لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انخفاض التوتر بين واشنطن وطهران في العراق.. ظروف أم رص صفوف؟

04:02 م الأحد 19 أبريل 2020

عراقي يقود دراجته قرب ملصق يحض الناس على اتخاذ الا

واشنطن/طهران- (أ ف ب):

يشهد العراق منذ أسابيع انخفاضاً في التوتر على أراضه بين حليفيه الأمريكي والإيراني، مع توقف للهجمات الصاروخية والغارات الثأرية، غير أن خبراء يحذرون من أن يكون هذا الهدوء لإعادة رص صفوف المعسكرين تحضيراً لجولة جديدة من المواجهات.

عندما قتل جنديان أميركيان وبريطانية بهجوم صاروخي في منتصف مارس، وضعت وزارة الدفاع الأميركية تصوراً لرد الفعل الأمريكي المحتمل الأكثر تدميراً ضد الفصائل العراقية المسلحة.

وقال فيليب سميث من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه "حتى لو لم يكن هناك إطلاق للصواريخ، فإن الإيرانيين يعيدون تنظيم صفوفهم".

وأضاف أن "القوات الأمريكية في الوقت الحالي، تأخذ التهديدات على محمل الجد".

بدأت وزارة الدفاع الأميركية الشهر الماضي، وضع خطة شاملة ترمي إلى تنفيذ ضربات ضد أكثر من مئة موقع بتوقيت متزامن ضد فصائل مسلحة عراقية، وخصوصاً كتائب حزب الله، الفصيل الذي تتهمه واشنطن بشن الهجوم الأكثر دموية ضد جنود غربيين خلال سنوات في العراق.

وقال مسؤول عراقي كبير لوكالة فرانس برس نهاية مارس إن "الأميركيين قالوا لنا إنهم سيضربون في وقت متزامن 122 هدفاً في العراق إذا ما قتل المزيد من مواطنيهم".

ويعمل فصيل كتائب حزب الله في العراق تحت مظلة الحشد الشعبي، الذي تم دمجه بالقوات الحكومية، ويعمل بأجندة إيرانية خارج البلاد.

تحالف بوجه آخر

لكن ضرب تلك الأهداف الكثيرة في دولة تواصل اتهام واشنطن بانتهاك سيادتها، وصوت نوابها على إنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد، قد يكون له عواقب وخيمة، بحسب ما يقول حتى القائد الأمريكي للتحالف الدولي ضد الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأبدى الجنرال بات وايت عن خشيته من أن تخرج الأمور عن السيطرة، عندما أعرب في برقية للقيادة المركزية الأميركية في آذار/مارس عن "مخاوف" من أن الجماعات المستهدفة سترد وتعرض الآلاف من قوات التحالف إلى خطر "جدي"، بحسب ما علمت فرانس برس من مسؤول عسكري أميركي اطلع على مذكرة وايت.

وأكد دبلوماسيان من بلدين عضوين في التحالف الدولي لفرانس برس أن الأعضاء الآخرين في التحالف أعربوا عن مخاوفهم من أن تؤدي الهجمات الأمريكية إلى نتائج عكسية.

لكن مع تفشي جائحة كوفيد-19، تغيّر شكل التحالف أصلاً.

وغادر العراق 2500 مدرب عسكري من مختلف الجنسيات ضمن التحالف الدولي، من دون أجل للعودة، فيما تجمع الجنود الباقون، وغالبيتهم من الأمريكيين، في عدد محدود من القواعد، اثنتان منها محميتان الآن بمنظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي التي نشرتها واشنطن مؤخراً.

وقال أحد الدبلوماسيين الاثنين إن "التحالف كما نعرفه، لم يعد قائماً".

لكن رغم مغادرة الجنود، كان الموالون لطهران يبعثون رسائل متناقضة.

فقد تعهدت كتائب حزب الله بأنه "لا قتل لهذه القوّات إذا استمرّ انسحابها بعنوان مغادرة العراق مغادرة كاملة". لكن بعيد ذلك، اتهم رئيس تكتل نواب الحشد الشعبي الولايات المتحدة بأنها "غير جادة" وأنها تعمل "لإعادة الانتشار لأسباب تكتيكية، من أجل حماية جنودها".

في الوقت نفسه، ظهرت جهات فاعلة جديدة يلفها الغموض، والتي يراها دبلوماسيون وخبراء وضباط أنها مجرد مجموعات وهمية صورية لأنصار إيران في العراق.

فقد تبنت جماعة تطلق على نفسها اسم "عصبة الثائرين"، هجمات صاروخية، ونشرت صوراً التقطت بطائرة مسيّرة لمواقع حساسة في السفارة الأمريكية ببغداد، وقاعدة عين الأسد في غرب البلاد، رغم حظر الطيران.

كما دعا فصيل آخر يطلق على نفسه اسم "فصائل المقاومة الإسلامية العراق-قبضة الهدى"، إلى اغتيال السفيرين الأمريكي والبريطاني في حال لم يغادرا البلاد.

"معنا أم ضدنا؟"

أشار سميث إلى أن الإيرانيين "يمكنهم إشعال الفتيل بمجرد أن تكون الظروف أكثر ملاءمة لهم" بعد الضربة القاسية باغتيال واشنطن للجنرال قاسم سليماني، مهندس الإستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط.

وسترسل الولايات المتحدة، التي تراجعت علاقاتها ببغداد إلى أدنى مستوياتها منذ عملية الاغتيال، وفدا إلى العراق في يونيو المقبل، لإعادة التفاوض بشأن العلاقات العسكرية والاقتصادية بين البلدين.

وفي غضون ذلك، قد يشهد العراق ولادة حكومة جديدة، بعد خمسة أشهر من الشغور، مع تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، المعروف بمهاراته التفاوضية من واشنطن إلى طهران مروراً بالرياض وبيروت.

وقال مسؤول عراقي قريب من المحادثات "إنها علاقة على حد السيف، ولا يجب أن تكون كذلك".

لكن الباحث ريناد منصور من "تشاتام هاوس"، يعتبر أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على بغداد "لاختيار طرف، وهو أمر محفوف بالمخاطر. وكأنهم يقولون لهم هل أنتم معنا أم ضدنا؟".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان