العالم ينتظر.. هل حققت شركة جيلياد المعجرة وأنتجت علاجا لمرضى كوفيد-19؟
كتب - سامي مجدي:
يسابق العلماء الزمن من أجل التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، ولا ينشغل العالم الآن بشيء أكثر من البحث عن ذلك السؤال: هل نجحوا في مهمتهم؟
وعلى مدار الساعة تتواتر أنباء هناك وهناك عن مصل جديد، وعلاج فعال يشفي من ذلك المرض الذي أصاب أكثر من مليونين و250 ألف شخص حول العالم وأودى بحياة أكثر من 154 ألف اخرين.
خلال اليومين الماضيين ظهرت بعض البشارات القادمة من مستشفى بمدينة شيكاغو الأمريكية: حالات شفاء سريعة لمرضى كوفيد-19 في حالات حرجة.
هؤلاء خضعوا لتجارب سريرية يراقبها العلماء عن كثب على دواء جديد تنتجه شركة جيلياد الأمريكية. خرج جميع المرضى تقريبا في مدة أقل من أسبوع، بحسب موقع (STAT) المتخصص في العلوم الطبية.
والدواء الجديد، ريمديسيفير، الذي يخضع لتجارب سريرية، هو أحد الأدوية التي حددها العلماء عن أنها قادرة على التعامل مع كوفيد-19، وهو المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد. وينتظر العالم بأسره على أحر من الجمر نتائج تلك التجارب السريرية التي تجريها جلياد وبعض شركات الأدوية العالمية الأخرى لإنتاج علاج ذلك الفيروس الفتاك.
وقد زاد الاهتمام بقوة بعقار جيلياد التجريبي. أظهر تحليل نُشر في دورية نيو إنجلاند الطبية الأسبوع الماضي أن نسبة الثلثين من مجموعة صغيرة من المرضى المصابين بحالات حادة من كوفيد-19 شهدوا تحسنا في حالتهم بعد علاجهم بعقار ريمديسيفير.
ومن المرجح أن تؤدي النتائج الإيجابية إلى موافقات سريعة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالات تنظيمية أخرى. إذا كانت آمنة وفعالة، يمكن أن تصبح أول علاج معتمد ضد المرض، بحسب الموقع.
اعتمدت جامعة شيكاغو للطب على 125 شخصا يعانون من كوفيد-19 في تجربتي جلياد في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. من بين هؤلاء الأشخاص، يعاني 113 من مرض شديد. تم علاج جميع المرضى عن طريق الحقن اليومي بريمديسيفير.
وقالت الدكتورة كاثلين مولان ، أخصائية الأمراض المعدية في جامعة شيكاغو، التي تشرف على دراسات الدواء في المستشفى، "إن أفضل الأخبار هي أن معظم مرضانا قد خرجوا بالفعل، وهو أمر رائع. لدينا فقط مريضان توفيا".
جاءت تصريحاتها الأسبوع الماضي خلال مناقشة بالفيديو حول نتائج التجربة مع أعضاء هيئة التدريس الآخرين بجامعة شيكاغو.
لا تقدم النتائج سوى لقطة سريعة لفعالية دواء ريمديسيفير. يتم إجراء نفس التجارب في وقت واحد في مؤسسات أخرى. ولم يتم تحديد النتائج الكاملة بعد. ولم تنشر جيلياد أي دراسات أخرى على الدواء.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشاد الشهر الماضي بإمكانية ريمديسيفير - كما فعل مع العديد من الأدوية الأخرى التي لم تثبت فعاليتها بعد. وقال ترامب: "يبدو أن له نتائج جيدة للغاية".
وقال الشركة في بيان يوم الخميس: "ما يمكننا قوله في هذه المرحلة هو أننا نتطلع إلى توفر البيانات من الدراسات الجارية".
وكانت جيلياد قد قالت إنها تتوقع الحصول على نتائج لتجاربها على الحالات الخطرة في أبريل. وقالت مولان خلال عرضها إن البيانات الخاصة بأول 400 مريض في الدراسة "ستنتهي منها" الشركة يوم الخميس، مما يعني أن النتائج يمكن أن تظهر في أي وقت قريبا.
وبينما كانت النتائج مشجعة لمولان، إلا أن أخصائية الأمراض المعدية في جامعة شيكاغو أعربت عن ترددها في استخلاص استنتاجات في الوقت الراهن.
قالت: "الأمر صعب دائمًا"، لأن التجارب على المرضى في حالات خطرة لا تشتمل على مجموعة علاج وهمي للمقارنة. قالت: "لكن بالتأكيد عندما نبدأ (الدواء)، نرى منحنيات الحمى تنخفض. الحمى ليست الآن شرطًا ليخضع الناس لتجربة الدواء، فنحن نرى أنه يأتي المرضى بحمى شديدة، تنخفض (تلك الحمى) بسرعة كبيرة. لقد رأينا الناس يخرجون من أجهزة التنفس بعد يوم واحد من بدء العلاج. لذا، في هذا المجال، كان مرضانا بشكل عام في حالة جيدة جدا."
وأضافت: "معظم مرضانا في حالة حرجة ومعظمهم يغادرون في ستة أيام.. هذا يوضح أن مدة العلاج لا يجب أن تكون 10 أيام. لدينا عدد قليل جدًا (من المرضى) استغرق علاجهم عشرة أيام ، وربما ثلاثة (مرضى)".
قالت جامعة شيكاغو للطب في بيان "إن التوصل إلى أي استنتاجات في هذه المرحلة سابق لأوانه وغير سليم من الناحية العلمية".
وعندما سئلت عن البيانات وصف إريك توبول، مدير معهد سكريبس لأبحاث الأمراض المعدية، بأنها "مشجعة".
وقال إن "المرضى الذين يعانون من إصابات شديدة معرضون لخطر الوفاة. لذلك إذا كان صحيحًا أن العديد من 113 مريضًا كانوا في هذه الفئة وخرجوا من تلك المحنة، فهذه إشارة إيجابية أخرى على أن الدواء له فعالية، "مضيفًا أنه سيكون من المهم رؤية المزيد من البيانات من دراسات عشوائية.
ضمت الدراسة التي قامت بها جيلياد على مرضى كوفيد-19 في حالات خطرة، 2400 شخصا من 152 مركزا مختلفا لاجراء التجارب السريرية حول العالم. أما الدراسة على من يعانون من أعراض خفيفة بضمت 1600 شخصا من 169 مركزا مختلفا، أيضا حول العالم.
تحقق التجربة في دورات علاجية لمدة 5 و10 أيام بدواء ريمديسيفير. والهدف الرئيس من ذلك هو عمل مقارنة حول تسحن المريض في الحالتيم. وقياس ذلك التحسن يتم عبر مقياس رقمي من سبع نقاط يشمل الوفاة (في أسوأ الأحوال) والخروج من المستشفى (أفضل نتيجة)، مع درجات مختلفة من الأكسجين التكميلي، ووضع المريض على جهاز التنفس الصناعي.
أشار الموقع الأمريكي إلى أن عدم وجود ذراع للتحكم في تلك التجارب من شأنه أن يجعل تفسير النتائج أكثر صعوبة.
أدى نقص البيانات إلى أن تكون التوقعات صعودا وهبوطا بالنسبة للدواء. هناك دراستان في الصين تم تعليق التسجيل فيهما جزئياً لأنه لم يكن هناك ما يكفي من المرضى. أظهر تقرير حديث عن مرضى في حالات خطرة تم حقنهم الدواء حالة من الإثارة والشكوك في آن معا.
من الناحية العلمية، تعتبر جميع البيانات عبارة عن تقارير قصيية حتى تخرج النتائج بالكامل، مما يعني أنه لا ينبغي استخدامها لاستخلاص النتائج النهائية. لكن بعض تلك التقارير درامية.
كان سلاومير ميتشالاك، وهو عامل مصنع يبلغ من العمر 57 عامًا من ضاحية غرب شيكاغو، من بين المشاركين في دراسة مستشفى شيكاغو. بدأت إحدى بناته تشعر بالمرض في أواخر مارس وتم تشخيص حالتها في وقت لاحق على أنها مصابة بمرض كوفيد-19، وفي حالة معتدلة. على النقيض من ذلك، أصيب ميشالاك بحمى شديدة وأفاد بوجود ضيق في التنفس وألم شديد في ظهره.
قال للموقع: "شعرت بأن هناك من يلكمني في الرئتين."
بعد إلحاح من زوجته، ذهب الرجل إلى مستشفى جامعة شيكاغو للطب يوم الجمعة 3 أبريل. وارتفعت درجة حرارته بشدة، وكان يكافح من أجل التنفس. في المستشفى، تم إعطاؤه الأكسجين الإضافي. كما وافق على المشاركة في تجربة شركة جيلياد للمرضى في حالة خطرة.
كانت أول جرعة له يوم السبت، 4 أبريل، قال: "انخفضت الحمى على الفور تقريبًا وبدأت أشعر بتحسن".
وبجرعته الثانية يوم الأحد، قال ميتشالاك إنه لم يعد يحتاج الأكسجين الإضافي. حصل على جرعتين إضافيتين خلال يومين من دواء ريمديسيفير، وتعافى بشكل سمح له بالخروج من المستشفى يوم الثلاثاء، 7 أبريل.
قال "كان ريمديسيفير معجزة".
هذا، وينتظر العالم لمعرفة ما إذا كان الأمر كذلك بالفعل.
فيديو قد يعجبك: