لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قضية "المنشورات" فصل جديد من التوتر والتصعيد في علاقات الكوريتين

08:29 ص الثلاثاء 16 يونيو 2020

التوتر في علاقات الكوريتين

القاهرة - (أ ش أ)

تشهد العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في هذه الآونة، فصلاً جديداً من فصول التوتر الذي يعد سمة مميزة للعلاقات بين الجارتين، على خلفية قضية المنشورات المناهضة لبيونج يانج، والتي دأب منشقون كوريون شماليون وناشطون آخرون على إرسال بالونات من الأراضي الكورية الجنوبية إلى الجارة الشمالية تحمل منشورات تتهم الزعيم الكوري الشمالي بانتهاك حقوق الإنسان، وتدين سياسته النووية، وتعد حملات المنشورات هذه قضية شائكة بين الكوريتين.

مؤشرات التصعيد والتوتر

وعلى إثر ذلك صعدت بيونج يانج من لغة التهديدات والتحذيرات لجارتها سول، واعدة باتخاذ مزيد من الإجراءات التي تزيد من حدة التوتر والتأزم بين البلدين، وأصدرت كوريا الشمالية سلسلة إدانات شديدة اللهجة بحق الشطر الجنوبي ومن أبرزها: أولاً: تهديدات كيم يو جونج، (شقيقة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون ) بأن بلادها ستتخذ خطوة ضد جارتها الجنوبية وستكلف الجيش القيام بها.

وقالت كيم يو جونج والتي تعد مستشارة رئيسية لشقيقها: "عبر ممارسة السلطة الممنوحة إلي من القائد الأعلى وحزبنا والدولة، أصدرت أمرا للجهة المعنية بشؤون العدو باتخاذ الخطوة المقبلة بشكل حاسم ... سيُمنح حق اتخاذ الخطوة المقبلة ضد العدو إلى الأركان العامة لجيشنا".

ثانياً: نددت كوريا الشمالية بجارتها لإدلائها بتصريحات وصفتها بيونج يانج بـ "تافهة" عن عملية نزع السلاح النووي ومحاولتها التدخل في المحادثات بين واشنطن وبيونج يانج.

وجاء هذا التنديد رداً على تصريح لمسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، قال إن سول ستواصل "جهود نزع السلاح النووي"، في إشارة إلى المفاوضات المتعثرة منذ وقت طويل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وقال المسؤول الكوري الشمالي المكلف بالتفاوض مع الولايات المتحدة كوون جونج جون: "من المنافي للعقل الاستماع للكلام الفارغ لسلطات كورية الجنوبية ... غير المؤهلة لأي نقاش .... أو لحشر أنفها في المسائل" التي تجمع بين بيونج يانج وواشنطن، وندد كوون بمحاولة سول "التدخل" في تلك المفاوضات مؤكداً القول: "من الأفضل التوقف عن هذا الكلام الذي لا معنى له حول نزع السلاح النووي".

جاءت هذه التنديدات، بعد يوم واحد من توجيه كوريا الشمالية انتقادات لاذعة للولايات المتحدة في الذكرى السنوية الثانية للقمة التاريخية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكيم جونج أون في سنغافورة، وتضمن البيان انتقاداً قوياً لواشنطن هو الأشد الذي توجهه بيونج يانج لها في الأشهر الأخيرة، ويثير الشكوك حول مستقبل المفاوضات النووية المتعثرة.
ثالثاً: هددت كوريا الشمالية بإغلاق مكتب الارتباط عبر الحدود، وإلغاء الاتفاق العسكري الذي تم توقيعه خلال زيارة مون إلى بيونج يانج في 2018، بهدف تهدئة التوتر على الحدود، غير أن معظم الاتفاقات التي وُقِّعت خلال هذه القمة لم تنفذ، وواصلت كوريا الشمالية إجراء عشرات التجارب العسكرية.

أما نشاطات مكتب الارتباط فهي معلقة بسبب وباء (كوفيد 19)، كما هددت كيم يو- جونج أيضاً بإلغاء عشرات المشروعات الاقتصادية بين البلدين نهائياً، وخصوصاً منطقة كايسونج الصناعية، وكان المشروعان المربحان لبيونج يانج قد عُلِّقا لسنوات، نظراً للعقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برنامجيها النووي والباليستي المحظورين.

رابعاً: لأول مرة، لم ترد كوريا الشمالية على اتصال من جارتها الجنوبية، عبر غرفة الاتصال المشتركة بين الجارتين، وعادة ما تتواصل السلطات العسكرية في الكوريتين عبر الهاتف كل يومين، في التاسعة صباحاً والرابعة مساء، عبر خطي الاتصال الشرقي والغربي. ويُشار إلى أن خطوط التواصل العسكرية عادت في عام 2018، تماشياً مع قمة 27 أبريل التي جمعت الكوريتين بعد سنوات من الانقطاع.

طريق مسدود

وفي أحدث تصعيد للتوتر بين الكوريتين، حذرت شقيقة زعيم كوريا الشمالية، من اتخاذ إجراءات انتقامية ضد كوريا الجنوبية، قد تشمل القوات المسلحة، وتأتي هذه التهديدات والتحذيرات من قبل بيونج يانج، في وقت وصلت فيه العلاقات بين البلدين الجارين إلى طريق مسدود، رغم عقد ثلاثة لقاءات قمة عام 2018 بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، كما تأتي في ذكرى القمة التاريخية بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة في 2018.

وقد أوقفت كوريا الشمالية غالبية اتصالاتها مع جارتها الجنوبية، بعد فشل القمة الثانية بين كيم وترامب، في فبراير 2019، في هانوي، مما أصاب المحادثات حول الملف النووي الكوري الشمالية بحالة من الجمود.

ويرى محللون أن بيونج يانج لم تقم بأي خطوة جوهرية نحو التخلي عن برامجها للتسلح النووي التي كانت وراء فرض سلسلة عقوبات دولية على مر السنوات من قبل مجلس الأمن. وتحول غضب كوريا الشمالية بشكل متزايد نحو سول، إذ قامت في الأشهر الماضية بتجارب عسكرية واستفزازات، مثلما استهدفت في مايو الماضي مركز مراقبة للجنوب في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.

وفي إطار جهودها لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، سعت إدارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، لوقف حملة المنشورات، حيث اجتمع كبار مسؤولي الأمن والخارجية بمجلس الأمن القومي في سول لمراجعة الموقف الراهن في شبه الجزيرة الكورية.

وأصدرت وزارتا الوحدة والدفاع في كوريا الجنوبية بياناً يطالب بيونج يانج بالالتزام بالاتفاقيات بين الكوريتين، التي جرى التوصل إليها في الماضي. وذكرت وزارة الوحدة في بيانها: "ينبغي للجنوب والشمال السعي للالتزام بكل الاتفاقيات التي توصلت إليها الكوريتان... إن الحكومة تتعامل مع الموقف الراهن بجدية". وقالت وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية، إن الجيش مستعد للرد على "كل المواقف ... أنها تراقب عن كثب تحركات جيش كوريا الشمالية".

وحضت الولايات المتحدة كوريا الشمالية على العودة إلى الدبلوماسية، وصرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن "الولايات المتحدة لطالما دعمت التقدم في العلاقات بين الكوريتين. ونشعر بخيبة أمل بسبب خطوات كوريا الشمالية الأخيرة... ونحض جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية على العودة إلى الدبلوماسية والتعاون".

ومن جانبها دعت الصين أيضا إلى التعاون بين الكوريتين، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينج، "إن بكين تأمل بأن تتعاون كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية عبر الحوار"، مع تجدد التوتر.

يبقى القول أن قضية "منشورات الحدود" ربما تكون الصورة الكاشفة للتوتر المتصاعد بين الكوريتين، وأن المنشورات ما هي إلا حجة أو مبرر لزيادة الضغط على سول لتحصل كوريا الشمالية على ما تريد، على خلفية غضب بيونج يانج من استمرار التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.​

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان