إعلان

"إمدادات معيبة أم نكران للجميل؟".. خلاف أوروبي صيني حول مساعدات كورونا

05:52 م الأربعاء 01 أبريل 2020

الإمدادات الطبية

كتب – محمد صفوت:

تتواصل الحرب الكلامية والاتهامات بين الدول الأوروبية من ناحية والصين من الجهة الأخرى، بسبب الإمدادات الطبية المرسلة من بكين إلى بعض دول أوروبا، لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد، التي تقول الدول الأوروبية إنها معيبة وغير صالحة للاستخدام.

وتواجه العاصمة الصينية، بكين، اتهامات من عدة دول أوروبية بينهم هولندا وإسبانيا والتيشك، خلال الفترة الماضية، بسبب الإمدادات الطبية المُرسلة والمستوردة من بكين، لمواجهة تفشي الوباء، فيما تواصل وسائل الإعلام الحكومية الصينية، هجومها ضد تلك الاتهامات.

ودافعت وسائل الإعلام الحكومية الصينية عن بكين وألقت باللوم على ما اعتبرته "كراهية أوروبا للصين".

سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، الضوء على تلك الاتهامات في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني، قائلة إن الصين التي ظهر بها الوباء القاتل، وانتشر منها لباقي دول العالم حاصدًا أرواح ما يقرب من 38 ألف شخص، تعمدت إخفاء ما يحدث على أراضيها، قبل أن تتراجع وتعلن ظهور فيروس غامض جديد.

وتضيف المجلة الأمريكية، أنه على الرغم من خطأ الصين في إخفاء معلومات حول ظهور الفيروس على أراضيها في بداية الأمر، إلا أنها نجحت بقيودها المشددة التي فرضتها في وقف انتشار الوباء داخل البلاد.

وتسعى الصين حاليًا لمساعدة الدول الأكثر تضررًا من الوباء، وتحاول تفادي إلقاء اللوم عليها وتجنب موجة ثانية من فيروس كورونا التاجي، وعملت على نقل الإمدادات الطبية والمستلزمات والفرق الطبية إلى أوروبا لمساعدتها في مواجهة الوباء.

وتقول "نيوزويك" إنه على الرغم من حسن النية الذي أبدته الصين في تقديم المساعدات إلى أوروبا، لم يمنع تصاعد شكوى المسؤولين الأوربيين من الأدوات والمسلتزمات التي جاءت من بكين.

ونقلت المجلة الأمريكية، عن صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، قولها في افتتاحيتها أمس: "مساعدة الدول الغربية عمل صعب، والأصعب نكران الجميل".

لكن الصحيفة الصينية، ألمحت في افتتاحيتها أنه من الوارد أن تصل كافة المعدات والمستلزمات الطبية دون أي عيوب، رغم قولها: "إن جميع المنتجات الصينية موثوق بها بلا شك".

وطالبت الصحيفة الصينية، الدول الغربية بعدم المبالغة في المشكلة، محذرة من محاولا إثارة الرأي العام الغربي ضد الصين، حتى لا تعتبره الأخيرة استفزازًا متعمدًا ضدها.

وأضافت الصحيفة الصينية، أن البعض في الغرب يقومون مرة أخرى بتسييس المساعدة التي قدمناها لهم، مما يجعلها سلاحًا آخر للتشهير بالصين.

الأحد الماضي، قررت وزارة الصحة الهولندية، سحب 600 ألف كمامة، من أصل 1.3 مليون، مستوردة من الصين، لعدم تلبيتها المعايير المطلوبة. وواجهت الحكومة الإسبانية مشاكل مماثلة مع معدات اختبار كانت قد طلبتها من شركة صينية، وأعلنت أنها اشترت مئات الآلاف من وحدات الاختبار من أجل مكافحة انتشار الفيروس، لكنها كشفت بعد أيام أن 60 ألف شخص لم يتمكنوا من التأكد على نحو دقيق مما إذا كانوا مصابين بالفيروس.

وقالت السفارة الإسبانية في الصين، عبر صفحتها بموقع "تويتر" إن الشركة الموردة، واسمها شنجن بيوإيزي، لا تملك رخصة رسمية من السلطات الطبية الصينية لبيع منتجاتها. وأوضحت أن مستلزمات وأدوات أخرى تبرعت بها الحكومة الصينية ومجموعة "علي بابا" لبيع التجزئة لم تتضمن منتجات من شركة شنجن بيوإيزي. كما أعلنت تركيا أنها وجدت أن بعض معدات الاختبار التي طلبتها من شركات صينية لم تكن دقيقة على نحو كاف، رغم أن نحو 350 ألفا منها عملت على نحو جيد.

وقالت إسبانيا إن 60 ألف مجموعة اختبار لفيروس كورونا أنتجتها شركة صينية لم تكن قادرة على تحديد ما إذا كان المرضى مصابون في حين أن تركيا لديها شكاوى مماثلة بشأن جزء من الاختبارات التي طلبتها. من جانبه، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، عن استيائه، محذرًا مما وصفه بالمكون الجغرافي السياسي أو سياسة السخاء.

وأضاف أن الصين تبعث برسالة مفادها أنها شريك مسؤول وموثوق، على الرغم من حث الأوروبيين على الدفاع عن أوروبا ضد منتقديها. وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى الانتقادات التي وجهها الحزب الشيوعي الصيني، إلى الرئيس دونالد ترامب، بعد وصفه للوباء بـ"الفيروس الصيني" وزعم الحزب في رده على ترامب، أن البيت الأبيض يسعى إلى تشجيع العنصريين والقوميين في الولايات المتحدة بينما يتجاهل اللوم على ما أصبح أسوأ تفشي في العالم.

ويقول جاك ديليسل أستاذ الحقوق في جامعة بنسلفانيا وخبير في القانون والسياسة الصينية، لمجلة "نيوزويك" أن جائحة الفيروس التاجي هو فرصة تحولت إلى أزمة بالنسبة لبكين ، على الرغم من أنه لاحظ أن الدبلوماسية المتقطعة وفشل المعدات تظهر أن البلد ليس حتى الآن جاهزة للقيادة العالمية.

وتابع ديليسل، أن وضع الصين الحالي سمح لإظهار نقاط قوتها، وكشف ضعف الولايات المتحدة في مجاراتها سواء على مستوى السيطرة على سرعة تفشي الوباء أو تقديم المساعدات إلى الدول الأخرى. وأضاف، إن فشل الولايات المتحدة، يسمح للصين أن تبدو كقوة عالمية كبرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان