ما الذي يمكن تعلمه من "مبالغة" البلد المجاور للصين الذي لم يسجل أي وفيات بكورونا؟
هانوي- (بي بي سي):
على الرغم من مجاورتها للصين، وكثافتها السكانية التي تتجاوز 97 مليون نسمة، لم تسجل فيتنام أكثر من 300 إصابة بفيروس كورونا المستجد، دون وقوع وفيات. وها هي ترفع قيود الإغلاق في الوقت الذي تعاني فيه دول كبرى لاحتواء الوباء. ويعزو الخبراء نجاح التجربة الفيتنامية لاتخاذها إجراءات قد تتسم "بالمبالغة" ولكنها منطقية، يمكن إجمالها فيما يلي:
- عملاً بالحكمة القائلة إن الوقاية خير من العلاج، وإدراكاً منها أن نظامها الصحي قد ينهار تحت وطأة تفشي الوباء، اعتمدت فيتنام تغييرات جذرية للاستعداد للفيروس، منذ بداية يناير\كانون الأول، في الوقت الذي كان الفيروس قد أودى بحياة شخصين فقط في ووهان الصينية. وحينما ثبتت أول إصابة بالفيروس في البلاد في 23 يناير\كانون الأول، كانت خطة الطوارئ قيد التنفيذ بالفعل.
- سارعت فيتنام باتخاذ إجراءات، احتاجت دول كبرى أشهراً لاعتمادها، ففرضت قيوداً على السفر، وأغلقت الحدود مع الصين، وكثفت من إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس على الحدود، وأغلقت المدارس في نهاية يناير\كانون الأول وحتى منتصف مايو\أيار، كما بدأت حملة واسعة لتعقب العمالة الوافدة وتتبع المصابين.
- فرضت فيتنام عزلاً صحياً مدته أسبوعين على جميع الوافدين إليها، وأجرت فحوص الكشف عن الفيروس للجميع، بمن فيهم من لم تظهر عليهم أية أعراض. وعلى الرغم مما قد يحمله هذا الإجراء من مبالغة في الحماية، إلا أن الإحصاءات تشير إلى أن 40 في المئة من المصابين بالوباء في فيتنام كانوا حاملين للفيروس وقادرين على نقل العدوى دون أن تظهر عليهم أية أعراض.
- أغلب من عادوا إلى فيتنام كانوا طلاباً من فئات عمرية شابة، وقد يفسر عدم سماح السلطات لهم بنقل العدوى إلى ذويهم من كبار السن والفئات الأكثر قابلية للتضرر بالمرض عدم تسجيل أي وفاة في البلد الذي واجه تفشي أوبئة مثل سارس، وأنفلونزا الطيور، والحصبة، وحمى الضنك، من قبل.
فيديو قد يعجبك: