إعلان

أسطورة الحصانة انتهت.. لماذا تحول كورونا وبات يقتل الشباب؟

03:03 م الإثنين 06 أبريل 2020

فتاة شابة في نيبال- صورة أرشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

منذ تفشي فيروس كورونا المُستجد، قبل ثلاثة أشهر، حذر العلماء والأطباء كبار السن والمُصابين بالأمراض المُزمنة وذوي المناعة الضعيفة من تجنب الاختلاط والالتزام بالإجراءات الاحترازية، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض (كوفيد-19) القاتل، فيما ألمح البعض أن الشباب ربما يكونوا مُحصنيين من الفيروس التاجي القاتل.

إلا أن ما حدث خلال الأيام الأخيرة الماضية أنهى أسطورة "الشباب المُحصنيين"، إذا كشفت حصيلة الإصابات والقتلى التي تُعلنها الدول يوميًا أن الفيروس يقتل ويُصيب صغار السن وحتى الشباب الأصحاء، واللائقين والذين يتبعون نمط حياة صحي، بما في ذلك الطاقم الطبي المعرض للعدوى أثناء تعامله مع مرضى الفيروس.

مرض غير عادي

استبعد الدكتور أنتوني فوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، إن يقتل الفيروس التاجي شريحة كبيرة من الشباب، فيما لفت إلى احتمالية إصابة عدد كبير منهم بكوفيد-19، وهو ما يجعل كورونا "غير عادي" على حد قوله.

قال فوتشي، لشبكة سي إن إن الإخبارية، "لا أعتقد أن الفيروس يُصيب فقط كبار السن والمُصابين بحالات مرضية مزمنة، هناك شيء آخر لا نعرفه، ولكننا نأمل أن نكتشفه في النهاية".

كشفت منظمة الصحة العالمية، مارس الماضي، أن كورونا قادر على إصابة وقتل الشباب. قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "لدي اليوم رسالة للشباب: لستم محصنين، هذا الفيروس يمكن أن يزج بكم في المستشفى لأسابيع وقد يقتلكم. حتى لو لم تمرضوا، فإن الخيارات التي تتخذونها بشأن أين تذهبون، يمكن أن تكون الفارق بين الحياة والموت لشخص آخر".

ضحايا دون الـ50

وأثارت زيادة أعداد المُصابين من بين الشباب قلق المسؤولين في الصحة العالمية، قالت ماريا فان كيرخوف، رئيسة وحدة الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية - في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة "ذا هيل" الأمريكية - "إننا نشهد المزيد من الأفراد الأصغر سنا الذين يعانون من مرض شديد".

وأشار المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان إلى أنه في إيطاليا - التي لديها حالات إصابة أقل من الولايات المتحدة ولكن تم الإبلاغ عن حالات وفاة أكثر - فإن من 10 إلى 15 بالمائة من الأشخاص في العناية المركزة هم دون سن الخمسين، وفي كوريا شخص من كل 6 وفيات كان شخصًا دون سن الستين.

التكوين الجيني

يتساءل العلماء والباحثون الآن عما إذا كان الجواب يمكن في جيناتنا، ويعملون، حسب سي إن إن، على فهم ما يميز الأشخاص الذين يصابون بحالات خفيفة ويتمكنون من التعافي عن أولئك الذين يموتون جراء الإصابة بالفيروس.

رجح باحثون، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، أن عدد جزيئات الفيروس التي تدخل الجسم تلعب دورًا كبيرًا في إصابة الأشخاص بالمرض، فيما أشار آخرون إلى أن القابلية الوراثية قد يكون لها تأثير، بعبارة أخرى بعض الأفراد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروس بحكم تكوينهم الجيني.

يتفق مايكل سكينر، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج في لندن، مع هذه النظرية، وقال: "إنه من المُحتمل أن يكون لدى بعضنا تركيبة جينية مُعينة تزيد من احتمالات إصابته بالكورونا".

ومن بين الاحتمالات الأخرى التي يدرسها الباحثون الآن، اختلاف جين ايه سي إي 2 (ACE2) وهو أنزيم يرتبط بالسطح الخارجي للخلايا في الرئتين والقلب، قال عالم المناعة الدكتور فيليب مورفي- من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية- في مقال بمجلة ساينس إن الاختلافات في هذا الجين قد يكون لها دور في تسلل جزئيات الفيروس إلى خلايا الرئة، وقد يجعلها أسهل أو أصعب.

تجاهل الإجراءات الاحترازية

كما يعكف الأطباء والباحثون الآن على تحديد كيفية استجابة نظام المناعة للفيروسات والبكتيريا. حسب (سي إن إن) فإنه في بعض الأحيان قد يؤدي تفاعل جهاز المناعة مع الفيروس إلى الإصابة بالاتهابات خطيرة من الممكن أن تدمر الرئتين والأعضاء الأخرى، وفي هذه الحالات، فإن عامل السن لن يكون له تأثير.

في حالات أخرى، قد يرجع سبب إصابة الشباب إلى استهتارهم بالتباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية الأخرى، خاصة بعدما استبعد العلماء والباحثون في بداية الأزمة إصابة صغار السن بالمرض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان