لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجموعات الفيسبوك.. دليل المهاجرين في الغربة؟

10:35 ص الثلاثاء 19 مايو 2020

فيسبوك


برلين (دويتشه فيله)
تمارس المجموعات الفيسبوكية بين المهاجرين واللاجئين في ألمانيا دورا خفيا في تسهيل الحياة اليومية لأعضائها. كما تساعدهم في الإجابة عن استفسارات متعلقة بالإجراءات الرسمية، وفي الحصول على فرص عمل، وربما حتى في إيجاد شريك.

"أنت في بلد جديد، ولغة ليست بلغتك، وإجراءات معقدة لا تعرف كيف يمكن حلها، حتى شراء طعامك المفضل يبدو أمرا أكثر تعقيدا مما اعتقدت، فماذا أنت بفاعل؟"

يمر هذا الحوار الداخلي لدى العديد من المهاجرين واللاجئين فور قدومهم إلى ألمانيا، فالكثير من المعاملات الورقية، وصعوبة التواصل تجعل تفاصيل هذه التجربة تثقل كاهل المرء، لاسيما إن كان وحيدا أو ولي أمر عائلة.

وبهذه اللحظة تلجأ الأغلبية إلى المجموعات الفيسبوكية المغلقة، للحصول على إجاباتهم للاستفسارات المتعددة، وربما كمنقذ في أزمة حلت بهم، أو فقط كوسيلة لتجاوز حالة الوحدة التي يمر بها أغلبية المهاجرين واللاجئين، وللتعرف على أفراد من جاليتهم قد يصل في أحيان كثيرة للزواج.

يمكن وصف هذه المجموعات، بعالم داخل عالم، فلها روحها الخاصة، وأدبياتها وقوانين تحكمها، وديناميكية بإمكانك ملاحظتها فور اشتراكك في إحداها، ورغم أن أغلبية المجموعات تختص بفئة معينة أو موضوع معين، إلا أنها تشترك بفاعلية أعضائها ونشاطهم الدائم فيها.

"المجموعات المخصصة للنساء تساعد كثيرا"
تتعدد أهداف المجموعات الفيسبوكية في ألمانيا، ولكن تبرز بشكل كبير المجموعات التي تديرها نساء، وتختص في قضايا النساء سواء بالعمل أو الدراسة أو الأمور المعيشية البسيطة، كما لو أن المشتركات قررن خلق دائرة اجتماعية تخترق الحدود المادية إلى فضاء إلكتروني أكثر رحابة وخصوصية.

نور البصري، أم لطفلين من سوريا، جاءت إلى ألمانيا عبر لم الشمل، تشرح أن الأشهر الأولى في الغربة كانت صعبة، "كان هناك الكثير من القوانين التي لا أعرفها، فكانت المجموعات الفيسبوكية مكانا جديرا بالثقة لأطلب المساعدة". لجأت نور بشكل أساسي إلى مجموعة تدعى "فرص عمل للنساء في ألمانيا"، والتي تصف نفسها بمجموعة تساعد النساء في اختيار مهنة مناسبة لحياتهن الجديدة، وتشترك فيها نحو 45 ألف امرأة.

هذه المجموعة نشطة على نحو مميز، إذ تتعدد فيها الأسئلة والإجابات حول الوظائف وكيفية تصديق الأوراق، وأحدث فرص العمل في السوق، "رغبت في تصديق أوراقي الجامعية، فوجدت منشورا في المجموعة يستفسر عن هذا الموضوع، وكان هناك العديد من الأجوبة التي استفدت منها" تقول نور، مضيفة أن المجموعة ساعدتها على اختصار الوقت، إذ قدمت لها نصائح فيما يتعلق بدروس اللغة، وكيفية الانخراط فيها، "حينما كنت أبحث عن فرصة عمل نصحوني الأعضاء بالتوجه للكاريتاس، والآن بعد أشهر من التدريب حصلت على عمل".

تنتشر مجموعات أخرى تختص بمناطق جغرافية معينة، ريم كولتكن وهي مديرة في مجموعة للنساء في مدينة بون الألمانية، تشير إلى أن إنشاء المجموعة جاء لتوفير عناوين الأطباء أو المحلات للنساء، أو لتقديم العون في ترجمة الأوراق الرسمية وآليات العمل في المؤسسات الحكومية الألمانية.

المجموعة التي تديرها ريم مع صديقاتها، لا تكتفي فقط بتقديم مساحة للأسئلة والاستفسارات، فهناك خطط لبدء مشاريع ذاتية لها أن تساعد النساء على استغلال مواهبهن وتعليمهن؛ من أجل تقديم المساعدة للأطفال في مواضيع دراسية معينة.

ما بين الغربة والوطن الأم
تساهم المجموعات الفيسبوكية أيضا في ربط المهاجرين واللاجئين في مجموعة إنسانية متعاضدة، قد يصل صدى المساعدات التي تقدمها إلى الوطن الأم، فمجموعة"ما بين تونس وألمانيا"، عكفت منذ بدء إنشائها على تقديم يد العون للعائلات الفقيرة في تونس، "نحاول أن نساعد بمقدار استطاعتنا، ولكننا نواجه ضعف التفاعل من الأغلبية"، كما يخبرنا مديرها يعقوب الأسعد.

المجموعة التي تم إنشاؤها منذ عام خلال شهر رمضان المنصرم، وصل عدد أعضائها إلى 1500 شخص، والذي يعد رقما صغيرا مقارنة مع المجموعات الأخرى، كان هدفها الأساسي خلق جو أخوة بين التونسيين في الغربة، وتقديم المساعدة لمن يحتاجها، ولكنها تواجه أزمة ثقة كما يخبرنا يعقوب، "البعض يشكك في المساعدات التي نقدمها، رغم أنها صغيرة وليست كبيرة، ورغم أنها تتم عن طريق أشخاص ذي ثقة".

بينما يشيد المصري أحمد محمد، ويعبر بصوت فرح عبر الاتصال الهاتفي أن "أغلب تفاصيل حياته في ألمانيا استفسر عنها من خلال المجموعات هذه"، فقد واجهته إشكاليات بتوفير سكن فور انتقاله للدراسة في ألمانيا، ولكنه لجأ للمكان الوحيد الذي يعرفه، المجموعات الفيسبوكية!

"بكل بساطة تواصلت مع مجموعة، وتمكنت من استئجار غرفة لدى مقيم عربي في ألمانيا، ولولا هذه المجموعات لنمت في الشارع، ومن ثم أصبح هذا الفضاء الإلكتروني مكانا لأطرح أسئلتي وأطلب المساعدة".

شبكة اجتماعية مقربة
تساهم هذه المجموعات أيضا بتشكيل نسيج من الأفراد ممن يعيشون في ذات المدينة، وبهذا فهي تكسر حاجز الوحدة والانعزال، مؤسس مجموعة "السوريين في كولن" صهيب مكي يروي لمهاجر نيوز أن المجموعة ، والتي ظهرت للنور عام 2015، بدأت بالنمو حينما استطاعت أن تربط أفرادها ببعضهم البعض، وأصبحت بوابة للجمعيات والأنشطة في مدينة كولونيا الألمانية التي تعنى باللاجئين والمهاجرين، "إذ تتواصل معنا، وتطلب منا الإعلان عن أنشطتهم من خلال المجموعة".

فيما تمكنت مجموعات أخرى من إنشاء نسيج مجتمعي خاص يعنى بشكل أساسي بربط الراغبين بالزواج في ألمانيا، اللاجئة الأفغانية مارينا ساو تذكر لمهاجر نيوز أنها تعرفت على شريك حياتها عن طريق مجموعة للتعارف، "كانت عائلتي تضغط علي لأتزوج، ولكني رفضت أن يكون زواجي تقليديا، فوجدت أن هذه المجموعات هي أفضل طريقة للتعرف على شخص مناسب في ألمانيا".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان