال فرض حجر صحي على ولايتي نيويورك ونيوجرزي، تخلى مساء السبت عن مثل هذا الإجراء إذ أثار الموضوع حملة انتقادات في منطقة نيويورك.

وفي نهاية الأمر، أصدرت مراكز مكافحة الأمراض، الهيئة الصحّية الوطنيّة، بيانا قالت فيه إنها "تناشد سكان نيويورك ونيوجرزي وكونيتيكت تفادي أي تنقلات غير أساسية خلال الأيام الـ14 المقبلة مع دخول هذا الإجراء حيز التنفيذ فورا".

وأعلنت الولايات المتحدة السبت وفاة طفل عمره أقل من سنة في ولاية إيلينوي، هو أصغر الضحايا سنا لهذا الوباء الذي يعتقد عموما أنه يوفّر الأطفال.

وسجلت ثلثا الوفيات الثلاثين ألفا في أوروبا، القارة الأكثر معاناة من الوباء، مع إحصاء أكبر عدد منها في إيطاليا (10023 وفاة بزيادة 889 خلال 24 ساعة)، تليها إسبانيا (5690 وفاة بزيادة 832) ثم فرنسا (2314 وفاة بزيادة 319).

قسائم غذائية

إزاء تفاقم الوضع، تضاعف الدول الأكثر معاناة جراء الوباء الوسائل والتدابير لمواجهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة منذ قرن.

وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مساء السبت وقف كل النشاطات الاقتصادية "غير الأساسية" خلال الأسبوعين المقبلين، على أن تتم المصادقة على هذا القرار الأحد خلال مجلس وزراء استثنائي.

وفي إيطاليا، أعلن رئيس الوزراء جوسيبي كونتي أنه سيتم توزيع قسائم غذائية على الأكثر فقرا والأكثر تضررا جراء توقف الاقتصاد.

وتم نشر شرطيين أمام السوبرماركات في صقلية لمنع حصول أعمال نهب، بعدما حاول بعض الزبائن الخروج من سوبرماركت حاملين مواد غذائية لم يدفعوا ثمنها، موضحين أنه لم يعد لديهم نقود لشراء حاجياتهم.

من جهتها قدمت الحكومة الفرنسية طلبية على مليار قناع حماية وتعتزم رفع عدد الأسرّة في أقسام الإنعاش في المستشفيات من خمسة آلاف إلى 14 ألفا.

كذلك يتسارع انتشار الوباء في المملكة المتحدة حيث أصيب وريث العرش البريطاني الأمير تشارلز ورئيس الوزراء بوريس جونسون بالفيروس. وتخطت الحصيلة عتبة ألف وفاة مع تسجيل 260 وفاة جديدة خلال يوم واحد، وفق حصيلة رسمية صدرت السبت.

وحذر جونسون في رسالة كشف مكتبه نصها وسترسل الأسبوع المقبل إلى ثلاثين مليون أسرة في البلاد "نحن نعلم أنّ الأمور ستّتجه إلى الأسوأ، قبل أن تبدأ بالتحسّن"، داعيا المواطنين إلى الالتزام بتعليمات الحجر المنزلي الذي أعلن مساء الإثنين لثلاثة أسابيع.

نقص في التجهيزات

بدأ الحجر المنزلي يعطي أولى نتائجه في إيطاليا حيث يتواصل تباطؤ انتشار العدوى. وقال مسؤول الصحة في لومبارديا، المنطقة الأكثر تضررا في شمال البلاد، جوليو غاييرا "نسجل في جميع أقسام الطوارئ انخفاضا (في توافد المرضى). وفي البعض منها، يكون (التوافد) طفيفا، وفي أخرى أعلى بكثير".

كذلك ورد نبأ سار من كندا حيث أعلنت زوجة رئيس الوزراء صوفي غريغوار ترودو مساء السبت أنها شفيت من إصابتها بمرض كوفيد-19 ،

أما الصين، فأغلقت حدودها مؤقتا السبت أمام معظم الأجانب وحدت بشكل كبير من رحلاتها الدولية لمنع انتشار إصابات "مستوردة" بفيروس كورونا المستجد.

وبعدما كانت آخر بلد كبير لم يتخذ أي تدابير حجر منزلي معمم بعد، أعلنت روسيا أنها ستغلق حدودها اعتبارا من الإثنين، بعدما أمرت بإغلاق المطاعم ومعظم المتاجر قبل عطلة تستمر أسبوعا، فخلت شوارع موسكو من المارة بشكل غير اعتيادي السبت.

وفي نيويورك كما في أماكن كثيرة من العالم، يعتبر الأطباء والطواقم الطبية أبطالا في الخطوط الأمامية لهذه "الحرب" ضد الوباء، لكنهم يعانون من نقص في التجهيزات.

"لا بد لنا أن نأكل"

قالت الممرضة في قسم إعادة التأهيل في أحد مستشفيات العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة ديانا توريس (33 عاما) لوكالة فرانس برس "هناك شعور باليأس والتضامن بيننا في آن. الكل خائف، نحاول أن نتكاتف".

وفي الدول الأكثر فقرا ولا سيما في إفريقيا، من الصعب تطبيق تدابير الحد من التنقلات التي تثير موجة نزوح من المدن، ولاسيما في كينيا ومدغشقر.

ويغادر المئات في مدغشقر العاصمة أنتاناناريفو في صفوف طويلة. وأوضح ريتشارد راكوتواريسوا رب العائلة الثلاثيني "توقفنا عنالعمل لالتزام بتعليمات الحجر المنزلي،وبالتالي لا بد لنا من أن نأكل ونطعم أولادنا". واضاف "كان الخيار لديّ بين أن أخالف التعليمات أوأغادر" العاصمة.

وفي جنوب إفريقيا، أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي السبت لتفريق مئات الأشخاص المتجمعين أمام متجر في جوهانسبورغ، مخالفين تعليمات الحجر.

وإزاء الكارثة الاقتصادية التي تلوح في الأفق، تسعى الاسرة الدولية لرصد أموال طائلة. وإلى خطة الإنقاذ بقيمة تريليوني دولار التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، وعدت دول مجموعة العشرين هذا الأسبوع بضخ خمسة آلاف مليار دولار لدعم الاقتصاد العالمي.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: