إعلان

الشفاء من كورونا: روايات مرضى لا يستطيعون التخلص من الفيروس

04:16 م الأربعاء 06 مايو 2020

كلن على ديفيد البقاء في عزلة عن زوجته وطفله

(بي بي سي):

تقلص عالم ديفيد هاريس ليقتصر على غرفة في شقته. لقد ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا قبل سبعة أسابيع، وهي شبيهة بأعراض الإنفلونزا، بحسب هاريس.

ثم دخل المهندس المعماري البالغ من العمر 42 عاما فترة عزل ذاتي في منزله الذي يشاركه فيه زوجته وطفلته الرضيعة في مدينة بريستول الانجليزية.

بعد حوالي أسبوع بدأ يشعر بالتحسن، لكن الأعراض عادت إليه بعد اسبوعين، فأصابته الدهشة.

ويقول هاريس "كان الشعور يشبه سلسلة لا تنتهي من الأعراض التي تتكرر حين لا أتوقعها".

ثم جاءت الموجة الثانية وكانت أسوأ من الأولى، نفس أعراض الإنفلونزا، لكن مع ضيق التنفس هذه المرة "وهو ما جعلني أتأكد أنني مصاب بكورونا".

ثم مضى أسبوعان شعر خلالهما هاريس بتحسن حالته فلم يكن يشكو سوى من الإرهاق، لكن الموجة الثالثة جاءت في الأسبوع السابع، مصحوبة بأعراض خفيفة لحسن الحظ.

استمر هاريس في عزل نفسه، وكان يبدل ملابسه في المرات القليلة التي اضطر فيها لدخول دورة المياه وكان يأكل وينام وحيدا.

وكانت زوجته تجلب الطفلة "ميلي" البالغة من العمر عشرة أشهر وتقف أمام نافذة غرفته حتى يتمكن من رؤيتها عبر الزجاج.

استنزف المرض هاريس ولم يكن واثقا مما يمكن أن يحدث بعد. ويقول إن من أصعب الأمور التي واجهها كان اتخاذ قرار بخصوص طلب المساعدة من هيئة الصحة الوطنية، فهو يدرك أن الطاقم الصحي مشغول بحالات أكثر سوءا من حالته، لكنه لا يريد أن يقع في خطأ عدم طلب المساعدة وهو في حاجة فعلية لها واحتمال أن يحدث له مكروه.

وأوضح قائلا "حين انتكست للمرة الأولى كان الشعور مخيفا، لأنك لا يمكنك أن تحكم إن كان وضعك الصحي سيتدهور باستمرار. الأمر مخيف حين تعتقد أنك تتحسن ثم تبدأ حالتك تسوء فجأة".

عذاب شاق

مضت أسابيع ستة على شفاء "فيليسيتي" البالغة من العمر 49 عاما من إصابتها بفيروس كورونا، لكن مثلها مثل ديفيد هاريس، لم تكن تجربتها سهلة أبدا.

وتقول فيليسيتي "أعتقد أن الجزء الأصعب كان حين أحسست بالتحسن بعد عشرة ايام من المرض، ثم تعرضت لانتكاسة. وفي الأسبوع الخامس اضطر صديقي للاتصال بالطوارئ، لأنني بدأت أحس بألم فظيع في بطني، وكنت أصرخ من العذاب".

وتقول إنها لم يسبق لها أن أحست بأعراض مرضية في معدتها، وكان من الصعب التأكد إن كان ذلك بفعل الفيروس أو رد فعل جهاز المناعة أو هل هو التهاب مستجد؟.

لم يحصل ديفيد أو فيليسيتي على فحص للفيروس، لكن الأطباء قالوا لهما إنهما مصابان في الأغلب. وأكدوا لهما أنهما الآن لا ينقلان العدوى.

لكن فيليستي لم تتمكن من التخلص من أعراضها بسهولة، وترك ذلك آثارا عليها.

"قضيت وقتا طويلا في الفراش، أحاول أن أتعافى. تجربة المرض ومحاولة التعافي تركت أثرها النفسي المدمر علي".

الغالبية يتعافون سريعا

جزء من المشكلة أن المعلومات المتاحة عن فيروس كورونا شحيحة، وغير معروف مثلا لماذا تكون أعراض البعض طفيفة ويتعافون في أيام قليلة، بينما آخرون لا يعانون من أي أمراض لكن تعافيهم يستغرق أسابيع.

يقول د فيليب غوثاردن وهو استشاري يعمل في مستشفى لندن للأمراض الإستوائية إن معظم المصابين يشفون تماما خلال فترة وجيزة، ويضيف "يعاني البعض من سعال يستمر لفترة طويلة، وبدأنا نرى مرضى يعانون من الإرهاق والتعب المستمر لثلاثة أو أربعة أو خمسة أو حتى ستة أسابيع".

وهذا يسبب الإحباط لمن هو شاب وفي حالة صحية جيدة بشكل عام، وحين يتأخر الشفاء يسبب ذلك صدمة، كما يقول.

ويضيف أنه بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى فيلاحظ تذبذب في الأعراض على مدى أيام.

ويقول تيم سبكتر، وهو بروفيسور مختص في العدوى الجينية بجامعة كينغز كوليج في لندن إن تحليل المعطيات المتاح يشير إلى أن بدء عملية التعافي البطيء يأخذ 12 يوما، لكن لوحظ ان ذلك يستغرق أكثر من 30 يوما عند عدد لا يستهان به من المرضى.

وأضاف أن تحليل المعطيات التي يتم جمعها باستخدام الذكاء الصناعي سيساعد على التعرف على مجموعة الأعراض وعوامل الخطر التي تجعل من شخص ما عرضة للإصابة بأعراض حادة لمدة طويلة.

ويأمل كل من ديفيد وفيليسيتي أنهما تعافيا أخيرا ويمكنهما العودة للحياة الطبيعية.

لكن هذا المرض القصير العمر نسبيا يستمر في مفاجآته غير السارة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان