"مباراة وكرة وصفارة".. هكذا انتشر وباء كورونا في أوروبا
كتب - محمد صفوت
استشرى فيروس كورونا المتحور (كوفيد-19) في القارة الأوروبية العجوز، حاصدًا أرواح أكثر من 26 ألف شخص، في أقل من شهرين منذ وصول الوباء إليها، بنسبة شكلت 75% من إجمالي وفيات الفيروس التاجي عالميًا، فيما وصلت إصابات كورونا لأكثر من 413 ألف بمختلف أنحاء القارة العجوز.
تخطت حصيلة ضحايا كورونا في القارة الأوروبية، حصيلة الصين التي ظهر بها الفيروس لأول مرة منتصف ديسمبر الماضي، والتي يسكنها ضعف عدد سكان القارة الأوروبية تقريبًا بحسب موقع "ورلدميتر".
وأرجعت وسائل إعلام فرنسية منها القناة الإخبارية "إل سي آي" وموقع "أوست فرانس" تفشي الوباء في أوروبا إلى سببين أساسيين، مباراة كرة قدم أقيمت في منتصف فبراير الماضي بإيطاليا جمعت فريقًا محليًا بآخر إسباني، وهما البلدان الأكثر تضرراً بالفيروس في أوروبا، وإلى منتجع تزلج نمساوي انتشر منه الفيروس إلى بلدان شمال القارة.
مباراة النكبة لأوروبا
في 16 فبراير الماضي، وعلى ملعب سان سيرو بميلانو الإيطالية، أقيمت مباراة بين فريقي أتلانتا برجامو الإيطالي وفالنسيا الإسباني في إطار مباريات الذهاب لدور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا، أحد أعظم البطولات الكروية والتي يتابعها ملايين حول العالم وتجذب متابعي الفرق الأوروبية، الذين يسافرون خلف فريقهم أينما كان.
أقيمت المباراة في الوقت الذي لم تسجل أوروبا سوى عددًا قليلًا من حالات الإصابة بكورونا المتحور.
وتقول قناة "أل سي إي" الإخبارية الفرنسية، إن المباراة التي انتهت بـ5 أهداف، شهدت أحضانًا بين المشجعين الذين ملؤوا الاستاد الإيطالي.
فيما شرح الموقع الإخباري الفرنسي "أوست فرانس" أن المباراة حضرها 45 ألفًا و792 مشجعًا بملعب "سان سيرو" الإيطالي بينهم الآلاف من مشجعي أتلانتا، الذين انتقلوا إلى ميلانو بالقطار أو السيارات لمشاهدة المباراة الأهم بتاريخ ناديهم، وانتقل هؤلاء مع مشجعي "فالنسيا" الإسباني إلى الملعب مستقلين المترو، ومع انتهاء المباراة، انتشر مشجعو الناديين في أنحاء مدينة ميلانو.
بعد يومين من المباراة، سجلت مدينة بادوفا الإيطالية أول حالة وفاة بالفيروس التاجي، لتصبح أول ضحايا الوباء في أوروبا.
ويقول موقع "أوست فرانس" إن بعد أيام قليلة من المباراة، خرج صحفي إسباني غطى اللقاء، وأعلن إصابته بالوباء الجديد.
وكانت إسبانيا أعلنت في 13 فبراير الماضي، وفاة رجلاً جراء كورونا، ما يعني أن الوباء كان منتشرًا في هذه المنطقة الإسبانية قبل المباراة.
بعد 15 يومًا من اللقاء الأوروبي الذي جمع الفريقين الإسباني والإيطالي، ارتفعت إصابات كورونا في مدينة برجامو الإيطالية، وأصبحت إحدى أكثر المدن الأوروبية تضررًا من الوباء.
ونقل الموقع الفرنسي، عن والتر ريكياردي، ممثل منظمة الصحة العالمية في إيطاليا، قوله: "إن مباراة أتلانتا برجامو وفالنسيا، سببًا في سرعة تفشي الوباء في أوروبا بهذا الشكل"
وفي 16 مارس الجاري، أعلن نادي فالنسيا الإسباني، إصابة ما يقرب من 35% من أعضاء فريقه الأول (لاعبين وإداريين) بالفيروس التاجي، وأصبحت المدينة الإسبانية الأكثر تضررًا بالوباء في إسبانيا.
منتجع للتزلج بالنمسا
تقول قناة "أل سي إي" الفرنسية، إن المباراة وحدها لم تكن سببًا في تفشي الوباء بهذا الشكل في أوروبا، مرجعة انتشار الفيروس التاجي في أوروبا إلى سبب ثاني، لافتة إلى أن عدد من الدول الأوروبية، سجلوا إصابات بفيروس كورونا لمواطنين عائدين من رحلة تزلج في منتج "إيشغل" النمساوي.
في نفس الصدد، يقول موقع "سي إن إن" الأمريكي إن القرية التي يسكنها أقل من 1600 نسمة، تستقبل أكثر من 500 ألف سائح سنويًا، وكان تعج بالسياح ورجال الأعمال قبل أن تغلقها السلطات النمساوية في 13 مارس الجاري.
وكشفت النمسا، أن عاملًا بأحد مطاعم المنتجع كان مصابًا بالفيروس التاجي، وانتقل منه إلى 16 شخصًا، عبر "صفارة لعبة" يستخدمها العاملون في المطعم لتسهيل مرورهم بين الطاولات في المكان المكتظ، بالزبائن.
وأوضحت "إل. سي. ايه"، أن ما ساعد بانتشار الفيروس التاجي بين زبائن المطعم، لعبة تجرى بينهم حيث يتم فيها رمي كرة بلاستيكية صغيرة في كاسات الشراب.
وأشارت القناة الفرنسية، إلى رفض النمسا إغلاق منتجع التزلج السياحي، في بداية الأزمة قبل أن تعود وتقفله، وبدأت تحقيقًا موسعًا خاصةً بعد تسجيل العديد من الإصابات بها مرتبطة بالمنتجع السياحي.
وسجلت النمسا أكثر من 108 حالات وفاة جراء فيروس كورونا التاجي، وأكثر من 9 آلاف إصابة حتى اليوم.
ونقلت "فرانس برس" عن إحدى أشهر الصحف النمساوية، قولها، إن الجشع انتصر على مسؤولية الحرص على صحة السكان والسياح.
جدير بالذكر أن إيطاليا وإسبانيا، أكثر البلدان تضررًا في أوروبا والعالم من فيروس كورونا؛ إذ سجلوا وحدهم 19 ألف حالة وفاة، وأكثر من 188 ألف إصابة.
فيديو قد يعجبك: