لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يستغلون وباء كورونا.. اليمين المتطرف ينشر الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا

11:29 م الأحد 19 أبريل 2020

فيروس كورونا

كتب - محمد صفوت

يبدو أن فيروس كورونا المستجد، المنتشر في شتى بقاع العالم، لم يصب ما يزيد عن مليوني وربع المليون شخص وحسب، بل خلق فرصة للمتطرفين، لنشر أفكارهم وأيدولوجيتهم وبث الرعب والإرهاب، مستغلين الاضطرابات التي يشهدها العالم وشبكات التواصل الاجتماعي، وبقاء الناس في المنازل، فيما تعكف الحكومات على محاربة الوباء، يستغل المتطرفون الفرصة.

وحذرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في تقرير لها اليوم، من تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين، عبر الإنترنت، وسط مخاوف أن تزداد الأمور سوءا، في الفترة التي تسبق شهر رمضان.

وتقول المجلة الأمريكية، إن شرطة مكافحة الإرهاب في العالم، تعمل بجهد للتحقيق في جرائم كراهية وتغريدات نشرت لبث الرعب في صفوف المسلمين في الدول الغربية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وتصاعد نظرية المؤامرة حول فتح المسلمين للمساجد بالقوة وكسر الإغلاق المفروض في عدة دول.

وترى "نيوزويك" أن اليمين المتطرف، يستغل وباء كورونا المستجد، لدعم أيديولوجيته، عبر الإنترنت.

نظريات المؤامرة ضد المسلمين

وتقول إيمان عطا، مديرة برنامج "تيل ماما" لمراقبة جرائم الكراهية في بريطانيا، للمجلة، إن منظمتها رصدت تصاعد حوادث الكراهية بحق المسلمين عبر الإنترنت، خلال أزمة كورونا، مشيرة إلى أن البعض يربط بين الوباء وتجمعات المسلمين، بخبث وعن قصد لنشر الكراهية ضدهم.

ولفتت إلى أن بعض النظريات المنتشرة بين اليمين المتطرف ضد المسلمين، أنهم يتحايلون على الإغلاق ويتجمعون خارج المساجد ما ينشر عدوى كورونا.

تشير المجلة، إلى أن عددًا من التغريدات عبر "تويتر" تزعم أن المساجد لا تزال مفتوحة، وتنشر مقاطع فيديو قديمة، لإظهار المسلمين منتهكين لقواعد الإغلاق.

ويعلق مقداد فيرسي، المتحدث باسم المجلس الإسلامي البريطاني، قائلاً: "المساجد ستظل مغلقة، وهناك من أغلقت قبل إعلان الحكومة الرسمي، ولا يوجد مسجدًا واحدًا مفتوحًا في البلاد".

أحد الروايات المنتشرة بين اليمين المتطرف، أن المسلمين يحضرون لتجمعات رمضانية في خرق واضح للإغلاق العام، ما يهدد بنشر الوباء بشكل أسرع، وتعلق مديرة "تيل ماما": "ترويج كاذب نابع من فكرة أن المسلمين هم من ينشروا الوباء".

وتقول المجلة الأمريكية، إنها تحققت من بعض الفيديوهات المنتشرة بين اليمين المتطرف، وكشفت كذبها وأنها قديمة وبعضها كان قبل إعلان الحكومة لقواعد الإغلاق والتباعد الاجتماعي.

في هذا الصدد، أعربت إيمان، عن مخاوفها من استغلال تلك الفيديوهات، كرواية تثير الكراهية ضد المسلمين، وتحويل الغضب ضدهم لأعمال عنف.

وتتابع: "كلنا خائفون من الوباء، وهذا الوقت يسهل تحويل مشاعر الخوف إلى غضب، خاصة حال تصديق تلك الروايات الكاذبة"، مضيفة أن أغلب من يعيد نشر الفيديوهات لا يتحقق من مصداقيتها.

بدوره يقول متحدث باسم شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، إن المتطرفون والإرهابيون يبحثون عن فرصة لدعم أيديولوجيتهم، وأزمة كورونا فرصة لهم.

وتابع، أن الشرطة رصدت مقاطع فيديو ومعلومات زائفة يتبادلها عناصر اليمين المتطرف، يمكنها غرس الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا.

وأشار إلى أنهم يتحققون من مقاطع الفيديو المنتشرة بين اليمين المتطرف، ويسعوا إلى إزالتها من خلال العمل مع شركة الاستضافة عبر الإنترنت التي ينتشر عليها تلك الفيديوهات.

المساجد أغلقت قبل إعلان الحكومة

بدوره دعا هارون خان، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، إلى رفض نظريات المؤامرة، التي تسعى لتفكيك التماسك المجتمعي خلال الأزمة الراهنة، واستنكر اتهام المسلمين بخرق قواعد الإغلاق، مؤكدًا أن المساجد أغلقت قبل الإعلان الحكومي الرسمي وقبل بقية الأديان في البلاد.

وأشار خان، إلى أن نظريات المؤامرة ضد المسلمين، تسببت في اشتعال أعمال العنف هناك بحقهم.

وأعرب عن استيائه من انتشار تغريدات تزعم خرق المسلمين لقواعد الإغلاق، واستعدادهم للتجمعات الرمضانية، في ظل عدم وجود أدلة ملموسة على ذلك.

وأشار إلى أن الاستطلاعات التي أجريت أكدت التزام المسلمين بقواعد الإغلاق أكثر من غيرهم.

ويقول، إن ارتفاع الكراهية ضد المسلمين، يتناقض مع الأفعال التي يقوم بها الأطباء والممرضين المسلمين في البلاد الذين يعملون في الخطوط الأمامية لمواجهة تفشي الوباء، وغيرهم من المتطوعين الذين يقدمون المساعدات دون مقابل.

الحكومة تحذر من استغلال الأزمة

بدوره شدد، ستيفن جرنلاج، وزير التجمعات البريطاني، على حرص الحكومة في الدعوة للهدوء في هذه الأوقات، مؤكدًا أنها لن تتسامح مع الأخبار المزيفة التي تلقي اللوم على المسلمين في بريطانيا في انتشار وباء كورونا.

ووجه الشكر لمنظمة "تيل ماما" على عملها لمواجهة المحتوى المضلل على الإنترنت

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، فتح تحقيقًا في نهاية 2019، ضد جرائم التمييز العنصري بحق المسلمين، مؤكدة أن نتائج التحقيق لم تنشر بعد.

ويقول متحدث باسم "تويتر" إنهم يعملون على إزالة المحتويات التي تنشر الكراهية، بتوسيع قواعد الأمان في ظل الأزمة الراهنة، مؤكدًا رفضهم لتميز الأشخاص على أساس ديني.

اقرأ أيضاً:

كيف استغل "داعش" و"النازيين الجدد" جائحة كورونا لخلق الفوضى؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان