"تلوث في المُختبر".. تحقيق جديد لـ"واشنطن بوست" عن "أجهزة كورونا"
كتب - محمد صفوت:
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تحقيق لها، عن سبب تأخر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في إنتاج وتوزيع أجهزة فحص كورونا، وأرجعت السبب إلى تلوث حدث في المختبرات التابعة للصحة الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، التي استندت في تحقيقها إلى عددًا من العلماء والخبراء والمصادر التي وصفتها بالمطلعة، فإن منشآت مراكز مكافحة الأمراض، انتهكت ممارسات التصنيع السليمة ما أدى إلى تلوث أحد مكونات الاختبار الثلاثة المستخدمة في عملية الكشف.
ويقول علماء، إن الإجراءات المتعبة تعرض الاختبارات للخطر.
وأكدت الصحيفة أن مسؤولو إدارة الغذاء والدواء خلصوا إلى أن مركز السيطرة على الأمراض انتهك المعايير الخاصة بالمختبرات وعرضت الأجهزة للتلوث.
وكشفت أن المشكلة تسببت في تأخير توزيع الأجهزة على مستوى البلاد، وأن هناك تحقيقًا في إدارة الصحة والخدمات الإنسانية حول الأزمة.
فيما رفض مركز السيطرة على الأمراض، السماح بإجراء المقابلات مع المشاركين في تصميم الاختبار أو التصنيع، لكنه صرح في بيان، أن التأخير ربما يعود لمشكلة في التصميم أو التصنيع، أو تلوث محتمل.
ودافع بنيامين هانيز المتحدث باسم المركز، عن التأخير قائلاً: "إن المشاكل السابقة التي حدثت تم حلها في النهاية".
تقول واشنطن بوست، إن أوجه القصور لوحظت في نهاية يناير، بعد إرسال المركز دفعة أولية إلى 26 مختبرًا للصحة العامة، وكشفت قصورًا في التجارب الأولية للاختبارات.
ويقول أحد العلماء، إن أحد المكونات للاختبار تلوث ما أدى إلى فشلها في النهاية، وذلك بعد إجراء أحد الاختبارات الضرورية من خلال الكشف عن عينة مياه نقية للتأكد من سلامة الاختبار.
ويضيف: "خلاصة القول إنه إذا كانت العينة سليمة والنتيجة إيجابية، فإن المؤكد حدوث تلوث ولا يوجد تفسير آخر".
ويعلق خبراء، قائلين، إن الاختبارات ملوثة قبل شحنها إلى مختبرات الصحة المتفرقة في أنحاء الولايات.
تأخير توصيل أجهزة الكشف، أعاق الجهود الأمريكية المبذولة للسيطرة على تفشي وباء كورونا، حيث أن الاختبار التشخيصي لوباء ليس له علاج بعد أمرًا ضروريًا.
وبحسب إدارة الغذاء والدواء، فإن معايير السلامة في التصنيع تسببت في التلوث لأجهزة الاختبارات، وقالت إن مراكز السيطرة على الأمراض صنعت اختبارًا لا يتفق مع بروتوكولها.
رفضت الإدارة، توضيح النتائج التي توصلت إليها، لكن مطلعون على النتائج، أكدوا للصحيفة الأمريكية، أن المشكلة تنطوي على تلوث خلال التصنيع.
وأشارت إدارة الغذاء والدواء، إلى أن النتائج التي يخلص إليها الاختبار ربما يساهم في نشر الفيروس بشكل أكبر.
في نهاية فبراير، نصحت الوكالة التنظيمية، بعد زيارة مختبرات مراكز مكافحة الأمراض، في أتلانتا، بوقف التصنيع، فيما لجأت المراكز لأماكن أخرى لتصنيع المعدات المتبقية التي كانت تنوي صنعها لمختبرات الصحة العامة.
يعلق جيمس دوك، وهو مسؤول سابق بمراكز السيطرة على الأمراض، ومدير مختبر جالفستون الوطني في تكساس، قائلاً: "شعرت بالحزن والحرج بعد فشل الاختبارات، هي نقطة سوداء في تاريخ المركز، وتأثيرها ربما يدمر البلاد".
وفقًا للصحيفة، فإن مجموعة الاختبار تتضمن مكونين يركزان على جين الفيروس، لكن مركز مكافحة الأمراض، استحدث مكون ثالث، في مخالفة الاختبارات التي تتم تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، آملاً في التوصل إلى تحليل شامل للفيروسات التاجية.
يرى عددًا من العلماء والخبراء، أن المكون الثالث الإضافي لم يكن ضروريًا للكشف عن كورونا.
وأشارت الصحيفة، في تحقيقها، إلى تصريح مديرة المركز الوطني للتحصين من أمراض الجهاز التنفسي بالمركز، التي قالت فيها، إن اليابان وتايلاند استخدموا اختبارات للكشف عن الحمض النووي للفيروس، لكننا نسعى لتشخيص أكثر تحديدًا.
بعد 3 أيام من تصريحها، أعلنت الانتهاء من تطوير اختبار جديد وتجربته على مصاب في واشنطن، وبعد نجاحه في أول اختبار له، بدأ العمل على تصنيع مجموعة جديدة لإرسالها إلى مختبرات الصحة العامة الـ26 في مختلف الولايات.
ويقول أحد العلماء المشاركين في تصنيع الاختبار، إن المواد الكيميائية تلوثت بعد نجاح أول تجربة.
بحسب الصحيفة، فإن أول تلميح عام عن وجود مشكلة في الاختبار كان في مؤتمر صحفي في 12 فبراير الماضي، ذكر فيه أن هناك مشكلات غير محددة داخل مختبرات الصحة العامة، في وقت لم تكن المستشفيات قادرة على اختبارات فحص الفيروس الجديد.
وفي 3 مارس الماضي، ألمح المركز إلى حدوث تلوث محتمل، بعد ضغط من الصحفيين عن سبب المشكلة والتأخير.
وفي 11 مارس، عقدت جلسة استماع بالكونجرس، عن سبب فشل الاختبارات، وقالت رئيسة لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب، كارولين مالوني: "كانت اختبار إدارة ترامب للفيروس التاجي غير كافية إلى حد كبير" مضيفة: "إذا لم تختبر أشخاصًا، فليس لديك أدنى فكرة عن عدد المصابين.'
وخلال الجلسة وصف مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد سبب في فشل المجموعات، قائلاً: "العنصر الثالث للاختبار لم يؤد مهمته التي توقعناها" مرجعًا السبب إلى "تلوث محتمل، أو عامل بيولوجي غير محدد".
فيديو قد يعجبك: