لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إمام قبرصي يعيد احياء المواقع الاسلامية التاريخية في الجزيرة المتوسطية

12:03 م الإثنين 20 أبريل 2020

الامام القبرصي شاكر الميدار امام تكية هالة سلطان ف

لارنكا- (أ ف ب):

مثل طيور النحام الوردية التي تقطع المسافات لقضاء الشتاء على بحيرة الملح في لارنكا بجزيرة قبرص، يأتي مسلمون من مناطق بعيدة لزيارة تكية هالة سلطان المجاورة للبحيرة والصلاة فيها.

ويعود الفضل في تمكنهم من الصلاة في هذا المكان التاريخي الى شاكر الميدار، الإمام القبرصي الذي كرس حياته لإحياء مواقع العبادة الإسلامية الرئيسية في الجزيرة المتوسطية المقسومة.

وصرح لوكالة فرانس برس "هذا المكان يعني الكثير بالنسبة للقبارصة الأتراك، الجميع يحبون هذا المكان".

نشأ الميدار (51 عاما) في العاصمة نيقوسيا، ويذكر زيارة أقدس المواقع الإسلامية في قبرص القريب من مدينة لارنكا جنوب شرق الجزيرة، عندما كان طفلاً.

ولكن بعد ذلك بفترة وجيزة وتحديداً في عام 1974 دفع انقلاب دعمته اثينا بهدف ضم الجزيرة الى اليونان، بتركيا الى غزو قبرص واحتلال جزئها الشمالي.

وأدى الانقسام الى انقطاع الجانبين عن مئات المواقع الدينية الرئيسية ومن بينها دير القديس بارنابا في الشمال، وتكية هالة سلطان في الجنوب.

وهذه التكية هي مسجد بُني في القرن الثامن عشر في موقع ضريح يعتقد أنه لأم حرام - هالة سلطان بالتركية، وكانت لمدة طويلة مركز الحياة الإسلامية في قبرص.

وفي عام 2003 فتحت نقاط عبور بين الشمال حيث تدين الغالبية بالاسلام والجنوب ذي الغالبية العظمى المسيحية، بعد محادثات بدعم من الأمم المتحدة.

وفي عام 2008 عاد الميدار الى تكية هالة سلطان بعد عودته من لندن الى قبرص، ليجد الموقع وقد أعيد ترميمه وتحويله الى متحف. وقال "كانوا يعلنون عنه على أنه مقصد سياحي". وأضاف "صحيح انه مكان جميل، وبالنسبة لي فهو أجمل ما رأيت في قبرص، ولكن تم تجاهل أنه مكان للعبادة".

بالطريقة نفسها يشتكي القبارصة اليونانيون من الوضع المهمل للكنائس في الشطر الشمالي.

لكن رغم الخلافات السياسية، يؤكد الإمام ان الجزيرة التي تضم حوالى مليون نسمة تعد نموذجا للتسامح الديني.

وقال "هذه ميزة كبيرة لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، قبرص لديها هذه البصيرة حول الإسلام".

"هدية لجميع القبارصة"

بوصفه ممثلا لمفتي قبرص، كرس الميدار حياته للعمل على استعادة الخدمات الى تكية هالة سلطان وغيرها من المساجد المهجورة. وبصبر طويل تمكن من إيصال صوته الى البيروقراطيين من القبارصة اليونانيين.

ويذكر أنه قال لأحد المسؤولين "القبارصة الأتراك أحياء، نحن جزء من الحياة على هذه الجزيرة منذ 500 عام ولسنا غرباء".

ويعيش الميدار في الجزء الجنوبي من العاصمة المقسمة نيقوسيا.

وقال إنه في الوقت الحالي فإن ثمانية فقط من المساجد في جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي "تعمل، والسلطات الدينية الاسلامية تدير نصفها فقط بسبب قضايا سياسية".

وتشرف دائرة الآثار القبرصية على إدارة تكية هالة سلطان، ويفتح المسجد عادة لإقامة صلاتين فقط من الصلوات اليومية الخمس، رغم التصريح بابقاء المسجد مفتوحاً ليلاً خلال شهر رمضان الذي يبدأ هذا الأسبوع.

لكن الجزيرة تفرض حاليا اجراءات حجر صحي بدأت منذ مارس في مواجهة كورونا على غرار بقية دول العالم.

ويخوض الميدار أيضاً معارك بيروقراطية بشأن مساجد أخرى في الجزيرة، ويقاتل من أجل تركيب صنابير جديدة للوضوء في مبنى تاريخي، ويطالب بصوت في خطة إعادة تطوير لمجمع مسجد في بلدية أخرى. ويقول "هذا كفاحي".

في أحد أيام الجمعة، قبل أن تغلق إجراءات مكافحة فيروس كورونا جميع المواقع السياحية وتؤدي إلى إلغاء الخدمات، وصل المصلون إلى تكية هالة سلطان عبر جسر يحيط به نخيل عبر البحيرة المالحة.

وقد جاء معظمهم بالحافلات من شمال قبرص، وعبروا خط وقف إطلاق النار الذي يقسّم الجزيرة منذ عام 1974.

ألقى علمدار خطبته باللغتين التركية والإنكليزية، وصوته الجهوري يشرح أسرار الخلق في جملة، ويتحدث عن التغير المناخي أخرى.

وبينما كانت مجموعة من السياح تتجول في التكية، وتلتقط صور السيلفي، كان قبارصة أتراك يؤدون الصلاة إلى جانب مجموعة من الرجال الأوزبكيين كانوا في رحلة عمل، وعائلة بنغلادشية بريطانية تقضي إجازة في الجزيرة.

قال الميدار "يجد الناس السلام والصفاء هنا.. إنه مكان فريد، وهدية لجميع القبارصة".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان