الأرقام توضح.. دور رعاية المسنين الأكثر تأثرا بجائجة كورونا حول العالم؟
كتب – محمد عطايا:
مع بداية تفشي فيروس كورونا المستجد في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، كانت ولا تزال دور رعاية المسنين هي الأكثر تأثرا بالفيروس، خاصة بعدما سجلت أعلى معدلات وفاة.
ووفقا لبيانات جمعها باحثو الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، فإن سكان دور الرعاية قد شكلوا نسبة مذهلة من وفيات كورونا في أمريكا، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير نشر الشهر الماضي، أن الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا تشكل أكثر من نصف جميع الوفيات في 14 ولاية أمريكية.
وتظهر أرقام دوائر ووزارات الصحّة، في بلدان غربية مختلفة، وفاة الآلاف من المسنّين في غضون وقت قصير نسبيًا، مقارنة بفئات اجتماعية أخرى.
وفي بريطانيا، كشفت تقارير أنه لقي أكثر من 8000 شخص حفتهم بسبب فيروس كورونا في دور رعاية المسنين البريطانية، منذ أن سُجِّلت أول وفاة في الفترة من 2 مارس إلى 1 مايو.
وقال مكتب المملكة المتحدة للإحصاءات الوطنية: إنه خلال هذين الشهرين كانت هناك 8312 حالة وفاة مسجلة في دور رعاية المسنين في إنجلترا وويلز، وفقاً لشهادات الوفاة. ولا يشمل الرقم حالات الوفاة في اسكتلندا أو أيرلندا الشمالية، ما قد يضيف عدة مئات إلى المجموع.
في السويد، أعلنت السلطات في أبريل الماضي، أنّ حوالي ثلث الوفيات، سُجل في مراكز دور رعاية المسنّين.
ووفقاً للمسؤول الحكومي عن الأوبئة، أندرس تينجل، فإنّ نصف نزلاء مراكز الرعاية في العاصمة ستوكهولم مصابون بالعدوى.
وأشارت أرقام الاتحاد الأوروبي في 13 إبريل، إلى أنّ الوفيات في دور الرعاية وصلت، في بعض الدول، إلى 57 في المائة، بينما متوسط الوفيات فيها، في أوروبا، وصل إلى 50 في المائة.
لم يختلف الوضع كثيراً في القارة الأمريكية عن دول القارة العجوز، إذ اكتشفت، في الشهر الماضي، الشرطة في أحد مراكز رعاية المسنّين في نيوجيرسي 17 جثة، بعد اتصال تلقّته من "مجهول"، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".
وتم إغلاق دور المسنين أمام الجمهور منذ أسابيع. وفي نيوجيرسي، دعا الحاكم فيل مورفي 120 من أعضاء الحرس الوطني للولاية لمساعدة مرافق الرعاية طويلة الأجل ، بعد تراكم 17 جثة في دار رعاية واحدة.
وفي 19 أبريل وعد رئيس مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية بتتبع جميع الوفيات في دور رعاية المسنين.
وفي فرنسا لم يكن الحال أفضل، إذ وفق صحيفة "لو باريسيان"، سجّلت دور الرعاية ما يقدّر بنصف الوفيّات في فرنسا، في الفترة بين الأول من مارس الماضي و14 إبريل.
ووصل عدد الوفيّات إلى 29 في أحد المراكز قرب مدينة كان، جنوب شرقي البلاد، ما دفع برئيس البلدية والطبيب ريشارد جالي إلى وصف ما جرى بأنّه "مذبحة".
وفي كندا عمّ الغضب بين أهالي نزلاء مركز رعاية المسنين "ريزيدانس هيرون"، في ضاحية دورفال قرب مونتريال، حيث تُرك 31 مسناً لمصيرهم المحتوم، نتيجة الإصابة بالفيروس. وأثار الموضوع جدلاً كبيراً حول الإهمال، بعد تقارير عن "ترك موظفي المركز المكان بعد انتشار كورونا فيه".
وحين وصلت السلطات الصحية لمعاينة الوضع في المركز، وجدت كبار السن في وضع مزر، وفقا للتقرير ذاته.
فيديو قد يعجبك: