دليل ترامب وغضب الصين.. كورونا يفجر أزمة جديدة بين واشنطن وبكين
كتب - إيمان محمود ومحمد عطايا:
منذ تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-١٩" بقوة في الولايات المتحدة، والتي ارتفع عدد الإصابات بها إلى أكثر من مليون حالة، أي ثلث إصابات العالم تقريبا، انطلق رئيسها دونالد ترامب، في إلقاء عواصف من الهجمات على الصين، البلد الذي ظهر به الفيروس لأول مرة.
أزمة سياسية جديدة قد تكون هي الأبرز حاليا بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، خاصة بعدما أصبح ترامب على يقين أن الفيروس خرج من مختبر ووهان "ولديه الدليل".
منذ بداية الأزمة وتعمد ترامب إلقاء اللوم على الصين في تفشي الفيروس، مؤكدًا في بداية الأمر أن بكين تعمدت إعطاء العالم معلومات مضللة عن كورونا، بمساعدة منظمة الصحة العالمية.
تطورت سلسلة الاتهامات الأمريكية، بالدرجة التي أعلنها ترامب صراحة في كلمة الخميس، أن الصين مسؤولة عن نشر الفيروس إما عمدًا أو بالخطأ.
تغيرت لهجة الإدارة الأمريكية تجاه الصين بشكل كبير خلال شهرين فحسب، ففي مارس الماضي، قال ترامب إنه "مستاء قليلاً" من موقف الصين حيال انتشار فيروس كورونا المستجد، متهما بكين مجددا بعدم مشاركة معلومات مهمة حول الوباء.
وشدد ترامب، على أن السلطات الصينية "كان ينبغي أن تعلمنا"، مكررًا عبارة "الفيروس الصيني" التي تزعج النظام الصيني بشدة.
ورغم أنه بدا وقتذاك وكأنه يحمّل السلطات الصينية بعض المسؤولية عن انتشار الفيروس الذي اكتشف للمرة الأولى في ديسمبر في مدينة ووهان وسط الصين، فإن ترامب أكد أن علاقته جيدة للغاية مع نظيره الصيني شي جينبينغ.
وأكد أن العلاقات الصينية الأمريكية "جيدة جدًا"، غير أنه أضاف: "أتمنى لو كانوا أبلغونا بهذه المشكلة قبل 3 أشهر".
بدأت لهجة التصعيد تتخذ منحنى أكثر حدة، بتصريحات خرجت عن الخارجية الأمريكية، منتصف أبريل الماضي تطالب الصين بأن تكون صريحة مع العالم فيما يخص كورونا.
وخلال الأيام الماضية، انتقد ترامب الحكومة الصينية بشكل قوي، واتهمها أنها خططت وعلى استعداد لبذل كل ما في وسعها لكي تجعله يخسر السباق الرئاسي: "فهم يريدون جو بايدن النائم" على حد قوله.
أصدرت الإدارة الأمريكية تعليماتها بالفعل لبدء تحقيقات عاجلة لمعرفة مصدر انطلاق الفيروس للعالم، ومدى علاقة الصين بالأمر.
وهددت إدارة ترامب أنها جاهزة وعلى استعداد كامل لفرض عقوبات على الصين إذا ثبت أن الفيروس خرج من مختبر ووهان.
في المقابل، لم تتخذ الصين موقع المتفرج، ولكنها ردت في أكثر من مناسبة، وذكرت وزارة خارجيتها أمس، أنه ليس لديها مصلحة في التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية قنج شوانج خلال إفادة يومية أن الانتخابات شأن داخلي للولايات المتحدة الأمريكية وبكين تأمل في ألا يحاول الأميركيون جر الصين إليها.
ونددت الصين بالانتقادات الدولية التي تعرضت لها على خلفية تفشي فيروس كورونا، وبشكل خاص ما اعتبرته "أكاذيب مكشوفة" من قبل السياسيين الأمريكيين، في إشارة إلى الرئيس دونالد ترامب.
واتهمت الصين السياسيين الأمريكيين بـ"التفوّه بأكاذيب مكشوفة" في رد غاضب على الانتقادات الدولية لطريقة تعاطيها مع وباء كوفيد-19.
وقالت بكين الثلاثاء الماضي إن الولايات المتحدة تهاجمها لصرف الأنظار عن طريقة تعاطي واشنطن مع تفشي الوباء على أراضيها.
ودافعت كذلك عن سفيرها لدى أستراليا الذي حذّر من أن الصينيين قد يقاطعون المنتجات المستوردة كرد على المطالبات الأسترالية المتضامنة مع أمريكا بفتح تحقيق بشأن الفيروس.
فيديو قد يعجبك: