صحف بريطانية: "لا مناعة من الوباء، كورونا يعاود إصابة البشر بعد الشفاء"
لندن (بي بي سي)
واصلت الصحف البريطانية، بنسختيها الورقية والرقمية، متابعة وباء كورونا وآثاره، فتناولت أسباب إصابة المتعافين من الوباء مرة ثانية، وتحذير منظمة الصحة العالمية من الرفع الكامل للقيود المفروضة لمواجهة الوباء.
ونبدأ من ديلي تلغراف التي نشرت تقريرا لمراسلتها روزينا سابور بعنوان "وباء كورونا يصيب المتعافين منه مرة أخرى ليبدد الآمال بوجود مناعة".
وتقول سابور إن التقارير الطبية الواردة من كوريا الجنوبية توضح إصابة أعداد من المرضى الذين شفوا من وباء كورونا في السابق مشيرة إلى أنها شخصت 91 حالة لمواطنين أصيبوا بالفيروس للمرة الثانية بعدما تعافوا منه في السابق، وهو ما يلقي الكثير من علامات الاستفهام حول فهم العلماء لطبيعة الفيروس الجديد وطريقة تفاعله مع الخلايا البشرية.
وتشير سابور إلى أن هذا الأمر يلقي بظلال ثقيلة على المجتمع الدولي حيث تظن أكثر الدول أن شعوبها ستتمكن من تكوين مناعة ذاتية للفيروس بعد فترة قليلة من انتشاره بما يمنع عودة تفشيه مجددا، وهو الأمر الذي يتضح الآن أنه غير حقيقي.
وتقول سابور إن التقارير الكورية الجديدة تثير المخاوف من أن الفيروس يكون ناشطا داخل أجساد المرضى بعد إعلان شفائهم مشيرة إلى أن وزارة الصحة الكورية أرسلت فريقا طبيا متخصصا من مركز مكافحة الأوبئة إلى مدينة دايغو الأكثر تأثرا بالوباء في البلاد للتحقيق في أسباب إصابة عشرات الأشخاص بالفيروس بعد شفائهم.
وتضيف سابور أن التقارير الكورية تكشف أن أغلب الحالات التي تتعرض للإصابة الثانية لايعانون أي أعراض بينما تظهر بعض الأعراض على حالات أخرى ما يجعل من الصعب تحديد نمط معين للمصابين في ظل انتظار نتائج نهائية للتحقيق الصحي في مدينة دايغو الأسبوع المقبل.
وينقل التقرير عن جيونغ أون كيونغ مدير مركز مكافحة الأوبئة في كوريا الجنوبية ترجيحه فرضية أن الفيروس يعاود نشاطه مرة أخرى في بعض المصابين بعدما انتهت أعراض الإصابة وظن الأطباء أنهم تعافوا بينما لا يرجح فرضية تعرض هؤلاء للإصابة مرة ثانية.
ويشير التقرير إلى فرضيات أخرى لبعض الخبراء لتفسير الظاهرة حيث يرى بعضهم أن "هناك إمكانية فساد أدوات التحليل مما يؤدي لأخطاء في النتائج بينما يرى آخرون أن بقايا الفيروس قد تبقى في أجساد المرضى المتعافين دون أن تشكل خطرا عليهم لكن الخطر يبقى في أنهم يستطيعون نقل العدوى لآخرين".
ويوضح التقرير أن كوريا الجنوبية كان يُنظر إليها على أنها قصة نجاح في مواجهة الوباء حيث تعافى 7 آلاف مصاب بالفيروس في فترة وجيزة بعدما كانت في فترة ما أكبر بؤرة للوباء خارج الصين.
ويضيف أن المخاوف في كوريا الجنوبية تتزايد من موجة جديدة للوباء بسبب الإصابات الثانية ناقلا عن المتحدث باسم وزارة الصحة قوله "عادة ما يعتبر الشخص قد شُفي من الإصابة بالوباء إذا أظهرت التحاليل خلوه من الفيروس مرتين خلال 24 ساعة لكن ما يحدث حاليا يكشف وجود الفيروس في أجساد المتعافين مرة أخرى خلال فترة أطول قليلا ما يعني إمكانية وجوده لمدة أطول مما نتصور".
"لا ترفعوا القيود"
الغارديان نشرت تقريرا لكل من بيتر بومونت في لندن وسام جونز في مدريد بعنوان "منظمة الصحة العالمية تحذر من عودة قاتلة للفيروس لو رفعت القيود مبكرا".
يقول التقرير إن التحذير جاء في الوقت الذي تخطت فيه أعداد المصابين على مستوى العالم مليون و600 ألف حالة بينما ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 100 ألف شخص وهو ما دفع الخبراء إلى التحذير من التعجل برفع القيود في بعض الدول.
ويشير التقرير إلى تحذير أحد أكبر الخبراء الصحيين الأمريكيين أنتوني فوتشي من التعجل برفع إجراءات إغلاق البلاد وهو ما أشعل خلافا كبيرا بينه وبين الرئيس دونالد ترامب المتعجل لرفع كل القيود وعودة دوران عجلة الاقتصاد.
ويوضح التقرير أن وسائل إعلام أمريكية تشير إلى رغبة ترامب في رفع كل القيود الشهر المقبل رغم التحذيرات المتكررة من الخبراء بأن وباء كورونا لم يقترب حتى من نهايته. وهو ما عبرت عنه رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي قائلة لترامب " لايمكنك فعل هذا، فسوف تصبح الأوضاع أسوأ بكثير".
ويضيف التقرير أن وزير الخارجية الألماني هيكو ماس انتقد ترامب ووجه له اللوم بسبب إدارته للأزمة معتبرا أن استجابة الإدارة الأمريكية كانت بطيئة. حيث قارن في حوار مع صحيفة دير شبيغل بين "أسلوب الدولة السلطوية في مواجهة الوباء كما حدث في الصين، وأسلوب الإدارة الأمريكية الذي يعتمد على التقليل من المخاطر على المدى الطويل".
ويوضح التقرير أن ماس أكد في حواره أن الطريقتين السابقتين لا تصلحان نموذجا تحتذي به أوروبا حيث أنهما يقعان على طرفي النقيض سواء بالتشدد السلطوي أو التساهل المفرط.
ويضيف التقرير أن مسؤولا ألمانيا اتهم الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بممارسة القرصنة ومحاولة الاستيلاء على شحنات طبية عاجلة بينما أعرب ماس عن أمله في أن تعيد واشنطن التفكير في أسلوب تصرفها مع باقي الدول في وقت الأزمات.
فيديو قد يعجبك: