"سانا" تكشف تورط بريطانيا في حرب إعلامية مضللة ضد سوريا
القاهرة (وكالات)
سلطت وكالة الأنباء السورية "سانا" الضوء على وثائق تكشف تورط بريطانيا وإعلامها بتلميع صورة الإرهابيين في سورية وتقديمهم للرأي العام على أنهم "معارضة معتدلة".
وكشفت "سانا" عن وثائق جديدة نشرها ذكرها مارك كورتيس، كاتب بريطاني، في مقال له بموقع "ميدل إيست أي" أكدت قيام بريطانيا بعملية سرية، مطلع 2012 تزامنًا مع إندلاع الحرب، بدعم الإرهاب بشحنات أسلحة وتدريبات تحت مسمى "معارضة معتدلة" في عملية دامت سنوات بالتعاون مع الولايات المتحدة والنظام السعودي.
قبل سنوات، أكدت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، قيام بريطانيا بإرسال قوات إلى السعودية لتدريب الإرهابيين تحت غطاء المعارضة، مشيرة إلى أن بريطانيا عملت على تدريب هؤلاء في أربعة بلدان هي تركيا وقطر والأردن والسعودية مبينة أن 85 جنديًا بريطانيًا قاموا بمهمة التدريب هذه.
وبحسب الوثائق، فإن السنوات الأولى للحرب في سوريا وحتى 2018، استمرت بريطانيا في تشويه صورة الحكومة السورية، من خلال العمليات السرية، لتصدير صورة للرأي العام العالمي مخالفة للواقع، حيث قادت بريطانيا بشكل فعال مكاتب التنظيمات الإرهابية وأنتجت مواد دعائية مضللة موجهة للسوريين في الداخل وللجمهور البريطاني أيضاً.
وتضمنت الوثائق تفاصيل خمس برامج دعائية قامت بها بريطانيا في 2012، منها إنشاء شبكة أطلقت عليهم مراسلين في جميع أنحاء البلاد، لبث صورة مخالفة للواقع ومضللة عن الحرب الدائرة في سوريا، لخدمة المخطط الغربي.
وفضحت الوثائق التي كشفها الصحفي الاستقصائي، كذب الروايات البريطانية عن الحرب على سوريا وزيف الفكرة التي حاولت ترويجها بأنها لعبت دورًا صغيرًا في الحرب أو أنها لم تلعب أي دور فيها وأنها دعمت مجموعات تسميها "معارضة معتدلة" بينما الأدلة والوقائع تثبت أنها مجموعات إرهابية ارتكبت الجرائم بحق السوريين.
في عام 2016، نشر موقع "ذا كناري" تقريرًا أكد أن هناك تقاريرًا مخزية عالميًا مضللة عن الواقع في سوريا، ويفيد تقرير بأن القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني قامت بتقديم التغطية الإعلامية الإيجابية لتلميع صورة قتلة الأطفال المعروفين في حلب في إشارة إلى تنظيم "حركة نور الدين الزنكي: الإرهابية التي قامت بقتل الطفل عبد الله عيسى البالغ من العمر 12 عاماً بطريقة وحشية بعد اختطافه.
وبحسب الوثائق، فإن العمل السري البريطاني، ساهم في تأجيج الحرب في سوريا، وأمدها من خلال التضليل الإعلامي المتعمد، من جانب بريطانيا، والتي دققتها صحيفة "جارديان" في 2016 وكانت موجهة في أحداها إلى فصيل "جيش الإسلام" الإرهابي وهو فصيل يضم نحو 50 مجموعة إرهابية كانت تنتشر في ريف دمشق ويمولها النظام السعودي.
وفضحت وثيقة أخرى هدف بريطانيا من وراء عمليات التضليل الإعلامي، وأحداث شرخ بين السوريين وحكومتهم.
ووظفت بريطانيا صحفيين، في برامج الدعاية المضللة من مكاتب في إسطنبول وعمان والتي تم إنشاؤها، من قبل مقاولين حكوميين بريطانيين بتمويل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، وتكليفهم إنتاج لقطات تلفزيونية وبرامج إذاعية ومقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي وملصقات ومجلات وحتى رسوم هزلية للأطفال، بهدف تقديم الدعم الإعلامي للجماعات الإرهابية وتشويه صورة الدولة السورية.
وفقًا للوثائق، فإن وزارة الدفاع والمخابرات العسكرية البريطانية، أطلقت اسم رمزي على برامج الدعاية المضللة "أوبريشن فوليوت" وتم توجيهها من قبل مجلس الأمن القومي البريطاني وهو أعلى هيئة لصنع السياسات في بريطانيا، بميزانية تبلغ 9.6 ملايين جنيه إسترليني خلال عامي 2015-2016 فقط مع تخصيص المزيد من الأموال للسنوات اللاحقة.
الوثائق أظهرت أن بريطانيا كانت تشغل أجزاء ممن تسميهم معارضة، سرًا ودربت المتحدثين باسمها وأدارت مكاتبها الصحفية وطورت حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي بينما كشفت وثيقة عن انتقادات داخل الأوساط البريطانية الحاكمة بشأن تلك البرامج المضللة، التي تكلفت أموالاً حكومية كبيرة ووجدت طريقها إلى التنظيمات الإرهابية في سورية.
الوثائق فضحت، دور البرامج البريطانية في الفبركة الإعلامية والتضليل خلال تغطية الأحداث في سوريا، مشيرة إلى أن المسؤولين عن الحملة كانوا يوزعون المواد على المكاتب الإعلامية، التي تدعمها ومن بين تلك المواد مقاطع فيديو كانت تمنح إلى قنوات أجنبية وعربية شكلت ذراعًا إعلامية للتنظيمات الإرهابية من بينها قنوات "سكاي نيوز والعربية أو بي بي سي والجزيرة".
فيديو قد يعجبك: