إعلان

القرصنة الإلكترونية: "قراصنة حرقوا يدي بفيروس حاسوبي"

10:06 ص الأحد 31 مايو 2020

لم يعرف عبد الرحمن سبب تباطؤ حاسوبه

(بي بي سي):

كانت زخات الرصاص تنهمر عليه من كل الأنحاء، لكن عبد الرحمن بدر بقي هادئا.

وفجأة اقتحم عدو المكان عبر إحدى النوافذ.دار عبد الرحمن حول نفسه لمواجهة الجندي وإنقاذ فريقه. ركز جيدا وضغط على الزناد، لكن الرصاصة لم تخرج، بل أعتمت الشاشة أمامه تماما.

فقد صمت حاسوبه فجأة بدون مقدمات أو تحذير.

ارتبك عبد الرحمن . لم تتسبب اللعبة التي كان يلعبها بأي مشاكل من قبل.

انكب على حاسوبه وبدأ بفحصه.

لمس إحدى القطع ثم لفظ شتيمة وسحب يده بسرعة. كان كرت الرسوم ساخنا لدرجة أنه أحرق أصابعه.

لم يكن الشاب ذو الثمانية عشر ربيعا من شفيلد قد أدرك أنه في مواجهة فيروس حاسوبي، يستخدم خصيصا لسرقة الأموال الرقمية من حسابات المستخدمين.

تفيد التقديرات أن هناك 47 مليون مستخدم للعملة الرقمية في العالم، مع أن التأكد من الرقم صعب لأن المتداولين لا يستخدمون أسماءهم الحقيقية.

ويحصل المستخدمون على العملة الرقمية بطريقة معقدة تسمى "التنقيب" أو "الحصاد"، تعرض الحاسوب لإجراء عمليات حسابية معقدة.

يحاول القراصنة خداع الضحايا واستدراجهم لتنزيل ملف موبوء يجبر الحاسوب على البحث عن العملة الرقمية وإرسالها للجناة الذين يستخدمونها للشراء في أسواق العملة الافتراضية أو تحويلها إلى نقود تقليدية.

وتزيد عمليات قرصنة العملة الافتراضية من استهلاك الطاقة الكهربائية في الحاسوب، ويمكن أن تؤدي إلى تلف مكوناته المادية أو ما يعرف بـ "الهارد وير".

وجرى تعطيل عدد من الحواسيب الضخمة الأسبوع الماضي في أوروبا بعد أن استهدفها القراصنة بهجمات تهدف لحصاد العملة الافتراضية.

ليس لدى عبد الرحمن بدر أدنى فكرة عن كيفية وصول القراصنة إلى حاسوبه. يعتقد أنه قد يكون أنزل الفيروس بمحض الصدفة قبل أسابيع، حين بدأ يلاحظ حدوث أشياء غريبة في جهازه.

"حين اضع جهازي في وضع الخمول فإن الشاشة تصبح فارغة، مع أني أستمر في سماع دوران المراوح، وحين أعود إلى الشاشة فإنها تعود بدون طلب كلمة السر كما هي العادة. في الظروف العادية لا ينتقل جهازي إلى حالة الخمول"، يقول عبد الرحمن.

"صدمة وإحراج"

حتى حين أصيبت يده بحروق لم يظن أنه تعرض لعملية قرصنة. توصل إلى الحقيقة بالصدفة عند ارتكابه خطأ.

يقول "كنت اتسلى ببرمجية تراقب نشاط الحاسوب وبدا كل شيء طبيعيا، لكني تركت البرمجية تعمل طوال الليل. حين فحصت الجهاز اكتشفت أنه ارسل كمية كبيرة من المعلومات إلى موقع غريب لم يسبق أن زرته ولا أعرفه".

هذا الموقع مصمم خصيصا لقرصنة العملة الافتراضية.

يقول عبد الرحمن "صدمت وشعرت بشيء من الإحراج، حيث كنت أفتحر أنني أحافظ على سلامة حاسوبي. كان اكتشاف تسلل برمجية شريرة إلى جهازي تقوم بسرقة الكهرباء محبطا".

قد يكون هناك المئات أو حتى الألوف من الضحايا مثل عبد الرحمن، الذين يمدون القراصنة بالمال الافتراضي بدون قصد.

ويقول أليكس هنتشليف محلل مخاطر الذكاء الصناعي في مؤسسة شبكة بالو ألتو "أصبحت عمليات الاستيلاء على العملة الرقمية معقدة، تستخدم تقنيات تخفي نشاطها. يبحث المجرمون عن أكبر عدد ممكن من الشبكات، وكلما زادت الأنطمة المستهدفة، سواء كانت أجهزة أو خوادم أو سحابا إلكترونيا، كلما كانت هناك إمكانية للمزيد من عمليات القرصنة بطريقة لا تظهر كهجوم واضح".

استفحال قرصنة العملة الرقمية

ويقول الخبراء إن الهجمات للاستحواذ على العملة الرقمية تتذبذب مع تذبذب قيمتها في السوق. ويفيد بحث قامت به شبكة بالو ألتو أن الهجمات حاليا في تصاعد.

وتضيف أن عمليات القرصنة لم تعد تدر ربحا بنفس الوفرة السابقة، لذلك زاد القراصنة عدد هجماتهم حتى في أماكن غير متوقعة. أحيانا يختفون في ثنايا برمجيات، كما يقول ريان كاليمبر من مؤسسة بروف بوينت ، وهي شركة اخرى متخصصة بأمن المعلومات.

ويقول أخصاء الأمن إن على أصحاب الحواسيب أن يحذروا وينتبهوا لأي تغيرات في سلوك الحواسيب كالإبطاء في العمليات أو تغير في الإعدادات. وينصح ايضا بتحميل برمجيات حماية وبحث عن المتسللين.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان