ترامب يصرخ بعد تراجع شعبيته.. هل يصبح أول رئيس أمريكي يطيح به فيروس؟
كتبت – إيمان محمود:
كشفت وسائل إعلام أمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب غاضب بسبب أرقام استطلاع الرأي التي تظهر تراجعه أمام منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، جو بايدن، إذ وصل الأمر إلى حدوث مشادة بينه ومدير حملته براد بارسكال.
وقال موقع "سي إن إن" الأمريكي، إن ترامب غاضبًا بسبب الانتقادات التي كان يواجهها في الإعلام على إثر تصريحاته الإعلامية حول كورونا خاصة بعد أن اقترح تناول المطهرات لعلاج الفيروس.
ونقل الموقع عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن ترامب، الذي اجتمع مع مستشاريه مساء الجمعة الماضي، كان يصرخ في الهاتف على مدير حملته براد بارسكال، وقام بتوبيخه بسبب الأرقام المدمرة، بل وصل الأمر إلى أن هدد ترامب بارسكال بمقاضاته.
ولم يرد البيت الأبيض على طلب "سي إن إن" للتعليق على الموضوع، ورفضت حملة ترامب التعليق.
وفي مواجهة معركة شاقة على نحو متزايد لإعادة انتخابه وبينما يحاول مساعدوه توجيهه في اتجاهات جديدة متضاربة في بعض الأحيان، أصبح ترامب يشعر بالقلق بشكل متزايد الأسبوع الماضي حول فرص إعادة انتخابه. وكان الانتقام من بارسكال أحدث مظاهر هذا القلق.
وانتقد أحد الجمهوريين المقربين من البيت الأبيض ترامب قائلاً: "إنه مغرور لأنه يعرف أنه أخطأ في تلك الإحاطات" الصحافية بشأن أزمة فيروس كورونا.
وقال ترامب لمساعديه إن تقييد سفره هو ما أضر بأرقامه، وليس الإحاطات الإعلامية.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على المكالمة إن ترامب لم يتعلم من الرسالة، وبدلاً من ذلك غير الموضوع بعيداً عن قضية الإحاطات.
وكان المستشارون حذروا ترامب من تغيير لهجته فى إحاطات كورونا اليومية، مستشهدين بالبيانات التى أظهرت أن التغطية السلبية تؤدى إلى انخفاضًا فى أرقام الاستطلاع.
ولكن ترامب رفض نصيحة مستشاريه وأصر على أن المشاهدين "يحبون المؤتمرات" ويعتقدون أنه "يقاتل من أجلهم"، والقى باللوم على تقييد السفر وعدم القدرة على استضافة مسيرات الحملة لتراجع مكانته فى الاستطلاعات.
وبعد رفضه فى البداية الامتثال للتوصيات تراجع ترامب عن الإحاطات بعد أن تصدر عناوين الصحف حول وصفة المطهرات، مما دفع شركات منتجات التنظيف إلى إصدار تحذيرات عامة من تناول المطهر أو حقنه لأى سبب.
يوم الجمعة الماضى، لم يسمح ترامب بأى أسئلة وغادر فجأة المؤتمر القصير الذى كان يمتد لأكثر من ساعتين فى وقت الذروة المسائى وألغى إحاطاته الصحفية فى نهاية الأسبوع تمامًا.
وقال جمهورى مقرب من البيت الأبيض: "إنه غاضب لأنه يعرف أنه أخطأ فى تلك الإحاطات".
ومن جانبه أشار السكرتير الصحفى الجديد للبيت الأبيض إلى أن إحاطات الرئيس التليفزيونية ستكون أقل جدلاً.
كما نصحه مستشاروه بالابتعاد عن القضايا الطبية، وتوجيه تركيزه نحو مواضيع هو أكثر دراية بها تخص الاقتصاد الأميركي.
وفي حين شهد ترامب بعض أفضل تقييمات الموافقة لرئاسته خلال الأسابيع الأولى من أزمة كورونا، سلط مساعدوه الضوء على التكلفة السياسية المتزايدة للأزمة والأخطاء التي ارتكبها ترامب في إحاطاته الصحفية الارتجالية اليومية، والتي يشت فيها ويقفز من موضوع لآخر بارتباك ودون تماسك.
يذكر أن ترامب الذي واجه انتقادات لاذعة بسبب نصيحته للأميركيين الأسبوع الماضي بأن يحقنوا أنفسهم بالمطهرات وأشعة الشمس في مواجهة كوفيد-19، امتنع يومين عن الظهور أمام الصحافة، وانسحب مرة دون الإجابة على أي أسئلة، ولكنه عاد إلى أسلوبه المعهود يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.
ورغم تصريحاته المتفائلة ، فمن الملاحظ أن الرئيس ترامب يشعر بإحباط كبير بسبب كورونا الذي "أغلق الاقتصاد الأميركي" وجعله يتراجع في انحدار لم يكن يتوقعه أحد في نهاية شهر فبراير الماضي، عندما أطلق ترامب حملته الانتخابية رسمياً، على أساس قوة الاقتصاد الذي كان يتمتع بمستويات في الازدهار، وتدني البطالة في البلاد بشكل غير مسبوق.
من جهته قال ترامب في مقابلة مع شبكة رويترز يوم الأربعاء، إنه لا يصدق استطلاعات الرأي التي تظهر أن منافسه في انتخابات الرئاسة جو بايدن، المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي، يتقدم عليه في سباق انتخابات 2020.
وقال الرئيس الجمهوري أثناء المقابلة التي أجريت في مكتبه في البيت الأبيض، انه لا يتوقع أن تكون الانتخابات استفتاء على تعامله مع جائحة فيروس كورونا.
واضاف ترامب "لا أصدق استطلاعات الرأي. أعتقد أن شعب هذا البلد ذكي، ولا أظن أنهم سيؤيدون رجلا غير كفؤ" مثل المرشح الديمقراطي المفترض جو بايدن.
وبحسب التقارير، فقد حذر فريق ترامب السياسي من أن مسار الرئيس لإعادة انتخابه يعتمد على مدى السرعة التي يمكنه فيها من تحقيق الانتعاش الاقتصادي.
وفي استطلاع أجرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية مؤخرًا، حصل بايدن على دعم بنسبة 42% في الاستطلاع الجديد، في حين تخلف الرئيس ترامب عن منافسه بنقطتين مئويتين بنسبة 40%، بعدما كان ترامب يتفوق بفارق كبير في الاستطلاع نفسه الذي قامت به الصحيفة في يناير الماضي.
واختار 5% من الناخبين المسجلين الذين تم استطلاع آرائهم أنهم يفضلون التصويت لشخص آخر، بينما قال 4% أنهم لن يصوتوا على الإطلاق، ولن يشاركوا في الانتخابات أساسا، بينما بقي 9% غير متأكدين من قرارهم بعد.
حصل المتنافسون الرئاسيون على نفس القدر تقريبا من الولاء من قبل أحزابهم، حيث كان ترامب متقدمًا قليلًا على بايدن بين بعدما حصل الرئيس ترامب على دعم بنسبة 82% من الناخبين الجمهوريين، بينما حصل بايدن على 79% من أصوات الناخبين الديموقراطيين.
وبين المستقلين كان الفارق مشابها، حيث حصل ترامب على 34% من أصوات الناخبين المستقلين، بينما حصل بايدن على 32% من أصواتهم، وقال 18% من الناخبين المستقلين أنهم يميلون إلى كفة بايدن ولكنهم لم يحسموا قرارهم بعد.
فيديو قد يعجبك: