"فوكس نيوز" تنشر صورًا مُفبركة حولت مظاهرة سلمية إلى عنيفة وخطيرة
وكالات:
نشرت شبكة "فوكس نيوز" صورًا مُفبركة ومُتلاعب فيها رقميًا على الصفحة الرئيسية لموقعها على شبكة الإنترنت، يوم الجمعة، لتُظهر مظاهرة سلمية في مدينة سياتل الأمريكية تبدو عنيفة وخطرة.
كانت صحيفة "سياتل تايمز" الأمريكية كشفت هذا التكتيك المُخادع. وذكرت الصحيفة أنها عندما سألت "فوكس نيوز" عن الصور، قامت الشبكة بحذفها، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".
ويعكس ما فعلته فوكس نيوز الكثير من محاولات وسائل الإعلام اليمينية تصويرها مظاهرة سياتل على أنها تهديد. وأعلن المتظاهرون، مساحة صغيرة من سياتل كـ"منطقة حكم ذاتي"، بعد اشتباكات مع السلطات دفعت الشرطة إلى إخلاء المنطقة. وظلت المنطقة هادئة إلى حد كبير مع تجمع الناس لتناول الطعام وإلقاء الخطب وعرض الأفلام.
كان السرد الذي ترسخ هذا الأسبوع في الدوائر اليمينية هو رواية تقول إن مسلحون من حركة "أنتيفا" استولوا على جزء من مدينة سياتل، وفق السي إن إن.
وقالت عمدة سياتل، جيني دوركان، للسي إن إن مساء الخميس: "إنها ليست عملية استيلاء مسلحة... إنها ليست المجلس العسكري".
لكن يبدو أن الرئيس دونالد ترامب استغل تقارير في وسائل الإعلام اليمينية، ووصف المتظاهرين بـ"الإرهابيين المحليين"، وهدد باستخدام القوة الفيدرالية لإخراجهم من المنطقة.
ورُغم وصف الرئيس الأمريكي الذي يتعارض مع الواقع الفعلي، واصلت "فوكس نيوز" تقديم الوضع على أنه خطير. وكان نشرها للصور المُعدلة والمضللة على موقعها الإلكتروني الذي يتم الاتجار به بشدة آخر مثال على ذلك - وربما أكثرها فجاجة- على حد وصف السي إن إن.
ومن بين الصور التي نشرتها فوكس نيوز على صفحتها الرئيسية، صورة أظهرت متظاهرًا يمر عبر سيارة محترقة ومبنى يحمل عبارة "CRAZY TOWN".
بينما تبين أنه تم التقاط الصورة، التي نُشرت مُرفقة بقصة للشبكة عن الوضع في سياتل، خلال اضطرابات الشهر الماضي في ولاية مينيسوتا.
وفي صور أخرى أظهرت المشهد في سياتل، أضافت قناة فوكس نيوز رقميًا صورة لرجل مسلح ببندقية هجومية.
They also used a fiery photo from Minnesota as the centerpiece on a package of stories about Seattle. https://t.co/RBF0ttg2ku pic.twitter.com/bElH94RgYW
— Gina Cole (@Gina_Cole_) June 12, 2020
ووفق السي إن إن، أشار متحدث باسم فوكس نيوز صباح أمس السبت، إلى ملاحظة تحريرية تم إلحاقها بقصص نشرتها الشبكة حول الصور المضللة، إضافة إلى اعتذارها عن هذه الأخطاء.
كما قدمت الشبكة تعليقًا يوم الجمعة إلى "سياتل تايمز". وقال مُتحدث باسم فوكس نيوز للصحيفة: "لقد استبدلنا الصورة التوضيحية التي تحديدها بأنه تم التقاطها في الأسبوع الحالي في منطقة سياتل ذاتية الحكم.
إلا أن الصحيفة ذكرت أن بيان الشبكة كان غير دقيق. وأوضحت "سياتل تايمز" أن "صورة المسلح التُقطت في 10 يونيو، بينما تم تحديد صور واجهة المتجر التي تم خلطها بها في 30 مايو بواسطة موقع "صور جيتي Getty Images".
وقال خبراء أخلاقيات التصوير الصحفي للصحيفة إن قناة فوكس نيوز تصرفت بشكل غير لائق عندما نشرت الصور المعدلة رقميًا.
وقال كيني إيربي، خبير أخلاقيات التصوير الصحفي، لـ "سياتل تايمز": "أعتقد أنها دعاية مشينة ومسيئة للغاية للصحافة الوثائقية في مثل هذه الأوقات، عندما يكون قول الحقيقة والمساءلة مهمًا للغاية... لا يوجد إسناد. لا يوجد اعتراف بالمونتاج، وهو مضلل بشكل رهيب".
واعتبر أكيلي رمسيس، المدير التنفيذي لجمعية مصوري الصحافة الوطنية، لصحيفة سياتل تايمز أن التلاعب بهذه الطريقة "أمر فظيع تمامًا".
فيديو قد يعجبك: