لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"تباطؤ تغير المناخ وتعديل استراتيجية أمريكا".. جوانب مُضيئة لفيروس "كورونا"

11:01 ص الأربعاء 27 مايو 2020

فيروس "كورونا"

كتبت- هدى الشيمي:

من الصعب رؤية جانب مُضيء لانتشار فيروس "كورونا المُستجد" المُسبب لمرض "كوفيد-19"، بالنظر إلى عواقبه السلبية التي ربما تستمر لفترة طويلة حتى بعد انتهائه، مع تجاوز عدد المصابين به الـ5 ملايين شخص حول العالم، وقتله لأكثر من 350 ألفًا، علاوة على تأثيره السلبي على الاقتصاد العالمي، ووسط تزايد الاحتمالات بأنه سيقضي على شكل الحياة التي اعتاد عليها الناس.

فيما ترى مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بصيصًا أمل وسط الواقع القاتم الذي خلقه الفيروس التاجي، قالت المجلة في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني إن "كورونا" ربما يكون له جانب مُضيء، وأنه قد يساعد على حل بعض المشاكل الكبرى، والتي استعرضتها فيما يلي:

أولاً: تباطؤ تغير المناخ

1

وضع الاقتصاد العالمي في غيبوبة ساعد على تخفيض مُعدلات استخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير، وبالتالي تقليل تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والميثان وغازات الاحتباس الحراري الأخرى، وهو ما ساعد على تباطؤ مُعدّل الاحترار العالمي.

تبدو السماء أكثر وضوحًا الآن ورائحة الهواء صارت أفضل، قالت المجلة الأمريكية إن التوقعات المُقلقة للغاية بشأن الاحترار العالمي وتغير المناخ تتم مراجعتها الآن بتفاؤل، وفي الوقت نفسه يساعد العمل من المنزل وعقد الاجتماعات على برامج وتطبيقات إلكترونية مثل زووم وسكايب وغيرهم على تقليل الاعتماد على السفر والقيام برحلات العمل الطويلة في المستقبل، ما يساعد على تقليل الانبعاثات الناتجة عن رحلات الطيران.

وربما يدفع نقص اللحوم الناتج عن إغلاق المسالخ بسبب إغلاق العديد من الدول إلى التحول إلى أنظمة غذائية تعتمد أكثر على الخضروات والفاكهة، ما يُحسن الصحة العامة ويقلل انبعاثات الميثان.

فيما حذرت "فورين بوليسي" من النظر إلى هذه التطورات الإيجابية باعتبارها نهاية لمشكلة تغير المناخ، مُشيرة إلى أن الوباء أعطى العالم المزيد من الوقت للتعامل مع المشكلة، والتي قد تصبح أسوأ إما عن طريق تشجيع الشعور الزائف بالرضا عن الذات، أو عن طريق تسميم العلاقات الصينية الأمريكية بما يؤثر سلبًا على تحقيق أي نجاح في هذه القضية الحيوية.

ولكن في الوقت الحالي، تدعو "فورين بولسي" إلى التعامل مع انخفاض انبعاثات الغاز باعتباره أحد أهم الجوانب المُضيئة لفيروس "كورونا"، لافتة إلى أنه إذا كان القادة أكثر ذكاءً، فسوف يتحركون لاستغلال الوقت الإضافي الذي وفره لهم الفيروس التاجي لإحراز المزيد من التقدم في قضية تغير المناخ.

ثانيًا: النساء قادة سياسيون أفضل

2

لا يخفى على أحد أن البلاد التي تقودها النساء تعاملت مع الوباء بشكل أفضل من الدول التي يقودها الرجال، ولا يعني ذلك أن القادة الرجال لم يتعاملوا مع الأزمة جيدًا، ولكن من الصعب تجاهل النجاح الكبير الذي حققته رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديريرن، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة وزراء فنلندا سانا مارين، ورئيس تايوان تساي إنج ون في التعامل مع أزمة وباء "كورونا"، وتفوقهم على أقرانهم الذكور.

في المقابل، أثارت استراتيجيات بعض القادة الذكور في التعامل مع الفيروس لاسيما الذين يحكمون أهم بلاد العالم مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الروسي فلاديمير بوتين، البرازيلي جاير بولسنارو، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون استياء كثيرين، خاصة العاملين في القطاع الصحي في بلادهم.

لذلك ترى "فورين بوليسي" أن "كوفيد-19" سيلقن كثيرين خاصة الأمريكيين درسًا مهمًا وهو أن السماح للمرأة بممارسة دور أكبر في الحياة العامة سيكون عادلاً وذكيًا، كما أنه سيكون الخطوة الأولى من أجل المساواة وقيادة أكثر فعالية.

ثالثًا: تعديل الاستراتيجية الأمريكية الكبرى

3

من المتوقع أن يسرع الوباء من اتجاه الولايات المتحدة نحو استراتيجية كبرى أكثر عقلانية تُعيد فيها التوازن بين التزامها ببعض القضايا في الخارج وتأمين نفسها وتلبية احتياجات مواطنيها في الوقت نفسه، خاصة وأن الوباء لم يثبت أن الولايات المتحدة تغاضت عن بعض المخاطر المُهمة وكانت مهووسة بأخرى أقل أهمية، ولكن الجهود البطولية المبذولة الآن لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي لا تؤتي ثمارها حتى الآن.

في الوقت نفسه، أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة ستبقى قوة عظمى هائلة وستظل تشارك بنشاط كبير في العديد من القضايا العالمية، ولكن بالنظر إلى المستقبل فإن الأمريكيين سيتوفقون عن الاهتمام بالفساد السياسي في كابول أو طرابلس، عوضًا عن ذلك يصبون كل تركيزهم على الحصول على وظائف، ويعملون بكل جهدهم لمساعدة ابنائهم على الالتحاق بأفضل المدارس، والحصول على العلاج الطبي.

توقعت المجلة أن يكون هذا الاتجاه واضحًا بشكل مباشر بين الشباب، الذين كانوا مُتشككين بالفعل في بعض العمليات الخارجية التي تقوم بها الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة سيكون من الصعب تبرير إنفاق مليارات الدولارات على البرامج العسكرية المُكلفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان