بعد 50 مؤتمرًا.. لماذا قرر ترامب الصمت والتراجع عن الإحاطة اليومية بأزمة كورونا؟
كتب- محمد صفوت:
يبدو أن مستشارو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نجحوا في إقناعه بعدم الظهور بشكل يومي في مؤتمر خلية الأزمة لكشف مستجدات وباء كورونا، الذي كثيرًا ما تباهى ترامب بها وقال في تغريدة سابقة له إن مؤتمره الأكثر مشاهدة عالميًا.
وغاب ترامب بعد أكثر من شهرين من المؤتمرات شبه اليومية والتي وصل عددها نحو 50 مؤتمراً صحفياً يتحدث فيها عن أزمة كورونا.
وقال ترامب عبر موقع تويتر إن وسائل الإعلام الكبرى "لا تفعل شيئا سوى توجيه الأسئلة العدائية ولا تكشف الحقيقة"
وكتب على تويتر، أن مؤتمراته الصحفية اليومية حول فيروس كورونا المستجد لا تستحق بأن يسخر لها وقتا، بعد يومين على الجدل الذي أثاره في العالم لدى اقتراحه حقن الجسم بمواد معقمة لمكافحة كورونا..
ويوم الخميس، اقترح الرئيس ترامب أن حقن المرضى بالمطهرات والمعقمات قد يساعد في علاج فيروس كورونا، في تصريحات عرضته لانتقادات.
وأدت التعليقات إلى تحذير من الشركة المصنعة لمنتجات التنظيف "لايسول" و"ديتول" ضد استهلاك المطهرات، كما أصدرت وكالات الصحة العامة تحذيرات.
وبعد إيجاز صحفي غير مكتمل ودون تلقي أسئلة أول أمس الجمعة وعدم عقد الإيجاز الصحفي، أمس السبت، غرد ترامب تغريدة على موقع تويتر، أثارت تساؤلات حول مستقبل الحدث اليومي.
وقال ترامب: "ما هو الغرض من عقد مؤتمرات صحفية بالبيت الأبيض عندما لا تطرح وسائل الإعلام السخيفة سوى أسئلة معادية، ثم ترفض الإبلاغ عن الحقيقة أو الحقائق بدقة".
وتابع "إنهم يحصلون على تقييمات قياسية، والشعب الأمريكي لا يحصل على شيء سوى الأخبار الكاذبة. إنها لا تستحق الوقت والجهد!"
سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية، وشبكة "سي إن إن" الأمريكية، الضوء على أسباب إلغاء المؤتمر اليومي لترامب، مرجحين أن مستشاريه أقنعوه بعدم الخروج بنصائح طبية غير مثبتة علميًا، ما دفع العلماء والأطباء إلى انتقاده ومهاجمته.
تقول "جارديان" إن تصريحات ونصائح ترامب الطبية، تسببت في صدمة للأطباء وسخرية من المتابعين، ما دفعه إلى التراجع عنها قائلاً: "لم أقصد ذلك فقط أدليت بها بسخرية"، رغم أن التصريح خرج منه بشكل جدي للغاية.
وتضيف، إن ترامب استغل المؤتمرات في انتقاد ومهاجمة وسائل الإعلام والإشادة بإدارته وتعاملها مع أزمة كورونا.
ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى تصريحات مستشارون مقربون منه نصحوه بالتوقف عن الظهور في المؤتمرات الصحفية ما لم تكن هناك حاجة إليها.
وترى الصحيفة، أن استطلاعات الرأي التي كشفت تفوق جو بايدن المرشح الرئاسي المحتمل، على ترامب، سببًا في تراجع الأخير عن الظهور، إذ يعتقد مستشاروه أنها ستكون سببًا في خسارته لقاعدته الجماهيرية وتراجع شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وذكرت تصريح، قال أحد المستشارين الرئاسيين، في بوابة "أكسيوس" قائلاً: "أخبرته أن هذا لا يفيده، إن كبار السن الأمريكيين خائفون، لذلك فإن مشاهدته كيف يتعارك مع الصحافة ليس ما يريد الناس رؤيته".
ونقل الموقع عن ممثل رفيع في الإدارة الأمريكية قوله: "يجب أن يجعل الآخرين يتساءلون كل يوم عما إذا كان سيظهر ويترك أمر الإحاطات الفنية حول الفيروس للآخرين. وأن يظهر في هذه الإحاطات فقط للإعلان عن الانتصارات".
وتقول "جارديان" إن ترامب استغل منصتها الإعلامية لمهاجمة منافسة جو بادين، بشكل كبير وبطريقة مثيرة للاشمئزاز.
ونقلت شبكة "سي إن إن" تصريحًا عن جمهوري مقرب من ترامب، لم تذكر اسمه، قائلاً: "استطلاعات الرأي تظهر تراجع شعبيته، في ظل الأزمة الحالية، وإذا تفاقمت الأزمة فإن وضعه سيتدهور قبل الانتخابات الرئاسية".
من جانبه وصف وولف بليتزر مقدم البرامج الشهير في الشبكة الإخبارية الأمريكية، ترامب بـ"الجبان، والخائف" من أن يجلده الصحفيون، بعد ما كذب بشكل صريح، عندما قال إنه كان يسخر عندما اقترح استخدام حقن المطهرات، والرسالة نفسها كررها أندرسون كوبر في برنامجه الليلي، عندما شبه ترامب باستخدام الأسلوب السوفييتي في نشر شائعات خطيرة، ثم الاختفاء عن الأنظار بعد ارتكاب جريمته.
واستعرضت "سي إن إن" انتقادات وهجوم ترامب، على المراسلين والصحفيين خلال مؤتمره اليومي، ومنهم مراسلها، الذي اضطر لتغيير مقعده خلال المؤتمر بناء على طلب من ترامب ومنظمي المؤتمر.
وقالت الشبكة الإخبارية، إنها حاولت التواصل مع البيت الأبيض للرد، أسباب تغيير مقعد مراسلها، إلا أنها لم تتلقى رد منه.
فيديو قد يعجبك: