أكثر من مائتي يوم ولايزال العلم خارجا عن التوقع الصحيح لأسباب تحجيم جائحة كورونا
القاهرة- (أ ش أ):
أكثر من مائتي يوم أشعل خلالها فيروس (كورونا) المستجد سباقا محموما بين دول العالم، لمعرفة سلوكه وتحديد أسباب انتشاره بما يمهد إلى تحجيمه واكتشاف علاج للمصابين به أو لقاح للوقاية منه.
معامل وجامعات وهيئات علمية عالمية تسابق الزمن لتحديد سلوك الفيروس، للتوصل إلى دواء شاف ينقذ العالم من براثن فيروس أعلن تمرده على سيطرة الإنسان، والكثير من الدول المتقدمة التحقت بمسار التجارب العلمية في خط مواز لإيجاد علاج لجائحة (كوفيد - 19).
ولايزال العلم خارجا عن التوقع الصحيح بشآن سلوك (كورونا) تحت الظروف المختلفة، وإلى أن يتحقق الأمل وتضع الحرب أوزارها، سيظل هذا الفيروس التاجي لغزا محيرا للإنسان خاصة مع تحوره السريع وسرعة تفشيه وإجادته لعبة الكر والفر التي فتحت الباب للمزيد من علامات الإستفهام أمام العلماء والأطباء والباحثين، فكلما اعتقدوا أنهم نجحوا في التوصل إلى إجابة شافية تخرجهم من حيرتهم يشذ الفيروس عن سلوكه ويدخلهم في حيرة جديدة.
وإلى أن يكف الفيروس عن مهاجمة الإنسان سيظل العالم تحت وطأته رادخا لتدابيره الأحترازية من ضرورة التزام البيت وترك مسافة تباعد إجتماعي بين الأشخاص واتباع إرشادات وتوعية الدولة وفق طريقة إدارة الأزمة إلى جانب أهمية الانتباه والاعتماد على التوعية المجتمعية ومواكبة الرؤية العالمية في هذا الصدد.
ولقد داعب الفيروس الإنسان بالكثير من الغموض، واضعا علامات إستفهام عديدة ليثبت أنه أشد وأعنف من انحرف في عائلة (كورونا) والعلاقة بين الفيروس ودرجة الحرارة التي كانت واحدة من تلك التساؤلات التي ولدت حالة من الجدل بين علماء الصحة العامة والباحثين، من حيث سلوك الفيروس في درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة والرطبة، فبين النفي والتأكيد بدى أن العلماء ليسوا متأكدين تماما من أثر فصلي الشتاء والصيف على تفشي الفيروس، وكذلك السبب الذي يجعل العديد من الفيروسات، بما في ذلك عائلة الفيروسات التاجية الأوسع والتي ينتمي إليها فيروس كورونا المستجد ينتعش في درجات الحرارة الباردة عنه في الساخنة.
فيما يعد فهم العلاقة بين الطقس وانتقال فيروس كورونا هو المفتاح للتنبؤ بكثافة هذا الوباء ووقت انتهائه، جاءت نتائج أبحاث عديدة قاضية على أمل أن تقتل حرارة الصيف فيروس كورونا، وذلك بتأكيدها على أن الهواء البارد الجاف، يعمل على تجفيف المخاط في الأنف الذي يعد خط دفاع الجسم الأول ضد الفيروسات، فيما تتحدث أبحاث أخرى عن أن درجات الحرارة المرتفعة نوعا ما يمكنها تقليل معدلات الإصابة لكنها لا تقتل الفيروس، وبين هذا وذاك يعبث الفيروس بالبشر كارا مرة وفارا أخرى.
الدكتور جوزيف فير، عالم الفيروسات وعلم الأوبئة وأخصائي الأمراض المعدية، أكد أن أشعة الشمس هي عامل حاسم في السيطرة على الفيروس، قائلا: "إنه لا علاقة للفيروس بالدفء، ولكن الأمر يتعلق بالتعرض لضوء الشمس، الذي يعطل الفيروس من خلال الأشعة فوق البنفسجية، لذا قد نتوقع انخفاضا في العدوى كما نلاحظ انخفاض الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا في أشهر الربيع والصيف".
الصيف يمكن أن يكون عاملا فعالا وفاصلا في الحرب على الوباء أو تحجيمه، وذلك بحسب إحدى الدراسات التي تناولت هذا الموضوع.. ومن جهتها أوضحت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، في معرض نشرها للنتيجة التي أسفرت عنها دراسة علمية أن الطقس الدافئ والرطوبة يمكن أن يبطئان من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتشير الأبحاث الأولية الجديدة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة، يمكن أن يعيق قدرة الفيروس على إصابة المزيد من الأشخاص، وهذا يمكن أن يقلل بشكل طفيف جدا انتشار الفيروس في فصل الصيف.
وفي السياق ذاته، بحثت دراسة أخرى نشرت أوائل شهر مارس الماضي في مدى تأثر فترة حياة العديد من الفيروسات التاجية على الأسطح المختلفة بدرجة الحرارة، وتوصل الفريق البحثي للدراسة إلى أن الارتفاعات في درجات الحرارة أحدثت فرقا في عمر الفيروسات عبر الأسطح، ويعزو العلماء تلك النتيجة بأن بعض الفيروسات التاجية (والأنفلونزا) تحتوي على غلاف فيروسي، وهي طبقة من الدهون تحمي الجسيمات الفيروسية عند الانتقال من شخص لآخر في الهواء، وهذا الغلاف يمكن أن يجف بشكل أسرع في درجات الحرارة الدافئة ما يؤدي إلى تعطيل انتشار الفيروس.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: