عدنان درجال من غرف تبديل الملابس إلى كواليس السياسة
بغداد (ا ف ب)
على نحو مفاجئ، وجد نجم الكرة العراقية والقائد السابق لمنتخب "أسود الرافدين" عدنان درجال نفسه يبدّل قميص الرياضة بقميص السياسة، عقب تسميته وزيراً للشباب والرياضة في الحكومة التي نالت الثقة الأربعاء، في خطوة أبعد من طموحه المعروف إلى رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم.
بدأ درجال، المدافع الصلب ذو القامة الطويلة، مسيرته الكروية في صفوف نادي الزوراء العريق في العام 1979 لثلاثة مواسم، قبل الانتقال الى نادي الطلبة، ومنه في العام 1984 إلى فريق الرشيد، الذي كان يرعاه عدي صدام حسين، حيث أنهى مسيرته كلاعب بعد خمس سنوات.
في العام 1992 عيّن درجال مدربا لمنتخب بلاده، قبل أن يواصل مشواره التدريبي في قطر منذ العام 1995، مع أندية الوكرة والشمال والسد والعربي، حتى اعتزاله في العام 2014 متفرغاً لعالم التجارة والتحليل الرياضي في قنوات تلفزيونية عدة.
بعد 25 عاماً من مغادرة العراق، عاد درجال للمرة الأولى في العام 2018، طامحاً إلى منصب رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم.
لكن الاتحاد حينها، اعتبر أن الأوراق التي قدمها درجال لخوض الانتخابات "مزورة". ومرر رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود قراراً شكلياً اعتبره صادرا من لجنة الانضباط يفيد بحرمان درجال من المشاركة في الانتخابات ومزاولة العمل الإداري في مجال كرة القدم لخمس سنوات.
بادر حينها الوزير الحالي إلى تقديم دعوى قضائية أفضت إلى صدور أحكام بالسجن بحق مسؤولين رياضيين، ودعوى أخرى ضد مسعود ونائبه علي جبار متهما إياهما بالتلاعب في النظام الأساسي للاتحاد، فاضطر الطرفان للتوصل إلى تسوية قضت باستقالة الاتحاد.
بعد الاستقالة، أعلن درجال نيته الترشح إلى منصب رئاسة الاتحاد مجدداً، قبل أن تتم تسميته وزيراً للشباب والرياضة في حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
ويأتي تسلم درجال مهمته الجديدة في وقت تشهد الوزارة خلافات حادة مستحكمة مع اللجنة الأولمبية منذ تشكيلها في العام 2004.
- أبعد من الرياضة؟ -
أثارت تسمية درجال جدلاً كبيراً، إذ أنه الشيعي الذي طرح اسمه من "تحالف القوى" السنية. وبالتالي صار محل مشادات بين مسؤولي الطائفة، قبل أن يفض رئيس البرلمان محمد الحلبوسي النزاع بالقول في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" أورد فيها إن درجال "خارج كل الحسابات الطائفية".
وأرفق الحلبوسي تغريدته بفيديو لأحد الأهداف الشهيرة لدرجال في مرمى كوريا الجنوبية خلال التصفيات المؤهلة الى دورة الألعاب الأولمبية في العام 1982.
وكان الكاظمي قد اقترح أسماء عدة لشغل وزارة الشباب والرياضة، لكنه اصطدم برفض بعض الكتل السياسية وخاصة الشيعية.
لكن في زواريب السياسة والصفقات، قد يكون درجال وزيراً أبعد من الرياضة نفسها.
فاللاعب الدولي السابق الذي يؤخذ عليه اليوم قربه من نظام صدام حسين، كان قد استغل ذلك القرب لنسج علاقات متينة في الخليج عموماً، وفي قطر خصوصاً، إذ تشير مصادر إلى قربه من العائلة الحاكمة وبعض الأمراء الذي يشاركونه تجارته.
وبالتالي، فإن سنّة العراق، الذين يرون في دول الخليج، وإن وجدت القطيعة اليوم مع قطر، سنداً للطائفة في التوازن مع الدعم الإيراني للشيعة، يعتبرون درجال باباً ذهبياً على تلك الدول في إطار سياسة الانفتاح الإقليمي.
- "سيحاول تحقيق شيء" -
في آخر ظهور له خلال مؤتمر صحافي منتصف شباط/فبراير الماضي في العاصمة بغداد، تناول فيه مستقبل كرة القدم في العراق، قال درجال "نريد أن يكون الرياضيون جزءاً من منظومة الاصلاح في البلد".
لاقى تعيين "صخرة الدفاع" وزيراً، ترحيباً من الأوساط الرياضية.
فقد اعتبر القائد السابق للمنتخب العراقي يونس محمود أن درجال "اختيار موفق".
أما المدير التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية جزائر السهلاني، فأشار إلى أن "درجال سيعمل قريبا من الرياضيين (...) وهذا سيمكنه من حل الكثير من المشاكل في الوسط الرياضي وإعادة الاستقرار إليه".
في الاتجاه نفسه، ذهب الإعلامي الرياضي المخضرم غازي شايه قائلاً إن "درجال الأكثر دراية بكل مفاصل العمل الرياضي (...) سبواجه مشاكل مالية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلد، لكنه سيحاول تحقيق شيء".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: