لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سيناريوهات جديدة.. هل نشأ فيروس كورونا في سوق ووهان؟

11:22 م الإثنين 13 أبريل 2020

سوق ووهان

كتب - محمد صفوت:

تبدو القصة الثابتة في أذهان الناس حتى الآن حول فيروس كورونا المستجد، أنه بدأ من سوق للمأكولات البحرية في المدينة الصينية التي تُعد بؤرة الوباء، لكن جزء من تاريخه لا زال طور التشكيل، لمعرفة القصة الحقيقية.

وفقًا لآخر إحصاء لجامعة هوبكنز الأمريكية، أصاب الوباء أكثر من 1.9 مليون شخصًا حول العالم، وقتل ما يقرب من 118 ألف.

تقول صحيفة "جارديان" البريطانية، إن صور حيوان البنجول -آكل النمل الحرشفي- وصلت إلى نشرات الأخبار، ما يشير إلى أنه نقطة انطلاق الفيروس قبل انتقاله إلى البشر.

يسعى العلماء، لكشف غموض قصة أصل الوباء الجديد، ومنها أنواع الحيوانات التي نقلته إلى الإنسان، لأن معرفة القصة الحقيقية، من أحد مفاتيح وقف الوباء.

"السبب الأكثر ترجيحًا أن الوباء جاء من الخفافيش" بهذه الكلمات عبر البروفيسور ستيفن تورنر رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة بجامعة موناش في ملبورن، عن وجهة نظره للصحيفة البريطانية.

واستطرد قائلاً: "إن هذا السيناريو هو المؤكد حتى اليوم".

ولا يعتقد تورنر، بفرضية أن الفيروس ظهر في سوق ووهان من تفاعل بين الحيوان والإنسان، قاطعة حتى الآن.

ويرى أن جزء من المشكلة هو أن المعلومات تفوق ما تأتي به مراقبة الوباء، متابعًا: "هذه الفيروسات تنتشر طوال الوقت بين الحيوانات".

وتابع، أن إصابة نمر بحديقة حيوان في نيويورك، تكشف أن كورونا المستجد ينتقل بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية، مضيفًا: "فهم مدى اتساع الوباء وانتقاله بين الحيوانات أمرًا مهمًا، يساعد في تضييق نطاق البحث عن مصدره".

حيوان متهم بنقل الوباء

يعتقد العلماء، أن وباء "كوفيد-19" بدأ من الخفافيش عبر حيوان وسيط، كما حدث في سارس، الذي تفشى في 2002؛ إذ انتقل من خفافيش حدوة الحصان، إلى الزباد يشبه القطط، قبل إصابة البشر.

وبحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، فإن البنجول، هو الوسيط بين الخفافيش والبشر لنقل الوباء، فهو أكثر الحيوانات تداولاً بشكل غير قانوني في العالم، لمزاعم خصائصه الطبية.

وتقول مجلة "Nature" إن البندول لم يكن مسجلاً بقائمة الحيوانات التي تباع في ووهان، رغم أن إغفاله قد يكون متعمدًا، لأن بيعه غير قانوني.

ويرى تورنر، أنه ليس واضحًا بعد ما إذا كان البنجول هو الوسيط، أم أنه نقل الفيروس وتطور في البشر.

وفيما يقول إدوارد هولمز، أحد القائمين على الدراسة المنشورة بالمجلة التي فحصت الأصول المحتملة للفيروس بدراسة سلسلته الوراثية، إن الأنواع الوسيطة لنقل الوباء لا تزال غير مؤكدة بعد.

أحد الدراسات التي ألقت "جارديان" الضوء عليها، ركزت على خاصية الفيروس التي تطورت لتمكنها من الالتصاق بالخلايا البشرية، وجدت أن البنجول والقطط والماشية والماعز والأغنام والحمام والجاموس، لديهم تلك الخاصية.

وكشفت الدراسة التي شارك بها هولمز، عن أن سيناريو تفاعل البشر مع حيوان يحمل الفيروس في سوق ووهان الصيني، هو سيناريو واحد فقط من عدة سيناريوهات لأصل الوباء الجديد.

سيناريو آخر

ووجدت دراسة أخرى، أن هناك سيناريوهات أخرى محتملة من انتقال الفيروس إلى البشر وسرعان ما تطورت وانتقلت من شخص لآخر، مستندة إلى أن العينات المأخوذه من الفيروس من البنجول لا تحوي نفس سلسلة الأحماض الأمينية التي رصدت في الوباء المنتشر بين البشر حاليًا.

تشكيك في القصة المعروفة

ونقلت "جارديان" عن المجلة الطبية "لانسيت" قولها، إن تحليل أول 41 مصابًا بكورونا المستجد، كشف أن 27 منهم تعرضوا بشكل مباشر لسوق ووهان، لكنه ذكر أن أول مصاب لم يذهب للسوق، ما جعله سببًا آخر للتشكك في القصة المعروفة.

في هذا الصدد، علق عالم المناعة في جامعة أيوا ستانلي بيرلمان، قائلاً: "إنه لا يمكن استبعاد القصة الرابطة بين الفيروس وسوق ووهان، لكنها افتراضية تبدو أقل ترجيحًا" موضحًا أن العلماء وجدوا المادة الوراثية لكورونا المستجد في سوق ووهان.

ويؤمن عالم المناعة، بوجود حيوان وسيط نقل الوباء إلى البشر، لكنه لم يثبت بعد أن البنجول هو الوسيط الرئيسي، لكنه أحد الاحتمالات.

وشكك بيرلمان، في حدوث تطور للفيروس بالحيوان الوسيط، حيث لم تحدث تطورات كبيرة بالفيروس منذ ظهوره، ما يشير إلى تكيف الوباء الجديد مع البشر.

فيما ترى، خبيرة المناعة في هيئة البحوث الأسترالية، ميشيل بيكر، أن بعض السيناريوهات والاحتمالات حول مصدر كورونا المستجد، وارتباطها بسوق ووهان أتت مما كان نعرفه بالماضي، مؤكدة أن مصدر الفيروس لم يعرف بعد.

وتقول إن السيناريو الأكثر تريجيحًا أنه جاء من الخفافيش، لكن لا يمكن الجزم به، ولا يمكننا إلا التكهن بمصدر الوباء الجديد.

وتضيف، أن مثل هذه الأسواق تمثل بيئة خصبة للتفاعلات بين الكائنات الحية المختلفة، ما يجعلها خطرة فرصة لإنهائها تمامًا.

واختتمت الصحيفة البريطانية، تقريرها بقول تيرنر، إن معرفة أكبر قدر من المعلومات حول فيروسات كورونا في الكائنات الحية المختلفة، يعطينا فكرة عن تطوره وكيف انتقل إلى البشر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان