مخاوف من فقدان السيطرة الأمنية على جنوب إيطاليا
روما - (د ب أ)
في الوقت الذي يكافح فيه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيب كونتي، من أجل المحافظة على تماسك المجتمع الإيطالي، في ظل حظر التحرك المفروض على أنحاء البلاد، للسيطرة على وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تتزايد المخاوف من حدوث انفلات أمني في جنوب إيطاليا.
وقد تم نشر قوات الأمن في شوارع مدينة باليرمو عاصمة جزيرة صقلية في جنوب إيطاليا، في ظل تقارير عن استخدام العصابات لشبكات التواصل الاجتماعي من أجل الاتفاق على مهاجمة المتاجر والسطو عليها. يأتي ذلك في الوقت الذي أوقفت فيه إحدى شركات الملاحة تشغيل العبارات من وإلى صقلية الأمر الذي يهدد بحدوث نقص في إمدادات السلع الأساسية من الأغذية والأدوية.
وأشارت وكالة "بلومبرج" للأنباء إلى أنه في الوقت الذي تعاني فيه إيطاليا من أسوأ انتشار لفيروس كورونا المستجد في أوروبا، يخشى المسؤولون من استغلال عصابات الجريمة المنظمة لهذه الأوضاع وتكثيف نشاطها في جنوب إيطاليا الذي يعاني من التخلف والفقر مقارنة بالشمال الغني والمتقدم وهو ما أصبح يمثل أولوية بالنسبة للحكومة الإيطالية بحسب مصدر مطلع.
ونقلت صحيفة لا ستامبا الإيطالية، عن ليولوكا أورلاندو عمدة بالريمو، القول "نحتاج إلى التحرك بسرعة، بمزيد من السرعة... الإحباط قد يتحول إلى أعمال عنف"، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه إيطاليا خلافا قويا مع ألمانيا بشأن شروط المساعدات المالية التي تحتاج إليها روما من الاتحاد الأوروبي.
وقال مسؤولون إيطاليون إنه مع دخول قرار الغلق العام لإيطاليا أسبوعه الرابع، يستعد رئيس الوزراء كونتي لتمديد إجراءات احتواء الفيروس حتى 18 أبريل المقبل، على أقرب تقدير، رغم أنها أصابت أغلب الأنشطة الاقتصادية في البلاد بما يشبه الشلل، فيما يعمل كونتي على إطلاق حزمة تحفيز اقتصادي جديدة بقيمة 30 مليار يورو (33 مليار دولار) بحلول منتصف أبريل المقبل، بعد الحزمة التي سبق إطلاقها بقيمة 25 مليار يورو بحسب المسؤولين.
ويحاول كونتي، توجيه المساعدات الحكومية نحو مناطق الجنوب، حيث أمر بتحويل 3ر4 ملميار يورو من أحد صناديق التضامن إلى بلديات الجنوب وهو ما يتيح حوالي 400 مليون يورو لعمد مدن وبلدات جنوب إيطاليا لتحويلها إلى كوبونات توزع على المواطنين للحصول على مواد غذائية مجانا. وقال كونتي في خطاب بثه التلفزيون "لن نتخلى على أي مواطن" في هذه الأزمة.
فيديو قد يعجبك: