إعلان

الحوار الاستراتيجي: هل يطلب العراق تعويضا ماديا عن الغزو الأمريكي خلال الحوار بين البلدين؟

04:20 م الجمعة 12 يونيو 2020

وجود القوات الأمريكية على الأراضي العراقية

لندن- (بي بي سي):

ناقشت صحف عربية الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة والذي انطلق مساء الخميس 11 يونيو عبر دائرة تليفزيونية مغلقة.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، سيتطرق الحوار إلى "مناقشة أمنية تتعلق بوجود القوات الأمريكية على الأراضي العراقية.

"حوار وليس مفاوضات"

يقول يحيي الكبيسي في صحيفة القدس العربي اللندنية إن التأكيدات "على أنه حوار وليس مفاوضات مردها إلى محاولة التهرب من أي التزامات تجاه مجلس النواب العراقي فيما سيتم الاتفاق عليه، أو الالتزام به. والمفارقة هنا أن تعبير الحوار في العلوم السياسية يفترض أنه مرحلة أولية تتعلق بتبادل وجهات النظر والأفكار والمعلومات بين الأطراف المشاركة فيه، من دون اشتراط الوصول إلى التزامات محددة نتيجة لذلك، بينما التفاوض يفترض الوصول إلى التزامات محددة".

ويتساءل الكبيسي: "ما الذي يمكن أن ينتج عن الحوار... من دون معالجات حقيقية لمشكلات النازحين (لا يزال هناك 1.4 مليون نازح تبعا لأرقام منظمة الهجرة الدولية)، والمختفين قسريا وعددهم بالآلاف، وإعادة إعمار لم تتحقق للمناطق التي دمرت في سياق الحرب ضد داعش، والأهم من ذلك، وجود فصائل الحشد الشعبي والحساسية التي يثيرها في هذه المناطق؟ قلنا دائما أن درس داعش لم يتعلمه أحد، لا عراقي، ولا أمريكي".

من جهته، يقول عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم اللندنية إن "أي حوار مع أمريكا لا يطالب فيه المحاور العراقي باعتذار صريح وتعويضات كاملة عن غزو عام 2003 ومآسيه يظل بلا قيمة ويشكل إهانة لأكثر من مليوني شهيد عراقي".

ويضيف الكاتب أن "هذه المقالة تركز على مسألة التّعويضات لأنها حق مشروع أولا، ولأن العراق يواجه حاليا أزمة اقتصاديّة طاحنة ربما تحول دون قدرة الحكومة على دفع رواتب حوالي ثمانية ملايين موظف ومتقاعد نهاية الشهر الحالي، ولأن هذه التعويضات باتت مشروعة حسب كل القوانين الدولية".

ويقول عطوان: "فإذا كان الرئيس الأمريكي الحالي يعترف رسميا، وفي تغريدة له على التويتر، أنه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل في العراق، فلماذا لا تكون مسألة التعويضات على قمة جدول أعمال هذا الحوار".

يقول محمد وذّاح في صحيفة المسلة العراقية إن "الدول التي تنظم حوارات مهمة وكبيرة مع دول عظمى مثل الولايات المتحدة، تخرج بموقف موحد يمثل البلاد ويحقق مصالحه أولاً، إلا في العراق العظيم ... لا تزال القوى العراقية السياسية مختلفة. تحسبهم جميعهم عراقيين ولكن قلوبهم شتى".

ويضيف وذّاح: "وعلى الرغم من أن القوى الشيعية يراها مراقب المشهد العراقي العام كقطب موحد في تحديد موقفها من الوجود الأمريكي، فإن مواقفها متباينة، ما بين الموقف الحاسم والمتبني لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق كقرار أصدره مجلس النواب العراقي في يناير/كانون الثاني الماضي وبين مواقف مترددة وخجولة من الإعلان عن نفسها".

"السيادة ومصلحة العراق أولا"

يقول بهروز جعفر في صحيفة شفق نيوز: "إن العراق ساحة سياسية وأيديولوجية واقتصادية وأمنية مهمة لإيران. تريد الولايات المتحدة أن يكون لها وجود محدد وواضح في العراق. لذا سيكون هناك المزيد من المنافسة الإيرانية-الأمريكية في العراق. لهذا السبب يجري العراق والولايات المتحدة حوارا استراتيجيا مع بعضهما البعض. ونتيجة لذلك، يتم تعزيز الموقع العسكري والأمني الأمريكي من جهة، ومن جهة أخرى، تقوم بتدريب وتأهيل القوات العراقية لإضعاف دور الأحزاب والميليشيات".

ويرى بهروز أن "الولايات المتحدة تعتقد أن إيران وتركيا تتدخلان في شؤون العراق، وأن السلاح ليس في يد الدولة، وإنما في يد الميليشيات أو زعماء القبائل. وكذلك خطر تطوير خلايا داعش هو أيضا أحد الأسباب. من ناحية أخرى، يشكل الفساد تهديدا رئيسيا للعراق وإقليم كردستان".

أما صحيفة العربي اللندنية فقد أبرزت تصريحات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنّ الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن "حقق إنجازاً"، مشيراً إلى أنه "ركز على مبدأ السيادة ومصلحة العراق أولاً"، وأنه "جرى تأكيد الانسحاب الأمريكي لجميع الموجودين وعدم وجود أي قواعد".

ونقلت الصحيفة أن "الحوار أنتج اعترافاً بقرار مجلس النواب بالانسحاب الأمريكي"، مضيفاً أنّ الكاظمي أشار إلى أنه "سيكون هناك تعاون على صعيد العلاقات الاقتصادية وغيرها من القطاعات".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان