إعلان

"أمريكا تصاب بعدوى الديكتاتورية".. هل يستغل ترامب أزمة كورونا لصالحه؟

11:05 م الإثنين 13 أبريل 2020

فيروس كورونا

كتب - محمد عطايا:

مع تفشي وباء كورونا بوتيرة سريعة، أعلنت حكومات دول العالم فرض حالة الطوارئ، وهو ما يعني إعطاء المزيد من الصلاحيات في يد الحكومة، ما قد يجعل الأمر خطرًا على ديمقراطية أمريكا تحت حكم الرئيس دونالد ترامب، وذلك وفقًا لأستاذ السياسية الأمريكي ستيفن والت.

انتقل الفيروس المستجد من الصين إلى دول أوروبية وأسيوية، ووصل إلى الولايات المتحدة، التي أصبحت تسجل أعلى معدل وفيات وإصابات بكورونا في العالم في أقل من 3 شهور من انتقال الفيروس.

وأعلن الرئيس ترامب حالة الطوارئ الوطنية للتصدي للفيروس المستجد، وهو ما رآه أستاذ العلوم السياسية الأمريكي، في مقاله بمجلة "فورين بوليسي" فرصة لفرض ترامب سطوته وديكتاتوريته على الشعب.

وأكد في مقاله تحت عنوان "الولايات المتحدة تصاب بعدوى الديكتاتورية"، أن ترامب لطالما كان مولعًا بالزعماء الفاشيين وقدرتهم على التحكم في مجريات الأمور بصورة مطلقة.

أعرب الأمريكيون عن تأييدهم للإجراءات التي اتخذها ترامب مؤخرًا للتصدي لفيروس كورونا، إلا أن ذلك التأييد -وفقًا لوالت- لم يكن ذا نسبة مرتفعة مثل تلك التي حظي بها زعماء آخرين حول العالم.

برع ترامب في إلقاء خطب في البداية حول أزمة وباء كورونا، إلا أنه بحسب أستاذ السياسية الأمريكي، مارس نوعًا من الخدع والأكاذيب بشأن أعداد الإصابات بالفيروس وإخفاء ارتفاع عدد الوفيات، والاقتصاد المتدهور، وساعده في ذلك قناة "فوكس نيوز"، وصحيفة "وول ستريت جورنال".

دلل والت على فكرة تنامي جذور الديكتاتورية داخل ترامب، بأن الأخير لا يلتزم بالمبادئ الأساسية للديمقراطية والفكرة الكاملة للضوابط والتوازنات ضعيفة للغاية أو غير موجودة.

وأشار إلى أن مسيرته المهنية مليئة بالقضايا القانونية، ما يؤكد أنه لا ينظر إلى القانون كجهة رقابية على السلطة التعسفية أو مكونًا أساسيًا في المجتمع الليبرالي، بل باعتباره ضربًا يمكن استخدامه ضد أعداء المرء.

كان آخر تلك القضايا، محاولته استخدام مساعدة أوكرانيا بابتزاز الأخيرة للضغط على خصمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما اعتبره -والت- تدميرًا لأسس الديمقراطية والمنافسة النزيهة والشريفة.

اتجاه ترامب نحو الديكتاتورية تمثل أيضًا -وفقًا لوالت- في إقصاء كل من يخالفه الرأي تقريبًا في الإدارة والحكومة الأمريكية، فضلًا عن طرد المفتشين العامين المستقلين، واستبدالهم بالموالين، نظرًا لأنه يرى أنهم يمثلون خطرًا عليه وليس لأنهم جهة رقابية.

كيف استغل أزمة كورونا؟

يقول أستاذ العلوم السياسية الأمريكي، إنه بدلًا من أن ينتظر الجمهوريين لفترة قصيرة لتنسيق الأوضاع في الولاية وإجراء الانتخابات التمهيدية الرئاسية من خلال البريد، أصرّ الجمهوريون على إجراء الانتخابات في موعدها.

وأضاف أن الجمهوريين لم ينتظروا قليلًا لتقليل المخاطر الصحية للتصويت والتأكد من تسجيل التفضيلات الحقيقية للمواطنين بدقة، ولكن أصروا على إجراء الانتخابات رُغم الإغلاق على مستوى الولاية.

وألغت المحكمة العليا الموالية لترامب قرار محكمة أدنى كان سيؤخر الانتخابات لبضعة أسابيع للسماح بإجراء أكثر دقة وشرعية.

ويُعارض ترامب التصويت عبر البريد لسبب واحد بسيط، إنه يؤدي -وفقًا لوالت- إلى إقبال أكبر، ويميل المزيد من الناس إلى تفضيل الحزب الديمقراطي، وبالتالي لن يصب في صالحه.

واعترف ترامب بهذا في إحدى مؤتمراته، مؤكدًا أنه إذا تم اعتماد مقترحات للتصويت المبكر والتصويت عبر البريد الإلكتروني "فلن يكون لديك جمهوريًا منتخبًا في هذا البلد مرة أخرى".

وأضاف أستاذ العلوم السياسية الأمريكي، أن ترامب يعمل جاهدًا على قمع الناخبين، وهو ما يعد مدمرًا لأسس الديمقراطية، إلا أن الأمر أصبح محورًا لتصرفات الحزب الجمهوري، التي تحولت نظرته إلى الانتخابات الديمقراطية واضحة "يجب على السياسيين اختيار الناخبين، وليس العكس".

وقال والت، إن كل هذا يحدث في خضم ربما أكبر حالة طوارئ وطنية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث ستفوق الخسائر البشرية في الولايات المتحدة تلك الناتجة عن الحروب الكورية أو فيتنام وقد يتجاوز الضرر الاقتصادي خسائر الكساد الكبير.

وأضاف أنه دائمًا ما تمارس الحكومات سيطرة أكبر في مثل هذه الظروف، وستعطي سلطة الحكومة المتزايدة لترامب والجمهوريين فرصًا كبيرة لإمالة النتائج الانتخابية لصالحهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان